ياسيّدي ياعراقُ تبقى حُراً ــ عباس الجنابي
ياسيّدي ياعراقُ تبقى حُراً ــ عباس الجنابي
عراق العروبة
قصيدة عباس الجنابي
أمامَ أنظـــارنا تعــــــــــــرى وصار جهرا ما كان ســّرا
تـَكـَشّفتْ أوْجُـــه تـَـرَ دّ تْ بـَراقـِـعَ المـُدْمنــيـنَ غـَــدْرا
وَأسْفَرَت عن سيولِ حِقـْــد وأوْقدَتْ في النفوسِ جَمْــرا
وَهيّجَتْ نـَعْرَة وَبُغـْضـــــــاً وبـيّتت في الظلامِ أمْــــــــرا
وســادَ فكْـرٌ يَسيحُ سُـــــــماً وَفلـْسـَ فاتٌ تَنــْضَــحُ مَكـْـــرا
وهيّأ الغـــولُ ألــْفَ فـَــــــخ في كُلِ رُكـْــــــنٍ يحْفِـرُ بِئـْرا
شَريعَة الغابِ قالَ: هُبــّـــوا وكـُلّ شَيـْــئ يُؤ خـذ قَسـْـــرا
تحاصصوا..! فالثرى مُشاع تقاسموهُ ارضــاً ونَهْــــــــرا
وَوَزّعـــوا الرأسَ بالتسـاوي إعْـــــطوا لإهْـلِ الذمّةعُشْــرا
تـَفـَدْرَلـــــوا أو تـَفـَرّقـــوا أو تـَشـَرْذمـــوا مـَرّة وأ خرى
تَقارَبوا أوْ تَـــــباعَــــــدوا أوْ تَصارَعـــوا فَالـْصِراعُ أحرى
تَناهبوهــا وما تَبــَـــــــــــقـّى يَـذ هَبُ للقاعِــــــــدينَ حَصْرا
خـُذوا السكاكين وانزلوهــــا على (المُسجّى) طَعْناً وَبَتـْــرا
وَلا تـُخَلـّوا جُزْءاً سَليمـــــــاً بِـــهِ ولا تـُلحِــــدوهُ قَبْــــــــرا
وَابكوا على موطــنٍ ذبيــــــح تـُباع أوصالـــُـهُ وتـُشـْـــرى
لآمْرَدٍ منْ بلاد (ســـــــام) ومُـلـْتَح من بلادِ كِســــــــرى
وَقادم من تُخـــــــــوم أرضٍ وليسَ أصلاً لَــــــهُ و جَـــــْذرا
****
بَرِئـْتُ منْ عالـَمٍ جَـــــــديد مُذبْذبٍ موْقِفــــــــــاً وفِكــْــــرا
يَسوسُ فيهِ الأنامَ غـــــولٌ أتـْباعُــهُ الهابِطونَ سِعْـــــــــرا
سِلاحُــهُ المالُ والعطايـــــا شِمْرٌ يُنـَصّبُ في الحُكـْمِ شِمْــرا
فيهِ يَصيرُ النفاقُ جِسـْــــرا لِمَنـْصبٍ لا يدومُ شَـــــــــــهْــرا
وقَدْ يكونُ الاجْحافُ عَــدْلاً وقدْ تصيرُ العِفـّــــةِ عُهْـــــــــرا
وربّما قدْ ترونَ قِــــــــــرْداً ينـْعَ تـُهُ المارقــــــــــونَ بَــــــدْرا
اذا المَوازيـــنُ لا تـُـــراعى فَفحْمَة قدْ تصيـــــــــــــــــرُ دُرّا
ونمْلة قدْ تَدوسُ فيـــــــلاً وَ هِرّة قدْ تَصيـــــــــــدُ نِسْــــرا
** **
ياسيّدي يا عراقُ تبقـــى حُراً وشعبُ العراق حّـــــــــــــرا
سينجلي الليلُ بعدَ حــــينٍ يأتيكَ فجرٌ يسبقُ فجــــــــــرا
وتختفي شُــلةُ الافاعـــي ولا ترى في ثراكَ جُحــــــــرا
0 التعليقات: