أخر الأخبار

.

عيد الفطر بين حيتان الفساد وكارثة النازحين !!


بأية حال عدت ياعيد..عيد الفطر بين حيتان الفساد وكارثة النازحين !!


عراق العروبة
أنمار نزار الدروبي



التقارير الصادرة من الأمم المتحدة اعتبرت العراق حل بالمرتبة الثالثة عالميا بعدد النازحين بواقع 5 مليون نازح بعد كولومبيا وسوريا!!

يقول لسان حال النازحين العراقيين ليست لديهم أي استعدادات للعيد وليست لديهم أية فرحة بالأعياد. ماذا سيفعل ملايين النازحين في العيد..وهل يأتي العيد فعلا على العوائل النازحة والمهجرة؟!
أية عيد أو مناسبة نتكلم عنها والملايين يعيشون أوضاع كارثية مفجعة؟!
أية عيد ويعيش النازحون العراقيون داخل المخيمات وفي مناطق نائية تكون خالية من كل مقومات الحياة؟!

أية عيد والعوائل النازحة والمهجرة يعانون من أوضاع إنسانية وصحية مزرية نتيجة نزوحهم عن منازلهم وممتلكاتهم؟!

من أقبح مشاهد السياسة عندما لايحترم المسؤول والسياسي في العراق عقول ملايين المشاهدين عندما يصرح كذبا بمساعدة النازحين.. القيادي(س)في الكتلة الفلانية يتبرع براتبه الشهري دعما للنازحين وهو يسكن في المنطقة الخضراء، والمسؤول (ص) في الحزب(..) تبرع بعدد من البطانيات والخيم الممزقة من قصره الذي يقع على ضفاف نهر دجلة..ورئيس الكتلة أو الحزب(..) يتحدث بالفضائيات يبكي حال النازحين ويطالب بتقديم المساعدات اللازمة لهم وهو يمتلك قناة فضائية وفيلا في اسبانيا على شواطيء البحر المتوسط..أما البرلماني(ع) يصرخ بحبه وحزنه على النازحين والأوضاع المأساوية التي يعاني منها العراقي المهجر والنازح، وأولاده يتسكعون بشوارع عمان بسيارات البورش والBMW.

لااستطيع القول سوى الله أكبر واكرر الله أكبر على الكذب والتدليس الذي يمارسه البعض وبالتحديد في ملف النازحين لأن اصلا هؤلاء الساسة لايحترمون دماء الضحايا الذين ماتوا بسبب البرد أو الحر وماعانوه من تفشي الأمراض نتيجة السكن في الخيام الممزقة والكرفانات الخربانة .

ممكن أن نضع بعض الأسئلة عن قضية الربط مابين السلطة في العراق وكيفية التعامل مع ملف النازحين .
أولا..هل من الممكن ان تهتم الطبقة السياسية في العراق بمشكلة النازحين ؟
ثانيا..هل ممكن أن يقتنع العراقيين بأن المساعدات التي تقدم للنازحين من حيتان الفساد لوجه الله تعالى أم أنها مسألة إعلامية يستفاد منها أصحاب الشأن بتجيير هذه المساعدات للانتخابات البرلمانية القادمة ؟

في الحقيقة الموضوع بسيط وواضح جدا لكل العراقيين الشرفاء بأن ملف النازحين وقضية بقاء ملايين الأطفال والنساء والشيوخ بالعراء جاءت تجسيدا لسياسة الفساد التي ينفذها حيتان السلطة العراقية وذلك للاستفادة من هذا الملف بأقصى مايمكن لأنه بات يشكل مصدر رزق كبير للقائمين عليه..لاسيما ان مع وجود الملايين من العوائل المنكوبة المهجرة بات من المؤكد هناك من يريد العبث بهذا الملف الخطير لأن الثابت العديد من المناطق قد تحررت، ولم يسمح لآلاف العوائل بالعودة إلى محافظاتهم. الكارثة الحقيقية من يمسك بهذا الملف اتحاد القوى العراقية المتباكين إعلاميا على قضية العوائل المهجرة والنازحة.. ولكن في الواقع ان اتحاد القوى ومجالس المحافظات المكنوبة وبعض من رجال الدين في تلك المحافظات كانوا ومازالوا يعتبرون ملف أو قضية النازحين (صفقة العمر)، حيث استغلوا هذه القضية أبشع استغلال لتحقيق مصالحهم الشخصية.
كنا ننتظر جهود مضنية لأعادة هؤلاء المشردين إلى مناطقهم ومحاولة ضبط الموازين وأستكمال بعض الخدمات الأساسية في المحافظات المنكوبة ولكن لاحياة لمن تنادي. الغريب في الأمر ان عددا من المحافظات تضع قيود على دخول النازحين وهذا ماجرى فعلا في محافظة كركوك حيث أضطر نازحون إلى نزوح ثان نحو مناطق خانقين وكفري وغيرها .

أخيرا..ان قضية النازحين وصمة عار كبيرة على جبين كل الطبقة السياسية بالعراق نتيجة العجز التام من قبل السلطات العراقية المتمثلة بالبرلمان والسلطة التنفيذية والتقصير الكبير من قبل منظمات المجتمع المدني في التعامل مع هذا الملف الخطير .

0 التعليقات: