كان جاري في تلك الرحلة شاب في العشرين من عمره، وانا بطبعي احب محاورة الشباب حيث أجد فيهم فكراً مختلفاً وأفعل نفس الشيء مع الأطفال .

تعارفنا وقال انه يدرس في الجامعة في الصف الثاني في الدولة التي كنا متجهين اليها، وعرفته بنفسي، إسمي ومهنتي .

الغريب انه لم يذكر إسمه في التعارف رغم اني سألته عنه، وتركت الامر له .

دارت بيننا حوارات تحمل نفس الهموم التي يحملها معظم الناس مع سخرية سوداء مما يجري .

سألته مرة اخرى عن اسمه، أجابني انه لا يحب اسمه كونه ليس جميلا .

سكَتُّ قليلا ثم أجبته : قل لي ماهو وانا احكم .

لا ادري لم كنت مصرة على معرفة اسمه ؟

وقلت له كل شخص بامكانه ان يضيف لاسمه او العكس .

قتاده، ذكر اسمه بسرعة وبصوت خافت كأنه لم يشأ ان اسمع الاسم .

قلت : يبدو لي انه اسم جميل ، ما معناه ؟

أجابني هنا المشكلة ، في المعنى، شجرة صلبة ذات اشواك كالإبر .

ابتسمت وقلت :اسم جميل لفظاً ومعنىً .

أجابني :أين الجمال في الشوك ؟ قالها مستغرباً من رأيي .

دعني أصف لك الشوك، رد علي ضاحكا : كأنك ستغنين او تقولين شعرا به ؟

ضحكت قائلة : لو كنت اجيد نظم الشعر لفعلت .

شجرة الورد الجميلة لها أشواك تدمي الايادي عند قطع الورد، وسيلة دفاعية من الأخطار الخارجية، كما انها تنظم درجة حرارة النبات، كذلك شجيرة الشوك الصديقة للبيئة وفوائد عديدة اخرى.

سكت وسكَتُّ أنا ايضاً .

ثم عاد ليقول :

امضيت عمري كارها ً اسمي، بل خجلاً منه، واليوم التقيتك صدفة لأسمع منك مالم اسمعه من قبل .

قلت : فكر في الامر وأفخر باسمك .

ألم تسمع بأسماء غير مقبولة لأشخاص جعلوا لأسماءهم قيمة وتركوا بصمة بافعالهم الانسانية؟ وذكرت له امثلة باشخاص مازالوا على قيد الحياة ، واخرين غادرونا ولا نذكر الاسم الا بالترحم عليهم والدعاء لهم .

هبطت الطائرة ووصلنا منطقة تأشير الجوازات، التقطوا صور بصمة عيون القادمين ايضا، وهنا قلت له مازحة :

ياقتاده انظر لم يكتفوا بالاسم والأهم بصمة العين ، ألم تسمع فيروز وهي تغني : الاسامي كلام شو خَص الكلام عنينا هن اسامينا ؟ كانها تنبأت منذ زمن باستعمال بصمة العين بدلاً من الاسم !

أجابني ضاحكاً انه يسمع فيروز وسيحفظ هذه الاغنية ، بل سيجعلها شعاراً .