أخر الأخبار

.

صحيفة «السفير» اللبنانية على شفير الاقفال




صحيفة «السفير» اللبنانية على شفير الاقفال بعد 42 عاماً على رفعها شعار «صوت الذين لا صوت لهم»





عراق العروبة
القدس العربي



بيروت- «القدس العربي» : يبدو أن صحيفة «السفير» اللبنانية لم تستطع تجاوز النكسة، التي أصابتها قبل 9 أشهر نتيجة أزمتها المالية والاقتصادية، حيث كان ينوي ناشر الصحيفة طلال سلمان إطفاء شمعتها في 1 نيسان الفائت قبل أن يعدل عن القرار، وإستتبع قراره بصرف جماعي لعدد من الصحافيين في 29 آيار/مايو تجاوز عددهم 45 صحافياً خدموا الصحيفة بأشفار عيونهم على حد قول إحدى المصروفات مارلين خليفة، التي اتجهت لتأسيس موقع الكتروني تحت عنوان «مصدر دبلوماسي»، بعدما تيقّنت أن الأزمة تزداد تعقيداً، رغم الوعود «المزيفة» تجاه الموظفين الذين تأملوا خيراً بالبقاء في المؤسسة، وتوقفوا عن عملية البحث عن عمل جديد يحميهم من الوضع الاقتصادي السيىء ويوفر عليهم مشقة الذل اليومي في بلد لا نقابة محررين تحمي الصحافيين فيه ولا وزارة إعلام تقوم بدورها لحماية الجسم الإعلامي».

وهكذا من المتوقع أن تنهي الصحيفة، التي صدرت للمرة الأولى عام 1974 رحلتها في عالم الصحافة المكتوبة نهاية هذا الشهر بعد 42 عاماً حملت في خلالها شعار «صوت الذين لا صوت لهم»، وتنهي رحلتها بعد مقالات عدة في الأيام القليلة الماضية للمحرر السياسي أثارت الكثير من الجدل حول من يقف وراءها وأبرزها مقال حول عملية تأليف الحكومة حمل عنوان «أهكذا يكون الوفاء يا جبران؟» قيل إن حزب الله أوحى بكتابته قبل أن يتنصّل منه الحزب .

وأفيد أن اجتماعاً عقد امس في مقر الصحيفة جمع فريق التحرير، وتم خلاله إبلاغ الحاضرين بأن تاريخ 30 كانون الأول/ ديسمبر الجاري سيكون موعد اصدار النسخة الأخيرة من الصحيفة، وأن الإقفال لن يشمل النسخة الورقية فقط، بل سيتم إقفال الموقع الإلكتروني أيضاً، ما يهدد أكثر من 140 موظفاً وعاملاً في هذه المؤسسة بالبطالة .

وأفاد موظفون في الصحيفة أن الادارة أبلغت العاملين أن الوضع المادي لم يعد يسمح بالاستمرار، رغم الإجراءات التي تم اتخاذها بعد النكسة الأخيرة، ولا نريد أن نكون كغيرنا من المؤسسات التي تمتنع عن دفع الرواتب للموظفين وبالتالي الأفضل أن نقفل الآن لنعطي كل ذي حق حقه .

وكان ناشر الصحيفة طلال سلمان وعد بأن تستمر الصحيفة بـ «اللحم الحي»، وأودع بعد شهر ونيف على وعده وزارة العمل لائحة بأسماء موظفين سيتم الاستغناء عن خدماتهم .

وتعاني الصحف اللبنانية وبعض القنوات التلفزيونية على اختلاف توجهاتها السياسية وانتماءات أصحابها من أزمة مالية خانقة، خصوصاً مع توقف التمويل السياسي من الخارج الذي كان الداعم الاساسي للصحف المحلية .

وعلى الرغم من محاولات وزير الإعلام رمزي جريج لدعم الصحافة المكتوبة إلا أن مشروعه لم يسلك طريقه إلى مجلس النواب، اضافة إلى أن الحكومة حالياً هي في حالة تصريف أعمال .

وكان وزير العمل سجعان قزي قد دعا «الى حالة طوارئ اعلامية»، مقترحاً انشاء صندوق دعم للمؤسسات الإعلامية»، وإعتبر «أن اغلاق المؤسسات الإعلامية أو حتى ضعفها يفقد لبنان دوره التاريخي منارة للإعلام والثقافة والحريات».




0 التعليقات: