أخر الأخبار

.

أصداف : نحن والمدن الذكية


أصداف : نحن والمدن الذكية

عراق العروبة
وليد الزبيدي

سباق معلن في الكثير من دول العالم للنهوض بالمدن والارتقاء بها، هذا السباق جديد بأطره وسياقاته، إذ لم تعد قضية تطوير المدن مسؤولية السلطات الحكومية لوحدها، وفي سبيل الوصول بالمدينة إلى شواطئ “المدن الذكية” فإن جهات عديدة تشارك في هذه المهمة، ومفهوم المدن الذكية ارتبط جوهريا بظهور التقنيات الحديثة ومن اهم عوامل النهوض بالمدن والارتقاء بها ودخولها العصر” الذكي”، أن تكون هناك ارادة حقيقية لتحقيق هذا الهدف، وأن تتكاتف الجهود وتتعاون الجهات المعنية، وما أن تنطلق موجة التغيير صوب ذلك، فإن عاصفة ايجابية سرعان ما تجتاح الجميع، وهو من اهم العوامل المشجعة لدخول هذا المضمار .

إن الوصول إلى المدينة الذكية لا يحتاج إلى بنى تحتية جديدة، لأن مستلزمات هذه المدينة أصبحت متوفرة في جميع المدن تقريبا، وبالمناسبة فإن مصطلح المدينة الذكية لا يقتصر على ما يطلق عليه بالمناطق الحضرية، وإذا خصصت التسميات السابقة للمدينة مواصفات معينة لتلك البقعة وفي مقدمة ذلك وجود الشوارع الحديثة والبنى التحتية وغيرها، فإن المدينة الذكية وفي واحدة من اهم سمات العولمة لا تضع حدودا جغرافية، كما أنها لا تعترف بالمواصفات التقليدية للمدينة، ويعود ذلك لاعتماد هذا الطراز الحديث والمتطور من المدن على توفر ثلاثة عوامل رئيسية، هي: وجود الإنترنت، الذي وصل إلى الارياف والقرى وأعماق الصحارى وقمم الجبال الشاهقة، واستخدام الهواتف الذكية التي لم تقف في وجه انتشارها أي حدود ومعوقات، ومستخدمي هذه الأجهزة التي بات الصغار يتعاملون معها بخبرة الكبار وربما افضل منهم، ويربط بين هذه العوامل العقول المبدعة التي تضيف في كل يوم تطبيقات جديدة تحمل الكثير من التسهيلات وتقدم خدمات جليلة للبشرية .

ليس هناك حدود معينة لمفهوم المدن الذكية ويعتقد الخبراء أنها ستنمو بسرعة هائلة، وأن هذا التوسع سيكون افقيا في دول العالم نظرا لتوفر مستلزماتها في كل مكان، لكن المعوقات التي تقف امام هذا التوسع ترتبط بالبيروقراطية التي تتحكم بالكثير من السلطات وتحديدا في دول منطقتنا، وقد تستغرق الاجراءات البيروقراطية وقتا لكنها في نهاية المطاف ستتراجع بقوة امام قوة العقول الشابة وانجازاتها الإبداعية .

بدأت المدن الذكية باعتماد وسائل جديدة ومتطورة جدا في قطاع النقل وفي مختلف أنواعه، وبينما فسحت السلطات في دول العالم المجال لنشر وانتشار هذه الخدمات نجد الحكومات وببيروقراطيتها المقيتة تضع الكثير من العراقيل امام هذه الخدمات بحجج واهية، لكن السيل الهادر لهذا العالم الذكي المتقدم تكتسح بقوة جميع العقبات التي يتم رميها في وجه موجة التطور القوية ، وبدلا من تشجيع التنافس واستخدام الخدمات الحديثة والجديدة والمتطورة للارتقاء بخدمات النقل المتردية، فإن سلطات فاسدة وفاشلة تقف بوجه النشاطات الصائبة التي تزداد حضورا وانتشارا في مختلف ارجاء المعمورة .

إن ميادين المدن الذكية لا يقتصر على النقل فقط ويشمل جميع مناحي الحياة بعد دخول الذكاء الاصطناعي بقوة في مفاصل الحياة اليومية .

0 التعليقات: