أخر الأخبار

.

خلافات بين هادي العامري وابي مهدي المهندس



الخسائر الغير المتوقعة في معارك الفلوجة تشعل خلافات بين هادي العامري وابي مهدي المهندس





عراق العروبة
 العباسية نيوز


لم يعد بمقدور قادة المليشيات الشيعية المنضوية في اطار الحشد الشعبي التعتيم على الخسائر الكبيرة التي لحقت بمقاتلي فصائلهم بعد ان ارتفعت اللافتات السوداء اللون في كثير من الاحياء والمناطق سواء في بغداد او محافظات الوسط والجنوب وهي تنعى من وصفتهم بـ(الشهداء) الذين سقطوا في معارك الفلوجة ونواحيها في حين تستقبل مستشفيات العاصمة ومقبرة السلام في النجف اعدادا غير مسبوقة من الجرحى والقتلى .

وينقل عن مصادر عسكرية في قاطع الفلوجة ان اغلب المصابين والقتلى في صفوف الحشد الشعبي، جاء بسبب افتقار ضباطه وافراده الى الكفاءة العسكرية وغياب الحس الامني لدى غالبيتهم مما عرض الكثير منهم الى الاصابة والموت بنيران القناصة الدواعش او السقوط في فخاخ العبوات الناسفة وكمائن الالغام .

ويقول ضابط حركات في قيادة قوات الفلوجة اعتذر عن ذكر اسمه والكشف عن هويته لاعتبارات عسكرية وامنية، ان قوات الحشد غير مؤهلة للمشاركة في معارك الفلوجة التي تختلف عن المعارك التي خاضتها في مناطق ومحافظات اخرى كان مسلحو داعش يسيطرون على اجزاء منها بعشرات المسلحين كما حصل في تكريت وبيجي والدور بمحافظة صلاح الدين، ويضيف ان مقاتلي داعش في الفلوجة ونواحيها يعتمدون اسلوب الكر والفر والاشتباك عن قرب الى درجة الالتحام، مع استخدام الانتحاريين والعجلات المفخخة، وهي اساليب لا تتقن الفصائل كيفية مواجهتها، اضافة الى عدم وجود قيادة موحدة وغرفة عمليات مشتركة، فكل فصيل له قيادته ومرجعيته .

ورغم ان قيادات في الحشد الشعبي اعلنت انها لن تشارك مباشرة في معركة تطهير الفلوجة وتكتفي بتطويق المدينة من خارجها، الا ان وقائع القتال الدائر منذ الثالث والعشرين من الشهر الماضي، تشير الى ان الحشد تلقى هجمات وخسائر كبيرة وهو في مواقعه الحالية في ضواحي الفلوجة وخصوصا في اطرافها الجنوبية والشرقية وخسر اعدادا من مقاتليه بين جريح وقتيل، لعدم قدرة ضباطه وجميعهم ممن يوصفون بـ(الدمج) من فهم مستلزمات المعارك وتحديد اتجاهاتها والتنبوء بها مسبقا، وهذا يعود الى ان جغرافية الفلوجة والمناطق المحيطة بها غريبة على فصائل الحشد التي جاء اكثر مقاتليها من مناطق شيعية في بغداد والمحافظات الجنوبية.

وينقل عن نواب التقوا زميلهم هادي العامري زعيم مليشيا بدر، وهي ابرز الفصائل المشاركة في تطويق الفلوجة قوله : أكلنا (خازوق) في الفلوجة، مع ما تعنيه هذه المفردة من مرارة وأسى .

وحسب ما تحدث به وهو يجلس على الارض في غرفة متواضعة تتبع دائرة حكومية مهجورة في ناحية (الكرمة) كنت افضل ان يشارك الحشد الشعبي رمزيا في معركة الفلوجة، ولكن الاخوة في الفصائل الاخرى لم يقبلوا (في اشارة الى فصائل العصائب وحزب الله وسرايا الخرساني) التي تصر على مهاجمة المدينة مباشرة . 

ومما قاله العامري ايضا انه بات يخجل من زيارة العائلات التي فقدت ابنائها ويعتذر عن حضور مجالس العزاء التي تقام عادة في الحسينيات والخيام على ارواحهم .

ويتردد في هذا السياق ان الانسجام بين العامري وابي مهدي المهندس بات مفقودا في الفترة الاخيرة، نظرا لاصرار الاخير على زج اكثر من 20 ألف مقاتل من الحشد في هجوم كاسح على مركز المدينة وتحقيق النصر النهائي على داعش (حسب رأيه) .

وبهذا الصدد فان الملاكات الطبية العاملة في المستشفيات تلتزم الصمت عن اعداد الجرحى والقتلي من فصائل الحشد التي تستقبلهم يوميا، تنفيذا لاوامر صادرة من رئاسة هيئة الحشد الشعبي التي توعدت بمعاقبة الاطباء وادارات المستشفيات اذا افشت  (الاسرار) التي تؤثر على الامن الوطني وتضعف الروح المعنوية للمقاتلين في الجبهة.


كثرة قتلى الحشد الشعبي لخصها حفار قبور في مقبرة السلام بالنجف بعبارة ذات مغزى تندرج ضمن ما يسمى بـ(الحسجة) النجفية أو (دك النجف) كما يصفها آخرون، عندما قال وهو يدير وجهه عن مراسل صحفي جاء يستفسر منه عن اعداد المدفونين منذ بداية معركة الفلوجة: (نحن نواصل حفر القبور، هذه مهنتنا ولكننا لا نملك الوقت الكافي لحفر 300 قبر يومياً) .




0 التعليقات: