وأعلن جهاز الأمن والمخابرات السوداني إلغاء كل البلاغات المفتوحة من الجهاز ضد الصحف والصحافيين .

وشهدت الفترة الماضية حوارات ممتدة وكثيفة حول ميثاق الشرف الصحافي وأهميته من حيث تعزيز القدرات الصحافية والتأهيل المهني إضافة إلى المزاوجة ما بين المهنية والمسؤولية بين قادة الرأي والعمل الصحافي والإعلامي. وجاء الميثاق امتداداً لما عرف بمواثيق الشرف للصحافة السودانية حيث كانت أول المواثيق الصحافية التي تم التوقيع عليها في عهد الإنقاذ في العام 1998، ثم ميثاق آخر من بعده بعشر سنوات في عام 2008، ليكون ميثاق الخميس هو الثالث ووجد توقيعه ارتياحاً واسعاً لدى الأوساط الإعلامية ككل، وجاء ليمنع بعض المخاشنات والإجراءات الاستثنائية .

وسطر الميثاق على مبادئ الدستور والقانون والأعراف والتقاليد الصحافية مع الإشارة إلى أنه ليس بدعة وموجود في كل المجتمعات حتى التي رسخت فيها معايير الحرية ومن الدول الأفريقية التي لديها ميثاق شرف صحافي مصر وكينيا ودول أخرى .

وأكد رئيس الوزراء السوداني وزير المالية معتز موسى "عدم تحفظهم على ميثاق الشرف الصحافي"، وقال "نحن لا نخشاه وبيننا المعلومة"، مضيفاً "ليس من مصلحة الحكومة كتم اية معلومة".

وتابع رئيس وزراء السودان "أية ساحة غابت عنها المعلومة خسرتها وأية ساحة ذكرت فيها رأيها كسبتها بحق". وطالب موسى "بالصبر على الميثاق حتى يكون منتجاً شريفاً ويضيء الطريق في مقبل الأيام".

من جهته، قال نقيب الصحافيين الصادق الرزيقي إن "اللجنة الدائمة لمتابعة تنفيذ ميثاق الشرف الصحافي تتكون من كبار الصحافيين وأهل القانون". وأضاف "سنضع لائحة تحدد مخالفات الميثاق وما الذي سوف تفعله اللجنة للمخالفين"، مشيراً إلى أن "اللجنة ستحاكم الصحافة والصحافيين وتقودهم لقيم وأخلاق الميثاق". ونبه إلى أن "الصحافة باتت عرضة للاختراق والأجندة الخارجية"، فيما طالب جهاز الأمن "بالتوقف عن الإجراءات الاستثنائية ومصادرة الصحف"، وقال "نأمل أن تتاح للصحافة حريتها لأن الصحافة مسؤولة وتؤمن بمسؤولياتها".

وقدم المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق أول مهندس صلاح عبد الله "قوش"، "صورة للمخططات والصراعات التي تهدد الأمن القومي في المنطقة". وأشار إلى "صراع الحضارات القديم"، وقال إن "الاستهداف القادم يمس ثقافة الدول ووجدانها واستهداف البلاد عبر الصحافة". وتابع قوش "نحن نعلم أن هناك هجمة لاستقطاب الصحافيين"، مشيراً إلى أن "هناك سفارات تقوم بتسفير الصحافيين وتستقطبهم بالهدايا وبكثير من الطرق". وقال "لحساسية ذلك فإن جهاز الأمن الجهاز برصد تلك الاختراقات".

وأكد قوش "التزام الجهاز بالميثاق"، مضيفاً "ليس لدينا مشكلة في ذلك". وذكر أن "التحدي أمام هذه اللجنة تفعل ذلك". وقال "لا نريد للجنة أن تتولى المسؤولية لا تصادر"، وقال "لازم أن تصادر الصحف". وتابع "هنالك هجمة عنيفة على الصحافة ونحن نعلم بها"، وحمل "الآلية المسؤولية الكاملة في أن تقوم بهذا الواجب وأن تحرس الأمن القومي".