أخر الأخبار

.

إيران و"خلية العشرة"



إيران و"خلية العشرة"


عراق العروبة
فريد أحمد حسن



في كل مرة يتم فيها الإعلان عن اكتشاف خلية إرهابية ويشار فيها إلى إيران ينبري أحد مسؤوليها ليقول إن الاتهامات «مضحكة ولا أساس لها من الصحة»، ويدعو البحرين إلى أمور يحددها ولا يتورع عن تقديم النصح لها! ولأن هذا أمر طبيعي ويتكرر لذا فإن أحداً لا يلتفت إليه لأنه منطقاً لا يمكن لإيران أن تقول غير هذا، فليس معقولاً مثلاً أن تعترف وتقول إنها متورطة في هذا الموضوع وإن ما تقوله البحرين صحيح، وإلا وصفت بالغباء. في كل الأحوال، سواء قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، ما قاله ونفى تورط إيران وحاول تبرئتها أم سكت وقررت إيران ألا تعلق فإنها في الحالتين مدانة، فالبحرين لا توجه الاتهامات جزافاً، ولولا أنه يتوفر لديها ما يكفي من أدلة وبراهين على تورط إيران لما ورد اسمها في أي خبر ذي علاقة بهكذا أمور .

المضحك يمكن للقارئ تبينه في هذه العبارة التي وردت على لسان قاسمي، حيث قال تعليقاً على الاتهامات الجديدة لإيران والحرس الثوري الإيراني وعلاقتهما بالخلية الإرهابية المكونة من عشرة أفراد والتي أعلن عنها قبل أيام ويتوفر رئيسها في إيران «إن الجمهورية الإسلامية لم تعمد مطلقاً إلى إذكاء العنف والتصرفات المزعزعة لدول الجوار التي تعتبر البحرين واحدة منها»، وسبب القول بأن هذا التعليق مضحك هو أن قاسمي استخدم كلمة «مطلقاً»، ولو أنه لم يستخدمها واقتصر رده على الاتهام الجديد لربما كان مقبولاً، لكن كلمة «مطلقاً» خربت كل الكلام لأن إيران لم تتخلف يوماً واحداً طوال السنوات الست الماضيات على الأقل عن إذكاء العنف وممارسة كل ما يعين على زعزعة الأمن والاستقرار في البحرين، وهذه حقيقة صار العالم كله يعرفها، بل يعرفها جيداً .

إيران متورطة في هكذا أفعال حتى النخاع، ولو أنها ظلت تنفي وتنفي وتنفي بأعلى صوتها حتى ينقطع نفسها فإن أحداً لن يصدقها، فلا أحد يمكنه تصديق كلام من هذا النوع في ظل توفر الأدلة الدامغة التي تمتلكها البحرين، فالبحرين ما كان لها أن تقدم على توجيه الاتهام لإيران أو لغير إيران لولا أنها مقتنعة بما تفعل وبما تقول ويتوفر لديها ما يمكنها أن تقنع به كل العالم بأن الاتهام الذي وجهته يستند إلى أدلة قوية وليس مجرد شكوك وظنون .

وبالتأكيد فإن من الطبيعي أيضاً أن يستخدم قاسمي وغيره من المسؤولين الإيرانيين العبارات التي يعتقدون أنها يمكن أن تسيء إلى البحرين كتلك التي يتم تداولها باستمرار من قبل من اعتبروا أنفسهم «معارضة»، ومن الطبيعي أن يدّعوا أن البحرين بإعلانها عن اكتشاف هذه الخلية الإرهابية أو تلك تريد «حرف الأنظار عما يجري في الداخل»، أي أنها تمارس الأسلوب نفسه الذي تمارسه حكومة طهران !

ليس صحيحاً أبداً ما تعمد إيران وبعض مؤسسات «حقوق الإنسان» في الغرب إلى ترويجه عن البحرين، كما أن الهدف منه مكشوف وواضح لكل العالم الذي صار يعرف أن ما جرى لم يكن احتجاجات سلمية وإنما جزءاً من خطة لا تستطيع إيران أن تثبت أنها لم تضعها بغية إرباك الحياة في البحرين وزعزعة الأمن والاستقرار تمهيداً للاستيلاء على السلطة .

المشكلة في البحرين داخلية ونصف حلها يكمن في ابتعاد إيران عنها والتوقف عن دعم من ظلت تدعمه، ولولا أن إيران فعلت ذلك وافتعلت تلك الأحداث ليتسنى لها المزيد من فرص التدخل في شؤون البحرين الداخلية لما وصلت المشكلة إلى ما وصلت إليه ولانتهت منذ زمن، أما الحوار والمصالحة فإنها شأن داخلي لا يحق لإيران التدخل فيه وليس مقبولاً منها حتى تقديم النصيحة .

0 التعليقات: