أخر الأخبار

.

العراق الجديد مابين المشكلة الشيعية المعاصرة وأستهداف أهل السنة !!


العراق الجديد مابين المشكلة الشيعية المعاصرة وأستهداف أهل السنة !!


عراق العروبة
أنمار نزار الدروبي




يقول العالم الألماني(فريدرك راتزل) في كتابه المرجعي "الجغرافيا السياسية" وهو بدون منازع أبو الجيوبوليتيك وفيه يعرف السياسة هي التوقع، فرجل الفكر السياسي مدعو لأن يهتم بالمعطيات الموضوعية والأحداث التي بين يديه لصياغة رؤية مستقبلية يكون له دور المبادرة في صناعة وتوجيه التاريخ .

_المشكلة الشيعية المعاصرة سلسلة مقالات للكاتب(أسامة شحادة) عام 2008 .

_ كتاب أستهداف أهل السنة من يتزعم العالم العربي- الإسلامي السعودية أم إيران من تأليف اللبناني المسيحي الأستاذ الدكتور (نبيل خليفة) عام 2014 .

هذان المصدران يبحثان رؤية تحليلية عن قضية تحدث اليوم في المنطقة العربية بصورة عامة هي الفتنة الطائفية التي تعتبر أساس نكبة العراق . وقبل أن أتكلم عن وجهة نظر المؤلفين في تحليلهما لواقع المنطقة(الشرق الأوسط) هناك بعض النقاط التي يجب الإشارة إليها من وجهة نظري المتواضعة . الله سبحانه وتعالى وحده يعلم مافي النفوس..عاصفة من المؤامرات ضربت العراق منذ عام 2003 إلى اليوم لتشويه الدين والقيم والتراث والحضارة، وفي ظل مايجري في المشهد السياسي العراقي، يجب علينا مناقشة الخلاف الشيعي السني بطريقة واضحة وبصدق وليس بالمجاملة والدبلوماسية ذات الطابع الرمادي . 

لقد بدأت الفتنة الطائفية بالعراق مع دخول الاحتلالين الأمريكي والإيراني على يد خفافيش الظلام(الساسة وبعض من رجال الدين المأجورين) وأصبحت الطائفية لغة هؤلاء وموضة العصر بعد ان أرتفعت أصوات الباطل وصرخت الحناجر المسمومة وتحولت بيوت الله ومنابرها للفتنة الطائفية لا لقول الحق وقراءة القرآن والدعاء، ولكن لتصبح الأرض الخصبة كي تنمو وتزدهر فيها الفتنة المقيتة على يد بعض من شيوخ البزنس وفقهاء الدجل، في الجانب الآخر كان دور الإعلام مرعبا في تأجيج الفتنة الطائفية عبر القنوات الفضائية التي تمثل الساحة الأعلامية الملائمة للكثير من السياسين العراقيين، أمراء الدم وأباطرة الإجرام والفساد اللذين باعوا واشتروا بدماء الشعب من خلال العويل والنباح كذبا وزورا بالدفاع عن الشيعة والسنة، هذا الواقع الإجرامي الذي يحدث في العراق يتحكم فيه التحركات الإقليمية وأولها رأس الأفعى إيران ،التي كانت لتدخلاتها السبب الرئيسي في نشوب الصراع الطائفي الذي وصل في مرحلة معينة إلى الاقتتال بين أبناء الشعب وهي الخطة الأمريكية- الصهيونية- المجوسية لتكسير عظام الوحدة الوطنية وتمزيق النسيج الاجتماعي بين أبناء وادي الرافدين .

1. المشكلة الشيعية المعاصرة . في المقدمة يذكر الكاتب حول المشكلة الشيعية، بدون.. تهويل أو تهوين بأنها بدأت بعد ثورة الخميني سنة 1979 التي تبنت شعار تصدير الثورة ومحاولة الاستيلاء على السلطة في البلدان التي يتواجد فيها الشيعة، وتطورت المشكلة الشيعية من خلال محاولات جادة لنشر التشيع العقائدي والسياسي على مستوى الأفراد والجماعات والأحزاب. في الباب الأول من الكتاب وعنوانه " التشيع في خدمة المشروع الإيراني"، حيث يوضح الكاتب ان المشروع الإيراني في المنطقة حقيقة يقر بها الجميع مع الأختلاف حول الموقف منه، فبعضهم يرفضه لما يرمي إليه من توسع وهيمنة بقوة السلاح، فيما يؤيد آخرون المشروع الإيراني معتبرين انه يناهض المشروع الصهيوني، وهذا الاختلاف يذكر بموقف الكثيرين أبان مرحلة صراع القطبين فالعديد من القوى لمعارضتها للإمبريالية الأمريكية رضيت بكل الجرائم والمجازر والاحتلالات الروسية الشيوعية. ويضع الكاتب بعض الحلول والاقتراحات لحل الخلاف السني- الشيعي، على ان طريق الحل لايكون بالمجاملة وتضيع الحقائق ولاتكون أيضا بالقتل والذبح.. يبين المؤلف رؤية عميقة عن المشروع الإيراني الممتد في التاريخ من أمبراطورية فارس إلى الجمهورية الإيرانية مرورا بالدولتين الصفوية والشاهنشاهية ولم يتوقف هذا المشروع إلا في الفترة الكائنة من فتح بلاد فارس زمن الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وحتى قيام الدولة الصفوية، وان الأمتداد التاريخي للمشروع الإيراني وتبديل هوية القائمين على رعايته وتنفيذه لايؤثر على جوهر وأساس المشروع من الناحية الاستراتيجية، وهذا واضح جدا بمقارنة سياسة الجمهورية الإيرانية بسياسة الشاه التوسعية فكل ماقام به الشاه من أستيلاء على أراضي دول الخليج تبنته وراكمت عليه الثورة الايرانية .

2. أستهداف أهل السنة : من يتزعم العالم العربي والإسلامي السعودية أم إيران والمخطط الاستراتيجي للغرب وإسرائيل وإيران للسيطرة على الشرق الاوسط وأقتلاع النفوذ السني منه . 
يقول الأستاذ الدكتور نبيل خليفة مؤلف الكتاب في أواخر الثمانينات من القرن الماضي كتبت دراسة مطولة تحت عنوان(صراع سني شيعي مكشوف بين المتوسط والخليج)، حيث يؤكد خليفة عندما طار الخميني من باريس إلى طهران(شباط/نوفمبر 1979) ليتسلم السلطة فيها كتبت دراسة أخرى بعنوان"ثورة الإمام الخميني على ضوء تاريخ إيران المعاصر والفلسفة السياسية للإسلام" وفي التسعينات تابعت التحذير وقوع الفتنة السنية - الشيعية ، حيث قلت ان استراتيجية الغرب وإسرائيل في الشرق الأوسط مبنية على نظام تفكيكي جديد يستجيب لمصالح الغرب وإسرائيل في المنطقة وفيه مجال واسع لضرب وتفكيك العالم الإسلامي بأدخاله في الفتنة السنية - الشيعية ويؤكد المؤلف نحن المسيحين لاينبغي ان نكون حرس حدود لا لإسرائيل ولا للغرب، ومن واجبنا العمل لمنع كل فتنة بين المسلمين لأن سلام المسلمين هو سلام لنا .

لقد شرح الاستاذ خليفة من خلال تحليل جيوبولتيكي يتجاوز الإيديولوجيات والاستيهامات والمذهبيات ليكون المدخل الوحيد لصياغة الاستراتيجيات وليطرح بجلاء ووضوح الوجه الصحيح لما يجري في المنطقة والعالم. ويوضح الكتاب هناك تحولات وتطورات جذرية ودراماتيكية وذلك في سياق استراتيجية أقليمية- كونية توجد من خلالها ثلاثة أهداف أساسية يراد تحقيقها وهي :

أولا.. أزاحة النفوذ السني عن دول شرق المتوسط وأستبداله بالنفوذ الإيراني الشيعي .
ثانيا.. أدماج إسرائيل كحسم طبيعي في المنطقة ضمن دولة كونفدرالية .
ثالثا.. السيطرة على نفط العراق أفضل وأغزر نفط في العالم وبحسب آخر التقديرات هناك 380 مليار برميل احتياطي في العراق .

لقد أستعنت بهذين الكتابين وذكرت الجزء اليسير منهما ذلك لربط الأحداث وتداعياتها على العراق، ومن خلال نظرة تحليلية بسيطة لماورد يضع القاريء يده على المشكلة الحقيقية والمعروفة للعالم بأن كل ماجرى ويجري الآن في المنطقة بصورة عامة والعراق بالتحديد، هي ماتسمى الثورة الاسلامية الايرانية المزعومة بقيادة المقبور دجال العصر الخميني وماآلت إليه الأوضاع في الشرق الأوسط بعد ان بدأت وماتزال محاولات تصدير الثورة الايرانية من عام 1979 إلى اليوم .

أخيرا.. مهما كتب المؤرخون وحلل السياسيون وشرحت الكتب ونشرت الصحف والمقالات تبقى الوحدة الوطنية والأصالة والغيرة العراقية أبرز الركائز الوطنية وأهم دعائمه التي تجمع وتربط بين أبناء الشعب العراقي الشيعي والسني والآيزيدي والكردي والتركماني، المسلم والمسيحي والجميع كل الأقليات والأديان .. لأن المواطنة الصالحة والأنتماء للعراق ونبذ العنف والتطرف واحترام المذاهب والأديان بالإضافة إلى احترام الرأي والرأي الآخر كلها عوامل تساعد على بناء عراق أساسه التلاحم والوحدة الوطنية .

0 التعليقات: