أخر الأخبار

.

وتحطمت رومانسية التغيير على صخور الفاسدين !


وتحطمت رومانسية التغيير على صخور الفاسدين !



عراق العروبة
أنمار نزار الدروبي




_كل ماجرى قبل أيام في مجلس النواب فيما يتعلق بتشكيل الحكومة .. يؤكد نظرية الصراع بين الأجنحة والصفقات التي تبرم خارج أعين الشعب ؟!


_كما تنهار رومانسية المناضل حين يذوق مرارة الغدر والعمالة .. تحطمت رومانسية التغيير التي لطالما سعى اليها الشعب العراقي بفعل الفاسدين الانتهازيين !

_كما تتحطم مشاعر الحب على واقع الخيانة .. ذبحت آمال العراقيين وتطلعاتهم للتغيير بسكاكين جنرالات الفساد وزعماء الموت وفقهاء الدم والإرهاب !

حين يتحدث اللص في العراق عن حقوق الشعب واجتثاث الفساد وتحقيق العدالة تشعر وكأنك أمام ملاك بأجنحة نزل للتو مبعوث من السماء .. أرسله رب السموات والأرض ليحقق لنا العدل وينشر لنا الأمن والأمان !

بدون أدنى شك كنا نتأمل سيأتي التغيير ... كنا نتأمل في كل دقيقة من عمرنا وفي كل نبضة في قلوبنا .. ولكن ليست هذه المرة الأولى التي نتذوق فيها طعم المرارة .. ولم ولن تكن الأخيرة .. بل ستضيع وستتحطم وستمتليء حاويات القمامة بأكداس من الأحلام والآمال والطموحات! ربما لأننا كنا مبالغين .. بل كنا قاسين في احلامنا.. وهذه هي الحقيقة التي تؤكد بأن أحلامنا كانت كبيرة بقدر مآسينا ودمارنا !

فهذه حكمة الله التي أرساها يوم خلق الأرض .. خلق معها إرادته سبحانه وتعالى .
السؤال :
ماهو أكبر حلم للمواطن العراقي المسكين ؟

هل يحلم الفقير يوما بملايين الدولارات ؟ هل يحلم المسكين يوما بالكرسي أو العرش؟ لكن حتى هذه الأحلام التي ممكن أن نعيشها لثواني اغتصبوها أحفاد فرعون وقارون ! اغتصبونا فكريا واجتماعيا واقتصاديا .. اغتصبوا الحاضر والمستقبل بعد أن أعدموا التاريخ .. اغتصبوا حلم الشباب الذين سالت دمائهم الطاهرة على أرض العراق نتيجة لفتاويهم الطائفية .. اغتصبونا .. كأية فتاة حسناء عندما يغتصبها أولاد الشوارع بالتناوب بكل وحشية وحقارة وكأنها دمية بعد أن مزقوا جسدها المفتون وفضوا غشاء بكارتها المصون !
العراق هو الوطن الاستثنائي الذي نعيش فيه جميعا .. بكل طوائفنا وقومياتنا . هذا ماتربينا عليه وماتعلمناه .. حين يأتي يوم الخميس ويصدح في ساحات المدارس النشيد الوطني ..
وطن مد على الافق جناحا
وارتدى مجد الحضارات وشاحا
بوركت ارض الفراتين وطن
عبقري المجد عزما وسماحة ...
ثم جاءنا بعد 2003 من جاءنا .. ليقنعوننا بخطأ ماتربينا عليه وماتعلمناه ؟ قالوا لنا انتم ياشعب الرافدين بعيدين عن الواقع ؟

قالوا لنا لقد كانت تربيتكم خطأ وكان تعليمكم فاشل؟! قالوا لنا نحن من أتينا على ظهور الدبابات الأمريكية_الصهيونية سنعلمكم أدبيات العراق الحديث ! كان ومازال تعليمهم للبسطاء من الشعب .. وياليتنا متنا حينها بقذيفة أو صاروخ أو رصاصة أمريكية قبل أن نرى نفاقهم ! كذبوا ونافقوا على ولد الخايبة.. كانوا السبب في أن نقاتل بعضنا البعض! اقنعوا ضعفاء النفوس بأننا على خلاف فيما بيننا !

جاءوا لنا برجال دين .. شيوخ البلهارسية الفكرية أصحاب العمائم السوداء والبيضاء.. شيوخ (الطهارة والشرف) الذين استغلوا الدين لتحقيق مصالحهم الشخصية .. روجوا لبضاعتهم الفاسدة التي في جوهرها اكاذيب .. تدليس .. دجل وتحريض.. رجال دين احتلوا بيوت الله اعتلوا المنابر وخطبوا خلاف الشريعة وغيروا العقيدة .. صلوا فينا بآياتهم الشيطانية وقرآنهم المزور !
وهنا نصل إلى أن جوهرة تقييم النظام السياسي في العراق ودراسة تطور ظاهرة الفساد التي تحولت تدريجيا من ظاهرة عرضية إلى ظاهرة نسقية وإبقاء بارومتر الفساد في كل مؤسسات الدولة على أعلى درجاته !
لكن السؤال :
متى يحين الوقت اللازم لتجفيف مستنقع الفساد ذو الرائحة الكريهة ؟

0 التعليقات: