أخر الأخبار

.

أصداف : وظائف غير متوقعة


أصداف : وظائف غير متوقعة


عراق العروبة
وليد الزبيـــدي




يبدو أن المقالات والبحوث التي تهتم بالمستقبل تجذب القراء بصورة عامة وأكثر من ذلك اصحاب الاختصاص، وما زالت الردود والتعليقات تتوالى بخصوص ما تناولته في مقال سابق عن وظائف المستقبل، ولأن هذا الميدان ما زال بحاجة ماسة لمزيد من الاثراء لتسارع المستجدات فيه وصعوبة اللحاق بكل جديد في هذا العالم .


من بين الرسائل التي اجد أنها تستحق الاشارة والمتابعة ما ارسله من السلطنة سيف العزيزي أخصائي توجيه مهني، إذ جاء في رسالته، بعد التحية والسلام، أحييك على طرحك الرائع في “أصداف” عن الموضوعات التي تخص التوظيف والعمل، وبحكم عملي كإخصائي توجيه مهني تشدني كثيرا مثل هذه المقالات ، فعلاً أن العالم يسير باتجاه التقانة وفِي كل عام نشهد طفرات كثيرة . وفعلاً ستظهر وظائف غير متوقعه . وفِي عملي احتاج معلومات أكثر لأن الطلبة والمتدربين يعتمدون علينا في تحديد واختيار التخصص الجامعي ووظيفة المستقبل .

يضيف العزيزي : حقيقة أشعر أن وظيفتي صعبة تحتاج إلى ثقافة عالية .

وهو مدرب في التنمية البشرية ويلقي محاضرات لطلاب المدارس والجامعات حول المواضيع المهنية ، ويطلب الأخ سيف تزويده بكل ما يتوفر عن هذه الموضوعات .

يهمني في هذه الرسالة، أن نناقش قضيتين رئيسيتين، أولهما، تلك التي أشار إليها في بداية رسالته، منبها إلى ظهور وظائف غير متوقعة، وهذا الأمر تحول من هواجس تعيشها الشركات والمجتمعات في بداية الألفية الجديدة إلى واقع يعيشه الجميع، فقد تمحورت المخاوف في تسعينات القرن الماضي حول دخول مهن جديدة بسبب الانتشار الواسع للحواسيب في الحياة العملية، ومن ثم اجتياح غير متوقع للبرمجيات التي تقدم خدمات دقيقة وواسعة في مجالات رئيسية في الشركات الكبرى والدوائرالحكومية، منها على سبيل المثال، البرامج الحسابية والادارية، ورافق ذلك الانتشار الواضح للترجمة الآلية، ونجد أن هذه الوظائف التي تعتمد الآلة قد ازاحت الكثير من الأيدي العاملة في هذه الميادين، أن هذه الإزاحة الواسعة قد لا تكون ظاهرة للكثيرين، لكن على أرض الواقع لها تأثيراتها الواسعة وانعكاساتها في حياة الذين درسوا وتعلموا وتدربوا في هذه التخصصات ، ثم سرعان ما وجدوا انفسهم خارج دائرة العمل .

ثانيهما، من الملاحظ أن ظهور وظائف جديدة ليست بمعنى اضافة مهن ووظائف، بقدر ما تفضي إلى تقليل كبير في الاعتماد على القدرات البشرية، مع تقدم كبير في استخدام البرامج والتطبيقات التي تقدم خدمات كبيرة وبإتقان افضل وبتسهيلات هائلة، وبدون شك، أن هذه التطورات تتطلب دراية دقيقة من قبل القائمين على التدريب والتدريس وقبل ذلك على الجهات والهيئات التي تقع عليها مسؤولية التخطيط للدول والمجتمعات، وإلا سيجد الكثيرون أن خطط الدولة وضعف المعرفة بهذه التطورات قد سحبت الكثيرين إلى مطب حياتي ومهني في غاية السلبية، وبالتأكيد سينعكس ذلك على التنمية البشرية في تلك المجتمعات .

0 التعليقات: