أخر الأخبار

.

كذبة مظلومية الشيعة




كذبة مظلومية الشيعة




عراق العروبة
كامل الشرقــي




لاسباب سياسية لا غير راجت عبر السنوات الاخيرة مجموعة من الاكاذيب التي انطلى بعضها على الناس ولاسيما السذج منهم، ومن بينها مقولة مظلومية الشيعة التي شاعت في العراق قبل وبعد الاحتلال عام 2003 والتي كانت تهدف الى تحريك الحس الطائفي، واثارة النعرات . 

وقد كان لايران والاحزاب الطائفية التي تدور في فلكها الدور الابرز في اشاعة هذه المقولة الزائفة .

ان البعض من مروجي تلك الاكذوبة يحاول ان يعيدنا الى زمن الخلافة الراشدة، ويرى ان تأخر خلافة الامام علي (ع) في تسلسلها هي ظلم تاريخي لا يتعين نسيانه او تجاوزه، وهو امر مثير للسخرية والاستغراب، فليس من المنطقي جر التاريخ الى الوراء،او تفسير ما حدث وفق منظور سياسي متطرف لا صلة له بواقع الاحداث التي جرت في زمنها، فماذا لو ان الامام علي كان الاول في الخلافة، هل كانت الامور ستتغير؟ وهل كان الامام علي سيبقى حيا الى الابد؟ ومن هنا لابد من التذكير بأنه لم يعد خافيا على احد ما لحق بهذه الفرضية من قصص وافتراءات كانت ترمي في مجملها الى تهويل تلك المظلومية الزائفة، مما يعمق الحقد بين طوائف المسلمين باختلاق وقائع واحداث اثبت التاريخ زيفها وبطلانها .

ولكي لا نغوص في اغوار التاريخ وملابساته، دعونا ننتقل الى ما حصل في العراق قبل غزوه في 2003. فهل كان الحكم في العراق طائفيا قبل الاحتلال ؟

ليس من باب الدفاع عن الحكم الوطني الذي سبق الاحتلال القول ان الطائفية كانت محرمة رسميا وان اي فرد يثير هذه النعرة يعرض نفسه لاقصى العقوبات، وان التعايش الاخوي الذي كان يسود المجتمع آنذاك لم يكن يسمح بطرح او اثارة مثل هذه المفاهيم المتخلفة خاصة وان معظم عشائر العراق واسره كانت قد تصاهرت فيما بينها ولا سيما بين الشيعة والسنة .

كما ان نسبة المسؤولين الذين تسنموا مواقع عليا في الدولة كانت الغالبية فيها للشيعة وهذا مايعرفه الجميع ابان تلك الفترة . وهنا ينبري البعض ليشكك في ذلك بالقول بأن معظم هؤلاء كانوا ينتمون الى حزب السلطة، فهل قادة اليوم ليسوا من حزب السلطة؟! واذا كان رئيس الدولة في حينها محسوبا على الطائفة السنية فان رئيس الدولة الحالي ينتمي الى نفس الطائفة فلماذا يجوز ذلك الان ولا يشكل اية مظلومية في حين لا يجوز ذلك قبل الان؟ اليست السياسة هي التي تقف وراء هذا التمييز؟ 

ان غالبية رؤساء الوزارات والوزراء وكبار القادة العسكريين وعمداء الجامعات ورؤساء الدوائر السياسية والاعلامية والثقافية كانوا كلهم من الطائفة الشيعية قبل الاحتلال فأين هي المظلومية؟ صحيح ان الدولة في حينها فرضت قيودا على بعض الممارسات التي كانت تتعدى الشعائر الدينية المعتدلة لتتحول الى مظاهر لا صلة لها بالدين . وهذا ما عمدت اليه ايران في السنوات اللاحقة حيث منعت التطبير او ضرب الزنجيل او غيرها من المظاهر المغالية والمتطرفة ولست هنا في مجال تبرير تلك الاجراءات التي اتخذتها الدولة فقد يكون لبعضها تآثيرات جانبية لا مسوغ لها ولكن رد الفعل الذي قامت به الاحزاب الدينية المرتبطة بايران بالغ في تهويل تلك المظلومية فراح الناس ولاسيما محدودي الوعي والمعرفة يتبارون في اختلاق وتنويع الممارسات الدينية التي لا اصول لها في الدين، ومنها المسيرات المليونية الراجلة من اقصى العراق الى اقصاه بدعوى طلب الشفاعة لدخول الجنة او المبالغة في مواكب التطبير او تقبيل احذية الزوار الايرانيين او الزحف على البطون وعشرات الممارسات الشاذة التي تشكل اليوم ظاهرة مخزية تسيء الى الدين وطوائفه. كل ذلك يجري بدعم وتشجيع السلطة التي تحكم البلاد باسم الشيعة وهي التي نهبت ثروات البلاد واشاعت روح الفساد والتخلف والقتل على الهوية بدعوى الانتقام ممن ظلموا الشيعة او ممن شارك في الحرب العراقية الايرانية فيما تعيش المحافظات التي تسكنها غالبية شيعية اتعس احوالها وقد لحقها من ظلم الحكام (الشيعة) الجدد اضعاف ما شهدته قبلهم . 

ان اطلاق يد رجال الدين واشراكهم في عمليات ابرام العقود والاتفاقيات مع الدول وتلقيهم الرشى والعمولات وتدخلهم في امور السلطة وقيادتهم لعشرات الميليشيات الخارجة على القانون يؤكد ان منهج الاحزاب الدينية التي تحكم العراق اليوم هو منهج تخريبي فاسد لا يمكن ان ينهض بالبلاد من سباتها المريع . 

ان مفهوم (مظلومية الشيعة) كذبة روجتها ايران وما تزال تعزف على وترها لاغراض لم تعد خافية على احد.. ولعل نظرة سريعة للدور التخريبي الذي تمارسه السلطات الايرانية في معظم البلدان العربية اليوم يؤكد كذبة المظلومية المزعومة لغرض السيطرة وتمزيق وحدة الشعوب . 



0 التعليقات: