أخر الأخبار

.

أصداف : الراحل بديع عارف المحامي


أصداف : الراحل بديع عارف المحامي


عراق العروبة
وليد الزبيدي




رحل المحامي العراقي المعروف الاستاذ بديع عارف عزت، الذي تواصل حضوره في الساحتين القانونية والسياسية خلال العقد ونصف العقد المنصرمين، لم يحمل الراحل السلاح وينضم إلى فصائل المقاومة العراقية التي تصدت للاحتلال الأميركي منذ ايامه الاولى، إلا أنه تصدى لمشروع الاحتلال بطرق ووسائل عديدة، ولم يترك مناسبة دون أن يحذر من خطورة ما يعيشه هذا البلد في ظل الاحتلال، كان جريئا وواضحا ولا يتردد عن قول كلمة الحق في كل مكان وزمان .


التقيت الفقيد للمرة الأولى اواخر العام 2006، ونقل لي سلاما من الاستاذ الراحل طارق عزيز والعديد من كبار المسؤولين في حكومة ما قبل الاحتلال الأميركي، من الذين اعتقلتهم القوات الأميركية وتعرض الغالبية منهم للتعذيب الجسدي والنفسي، ولم تكن لي سابق معرفة بهم إلا أنهم قرأوا كتابي “جدار بغداد” الذي نشرت حلقاته صحيفة الوطن العمانية في حينه، ثم صدر الكتاب عن مكتبة مدبولي في القاهرة، ونشرت حلقاته بعد ذلك صحيفة المشرق العراقية، وتبين أن هذه الصحيفة مع عدة صحف اخرى يتم توزيعها على المعتقلين، ولأن الكتاب يتناول بالتحليل حقبة ما قبل الغزو والكيفية التي تعاملت بها بغداد مع الأزمة ومن ثم كيف ارتفع قرع طبول الحرب وتحليل لمجريات الحرب، فقد نال اهتمام كبار المسؤولين داخل المعتقل، بعد ذلك تبادلت السلام من خلال الاستاذ بديع عارف مع عدد من المعتقلين وبالأخص الراحل الاستاذ طارق عزيز رحمه الله .

عرف المحامي بديع عارف بصلابة موقفه وتحديه للمحكمة التي شكلها الغزاة ووقوفه بقوة بوجه زعامات تلك المحكمة التي قال داخلها كلمة الحق، ما دفع ببعض قضاة الغزو لحبس الراحل أو تهديده بالطرد، إلا أنه لم يخضع لهؤلاء بل على العكس من ذلك تصدى لهم ولمحكمتهم ولأدواتهم، ودخل في مشاحنات كثيرة مع “قضاة ” جاء بهم الغزاة .

لم يتردد بديع عارف عزت عن الذهاب إلى بغداد مع حذره الشديد بسبب موقفه الوطني الحاد الذي يزعج الذين انخرطوا في مشروع الاحتلال، والذين تماهوا معهم والذين تكسبوا من خلاله والذين دافعوا عنه، وفي كل مرة يظهر في الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى يؤكد موقفه من الاحتلال ومشروعه السياسي ومن ادوات الاحتلال الأميركي للعراق .

دهم المرض جسد الراحل الأستاذ بديع عارف منذ سنوات وسافر للعلاج واستعاد عافيته لعدة سنوات، لكن عاد هذا الوحش اللعين ومنذ سنتين يعاني من وطأة المرض وشدته، ورغم ذلك فإنه حرص على اعداد مذكراته وتجهيزها، وكان دائم الاتصال بي لمناقشة قضية وزاوية في مذكراته الغنية .

في الأزمات الكبيرة يظهر رجال بمواقف كبيرة، وفي أزمة ومعضلة العراق منذ بداية الغزو والاحتلال ظهرت فئات عديدة من الرجال والنساء، وكان بديع عارف من الاسماء المخلصة الوطنية .

0 التعليقات: