أخر الأخبار

.

الدفاع عن السعودية ليس خطاباً طائفياً او مدفوع الثمن



الدفاع عن السعودية ليس خطاباً طائفياً او مدفوع الثمن



عراق العروبة
عبد الجبوري




حاولَ عدد من المتحزبين والمُؤدلجين ادلجة دينية سياسية وآخرين مستقلين ، لم يتحرروا من طائفيتهم ، تصوير رؤيتي الشخصية المتجردة حيال القمة العربية الإسلامية الأمريكية بقيادة المملكة العربية السعودية ، على انها دفاعٌ طائفي ، عقبها تصريح مكتوب لسياسي مُنتفع يرأس جبهة كارتونية لاتتمتع بأية شعبية على الساحة العراقية ، وواحد من دُعاة الأقليم السني المرفوض جماهيرياً على اقلِ تقدير ، في قوله الزور وهو يُغازلُ سلطة الخضراء : بأن كتاباتنا مدفوعة الثمن ، وبذلك يحقُ عليه القول (( كلٌ يرى الناس بعينِ طَبعِهِ )) ، فالسارقُ ايها الأخوة : يعتقد الجميع سُراقاً ، والمأجور يظنُ غيره شبيهاً لهُ .. وهكذا دواليك في هذا الزمن الرديء الذي سادَ فيه اللصيقُ على العريق .

ولايخفى على المنصفين ، ان من تربى ونشأ على الفكرِ الإنساني القومي العربي ، يصبحُ مُحصنٌ لامحال من الطائفية وبراثينها .

ولا غَضاضَة في الإفصاحِ والقولِ :

شسعُ نعل طفل بريء من اطفال كربلاء والنجف وميسان وذي قار .. وغيرها ، عندي اطهرُ منزلة مِن كُل مَن شاركَ في العملية السياسية (جاسوسيّة المَنشَأ ) .

وللحقيقة ، كان بامكاني تجاهل هؤلاء ، لاسيما ونحنُ في اليوم الأول من شهر رمضان الكريم ، وأن أكتفي بدعوةِ الباري ليشفيهم من الأمراض والأسقام التي إعتَرَت عقولهم وقلوبهم .

إلا ان استاذاً فاضلٌ طالبني بضرورة الكتابة ورفع اللغط والتحريف والبطلان الذي حاولَ اولئك المارقون إلصاقه بمقالتي الأخيرة ، واستجابة لطلبهِ ، قُمتُ بتحرير هذه السطور ، مستعيناً بالله جلَ وعلى ، لتنويرِ ابصارِ من يتعامى عن جهلٍ او تَعَمُدٍ في تحريف وجهات النظر وقلبِ حقائقها في التسفيهِ والإستخفاف وإلصاق الإتهامات .

بدءًا ، لم اتطرق في النصِ السابق للمقالة موضوعةِ الذكر ، سواءٌ في المقدمة او المتن والخاتمة بأية عبارة تُشير الى ان تلك القمة (( ستُحرر العراق )) ، ولا ادري إن كان الدكتور في وعيّهِ من عدمِهِ ، حينما كتب . وليس لِمثلِهِ ان يُعلمنا كيف سيتحرر العراق .

اما قوله : انه يُجري اتصالاته مع ازلام (( التحالف الوطني )) ويسعى الى إعادة المُهجرين الى مُدنِهم ومحافظاتهم ، فما هو إلا ضحك على الذقون ، كونه يعرف ان تلكَ العودة مرهونة بموافقة وليِّ طهران ومُرشدها الفقيه ، فلا مجال للمُزايدات الرخيصة ( ورحم الله امرءًا عرف قدر نفسه ) .

قبل ان اغادر فقرة التحرير ، تجدر الإشارة هنا ، الى ان العراق سيُحررهُ ابناءهُ الغيارى بكافة قواهم الوطنية والقومية والإسلامية التي لا تُعَوِّل إلا على الله وارادة الجماهير الأبية ، وسيجرفُ سيلُها العارم حكومة الإحتلال واحزابها ومليشياتها ، حال إزاحة الغطاء الفارسي عنها وخلع أنيابه وبترِ مخالبه .

فيما يخصُ الكتابات مدفوعة الثمن ، لن أ ُعلِقَ عليها ، فهيَّ فِرية ٌ كبيرة تَحُط ُ من شأنِ مُطلِقها وتضعهُ في موقفٍ لا يُحسد عليه لاسيما امام مَن يعرفني مِنَ العراقيين داخل وخارج القطر .

وبالعودةِ الى تحريف الخِطاب وصبغهِ بصبغةٍ طائفية ، بُغية إفراغه من التحفيز للروح الوطنية والقومية المُتعاطفة مع اقطار الأمة عامة والسعودية خاصة . 

لابد من التصريح هنا الى : اننا عربٌ قبل ان يَمُنَ الله علينا بالإسلام وقبل ان نَتَسَنَّنَ ونَتَشيّع ، ومعرفتنا بأنسابنا وانتمائنا لأصلنا العربي سبقت معرفة اجدادنا الأوائل المسيحيّة والصابئة والإيزيديّة وما سبقها من الديّانات .

بالتالي يصبح الإنحياز الى العِرقِ والجذرِ اقرب للفطرةِ منهُ الى الدينِ والمذهب ، مع التشديد على احترامي وتقديري لجميع الديّانات والمذاهب .

وليسَ اقبحُ فِعلاً وأحط ُ شأناً لِمَن يُفَضِلُ الفارسي الأعجمي على اخيهِ العربي ، عراقيّاً كان ام سعودياً اوقطريّاً اوبحريني اوغيرهم من ابناء العروبة ، على خلفيّة الإنحياز الى الطائفة والمذهب ، ومَن يَصُرُ ويُكابرُ فهو أجهر .

شخصياً لا أجد في الطائفية سوى نظرة متدنية لِما تحتَ الأقدام ، ومدمرة إنسانياً ، ولا شكَ انها تُمثِلُ سلوكاً عبثياً غير مُجدي على المدى البعيد . ناهيكم عن اننا جميعاً ابناءُ امة فضَلَها الله على الفرسِ وبقيةِ الأُمم وحباها مجداً وعزاً وصفات قَلَ نظيرها في الأُممِ الأخرى ، ويكفينا شرفاً بأننا جميعاً ننحدرُ من جِذمَيِّنِ شريفيَيّنِ ( قحطان وعدنان ) ، وهذا يعني ويُؤكدُ وحدة دمائنا وتشابُك عروقنا ، وتلاحم جماهير قومنا وقبائلنا بوحدةِ النسبِ ( عمومة ٌ وخُؤُولة ٌ ) ، وإذا كانت قبائل ( بني لام ، بني أسد ، بني تميم ، وشمر وعباده وزبيد وغيرها الكثير ) لها جذورٌ وعشائرٌ وافخاذٌ وبُطون وعمائر في اليمن ونجد والحجاز والشام .. انتهاءً بالمغرب العربي ، فهل يَحقُ لمارقٍ ان يقفَ بجحودٍ ولؤم ٍ لينسِف تلك الوشائج والروابط ويفرقها في تفضيل طائفتهِ ومذهبهِ على اخوتهِ واهلهِ ، في تماهي مصلحي ضيق مع خطابات ( حكومة الإحتلال ) وزعماء مليشياتها الذين اعتادوا على رفعِ عقيرتهم كلما أدانَ المجتمع الدولي نظام إيران وسياستها العدوانية حيال محيطها العربي والأقليمي .

اخيراً فهي دعوة صادقة مُخلصةٍ لا مؤاربة فيها الى كُلِ من تُحرِكهُ نوازعهُ الطائفية في التعرُضِ الى اخوتهِ واشقاءهِ العراقيين والعرب اين ما كانوا ، ادعوهم لأن يراجعوا انفسهم ويتقوا الله فيما يكتبون ويُصرِحون ، وأ ُذكركم بقولهِ تعالى ( وما يلفُظ ُ من قَولٍ إلا لديهِ رقيبٌ عتيد ) صدق الله العظيم .

حفظ الله العراق والأمة .


0 التعليقات: