أخر الأخبار

.

غرباء في اوطان الغرباء


غرباء في اوطان الغرباء

عراق العروبة
احمد محمد الخالدي


لا اعرف من أين أبدأ ؟ فالمصيبة عظمى و المصاب اعظم فآهٍ لما حلَّ بكم يا ابناء بلدي حتى تركتم الاوطان ؟ آهٍ لما جرى عليكم يا اهلي و اخوتي و ابناء جلدتي و انتم فارقتم الاخوة و الاصدقاء ؟ فهل تأكلون كما يأكل الغرباء ؟ هل تشربون الماء كما يشرب الغرباء ؟ هل يظلكم سقف بيتٍ ترقدون تحت ظله بأمنٍ و أمان أم أن الشوارع و الساحات هي مأواكم و موطن حلكم و ترحالكم ؟
 فآهٍ و ألف آهٍ عليكم يا قرة العيون و زهرة القلوب و ربيع النفوس ، ماذا جنيتم حتى قادتكم السبل إلى مصير مجهول في بلاد الغربة و الضياع و الحرمان ؟ ماذا جنى العراق حتى يصبح اهله بين مشرد في الطرقات و مهجر و نازح في الصحارى و الفلوات و بين مهاجر يتجرع مرارة الغربة و ألم البعد و الفراق عن الاهل و الاوطان ؟
 مصائب تلو المصائب و معاناة تلو المعاناة تخيم على محيا الاحبة و الاحباب في بلاد لا تعرف قيم ومعاني الانسانية النبيلة و روح المحبة و الحنان كيف بكم و انتم فقدتم اثمن جوهرة في الوجود ، إنها جوهرة الاهل و الاخوة و الاحباب حتى صرتم إلى محنٍ و مآسي و ويلات لا تفرق بين المسكين و الفقير و لا تعرف شيم الانسانية ، فغدونا نعتصر ألماً و حرقةً عليكم يا أحبتي يا مَنْ باتت بلاد الكفر و الالحاد مأوىً لكم و دار تنعمون بها من خطر الارهاب و سفك الدماء حلاٌ يرثى له و تدمع له العيون بدل الموع دما ،
 هجروا البلاد ظلمًا وجورًا بعد أن أصابهم القلق من الغد وأرعبهم الموت المجّاني وعاشوا صناعة الوهم ومرّوا بتجربة مريرة تجاوزت مستوى الإجرام المعروف، تمثلت بالتصفيات الجسدية و الاجتثاثات الجماعية من سبي وذلّ وقهر وقمع الهويات والحريات وصور دامية وأوضاع مؤسفة تجردت من أدنى مستوى للإنسانية، فلم يعد لهم في وطنهم شيء وقتها وحسب تقديرهم ، فقرروا الرحيل على أمل الرجوع ، 
وحلمهم بوطن حرّ معافى وآمن ومستقر وسعيد ، وعودة الأمن والأمان واندثار أزمة انقطاع الكهرباء وسوء الخدمات وهلع المفخخات وأصوات العبوات وجزع الذبح وهلع الحرق وخشية السحل وانتهاء حكم السلاطين الجائرين، لتكون مسؤولية المهاجرين كبيرة جدًا و بقدر معاناتهم وخبرتهم في الألم والحزن، وفي هذا الوقت المرير الذي يمرّ به وطنهم ويعاني منه شعبهم، الذي يعتبر مناسبًا جدًا لفضح أسس الفساد و الافساد و ركائز الارهاب و التطرف و التوحش و الاجرام الداعشي و قادته و أئمته المضلين ، وكشف أنواع الدمار والأذى الذي سبّبته عصابات الخوارج المارقة لوطننا الجريح وشعبنا الواحد الطيب .
 فمهما تلبدت الغيوم بالشر و الطغيان فلابد أن تشرق شمس الحرية على بلادي و تعود الفراشات إلى موطن ازهارها و ترفرف اجنحة الطيور المهاجرة فوق اعشاشها الندية ولابد أن يعود الامل البارق حاملاً نسمات اهلنا وهي تنشر عبق رياحينها و ترسم لوحة من البسمة و الاشراقات الجميلة في عراقنا ، عراق الخير عراق الكرامة عراق الرحمة و العدل و الانصاف عراق الوحدة الواحدة عراق ابي بكر و عمر و عثمان و علي .


0 التعليقات: