العرب... عقدة الماضي
العرب... عقدة الماضي
عراق العروبة
الدكتور خضير المرشدي
في عز الازمة والكارثة التي يمرُّ بها العراق الآن، فإن عدد من الدول العربية لا زال يتعامل مع قضية العراق بعقدة الماضي، وعليه أن يستمر بدفع ثمن التصدي لأحداث وصراعات إستهدفت وطنيته وعروبته وإنسانيته وسيادته وكرامته وثرواته، وفرضتها مصالح إقليمية ودولية للهيمنة والتسلّط على مقدرات الامة والمنطقة والعالم، ودون أن تنظر هذه الدول الى أن العراق قد نفّذَ كافة التزاماته قبل الاحتلال، ولم تكترث لما قدّمه من تضحيات في مواجهة المد الصفوي والتغلغل الصهيوني والاحتلال الامريكي وحلفائه، ومن خسائر مادية وبشرية ومعنوية وإنسانية وأخلاقية كبيرة بسبب هذا الموقف .
ولم تأخذ في حسبانها الظلم الكبير الذي وقع على هذا البلد العظيم، وعلى هذا الشعب المجيد الممتليء غيرة ونخوة وطيبة وشهامة وكرماً وكرامة، ولم تلتفت لطبيعة الصراع القائم فيه الذي أوصله لهذا المستوى من الإنهيارات الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية وغيرها، وهو (صراع المكونات) الذي فرضه المحتل بقوة السلاح والمال والاعلام، على حساب الصراع الرئيسي الذي تمسكت به القوى والمقاومة الوطنية العراقية. ودأبت الدول العربية منذ بداية الاحتلال في التعامل مع هذا المشروع المدمّر والاعتراف به وإسناده، والتواصل والتنسيق مع ممثلي (المكونات) من أحزاب طائفية فاسدة وميليشيات إرهابية مجرمة وأفراد مرتزقة لايهمهم سوى مصالحهم الخاصة... متجاهلة القوى والمقاومة الوطنية في صراعها الرئيسي مع المحتل الامريكي والايراني ومخلفاته وطوابير عملائه، ومتناسبة إن العراق دولة عربية كانت السد المنيع بوجه موجات الشر والعدوان القادمة من الشرق والغرب التي إستهدفت الامة بأجمعها ...
ولازال طريق الحل يبدأ من بغداد ، إذا أراد العرب أن يكون لهم مبرراً للوجود وأن يعيشوا بكرامة وأمن وسلام .
0 التعليقات: