أخر الأخبار

.

إيقاعات .. هوس التجميل



إيقاعات .. هوس التجميل


عراق العروبة
أمل عبدالملك


من منّا لا يحب الجمال! ومن منّا لا يحب أن يظهر بشكل جذّاب وأنيق ومرتب، ولكن ذلك لا يعني أن نلجآ لتغير أشكالنا التي خُلقنا عليها وتبديلها بملامح أخرى إلاّ في حالات محدودة جداً أن كانت تسبب تشويها للشكل أو تتسبب في حالة مرضية، لا تخلو امرأة من عناصر الجمال أو الجاذبية، وبقليل من المساحيق التجميلية يمكن أن تبرز المرأة جمالها إذا ما توافق ذلك مع اعتنائها بمظهرها بشكل عام ونظافتها وأناقتها، والأناقة هنا لا تعني ارتداء الماركات الغالية والمجوهرات الثمينة فالأناقة تظهر في الأشياء البسيطة والذوق الراقي البعيد عن المبالغة في اللبس، ومع الإنفتاح على الشبكة العنكبوتية وما يدور حول العالم خاصة في ظل شبكات التواصل الاجتماعي التي ساعدت في بروز شخصيات عربية وأجنبية مهمتهم الحديث عن الجمال وآخر صيحات الموضة والتردد على العيادات التجميلية وعمل لقاءات مع الأطباء بدأت النساء بشكل عام التهافت على عيادات التجميل التي أصبحت منتشرة في كل مكان وبأسعار متفاوتة وتقدم الخدمات المتنوعة، كذلك بفضل التواصل الاجتماعي انتشرت فيديوهات العمليات التجميلية وأصبح بلإمكان الكل الإطلاع عليها والإقبال عليها، ولكن البعض لم يُقبّل عليها فقط بل أصبح مهووساً بها، فلا تكفيه عملية تصحيح واحدة فتجد أحدهم يدخل في دوامة لا تنتهي من هذه العمليات التي ينفق عليها مئات الآف معرضاً نفسه للخطر في كل مرة يخضع بها لعملية فيكفي خطر التخدير، ولم تقتصر هذه العمليات على التنحيف بل تجاوزات النحت وكسر الضلوع لتصغير الخصر وتكبير أجزاء لللأخرى من الجسم ناهيك عن عمليات تجميل الوجه بل بلغت ببعضهم أن يطلبوا من جراّح التجميل أن يغير أنفهم ليكون نفس أنف الفنانة المشهورة أو أن تكون خدودها مثل تلك الفاشنستا آو غيرها من عمليات تغيير الملامح، وهنا تظهر قدرات وإمكانيات الطبيب أن كان شاطراً سيقنع المرأة بما يناسبها وسيعدلها عن قرارها إن كانت لا تحتاج ذلك، أو أنه سينفذ الطلب خاصة وأن معظم أطباء التجميل يعملون في عيادات خاصة أسعارها نار فلذلك سيوافق على ما تريده وستظهر المرأة أكثر جمالاً أو فإنه سيكون تجارياً بحتاً وسيتسبب في تشويه دائم لوجه المرأة إمّا بالتنفيخ فوق اللزوم أو بتشويه الأنف أو الشد الذي يترك نُدباً لا تنتهي !

والهوس هذا بدأ يشمل الرجال أيضاً فالكثير أقبل على عمليات التجميل بكل أنواعها ولم يمتنع حتى عن البوتكس لإخفاء خطوط العمر، وأنا لستُ ضد أن يجّمل الإنسان نفسه ويرتب من شكله ولكن أن تصل مرحلة الهوس فهذا مرض يجب التعافى منه، ووقوف الإنسان مع نفسه في قراراته قبل الدخول في تلك الدوامة غير المنتهية فالأشكال أصبحت غير طبيعية وآثار العمليات والنفخ أصبحت واضحة على معظم الوجوه التي بعضها يصل لمرحلة البشاعة، والأجسام أصبحت متقاربة ومليئة بالمواد الكيميائية أو الدهون المفتعلة والشكل المبالغ به، فرفقاً بأنفسكم وبأجسامكم ولا تلجأوا لتغيير خلقة الله إلا أن كان ذلك يهدد صحتكم .



0 التعليقات: