أخر الأخبار

.

مشاركة ثرية وفاعلة في ندوة هولندا للحديث عن المناقب الفكرية والنضالية في مسيرة الفقيد القائد باقر الصراف والشهيد القائد احمد مولى


مشاركة ثرية وفاعلة في ندوة هولندا للحديث عن المناقب الفكرية والنضالية في مسيرة الفقيد القائد باقر الصراف والشهيد القائد احمد مولى



عراق العروبة
المكتب الاعلامي لمنظمة "حزم" الاحوازية




أقامت الجالية الأحوازية في هولندا بتاريخ 10 نوفمبر 2018م ندوةً فكرية بمناسبة رحيل الكاتب العراقي المفاجيء المناضل الأستاذ باقر الصراف (رحمه الله)، كما جمعت المناسبة حدث أخر وهو الذكرى الأولى على استشهاد القائد الأحوازي أحمد مولى (رحمه الله) والتي كانت عنوان الندوة "دور المناضلين الوطنيين والقوميين في مواجهة الاحتلال الإيراني لأقطارنا العربية" حيث أقيمت بمدينة لاهاي الهولندية .

فقد شارك جمع غفير من أبناء الجالية العربية المقيمة في أوروبا، وخاصةً من الجالية الأحوازية والجالية السورية اللتان كانتا لهما النصيب الأكبر من الحضور في الندوة، وقد حضر الأساتذة السوريين من بريطانيا وفرنسا والمانيا للمشاركة والحديث عن الشأن السوري وضرورة خلق جبهة قومية موحدة، وعلى كل المستويات، على صعيد الساحات الثلاثة التوأم : سوريا والعراق والأحواز، لمواجهة الاحتلال والارهاب الايراني الذي يستهدف المجتمعات والدول العربية حصرا . 

بدأت أعمال الندوة حوال في الساعة الثالثة مساءً وانتهت في تمام الساعة السادسة مساءً حيث كان عريفها السيد/ سعد الكعبي وضيوفها المحاضرين كل من :

* السيد/ عادل السويدي - القيادي بالمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) .
* السيد/ د. وائل الحافظ - المنسق السياسي لحركة للحركة الشعبية لتحرير سوريا .
* السيد/ حاتم صدام - رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز .
* السيد/ عبدالعزيز الشيخ - مناضل سوري حر 

افتتح العريف اعمال الندوة بتلاوة سورة الفاتحة طالباً من حضور الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الأمة، وبعدها بدأ السيد عادل السويدي بمشاركة تعريفية عن حياة الفقيد المناضل أ. باقر الصراف النضالية والكتابية التي أنجزها على مدار حياته في الغربة من بلد إلى بلد عربي وأجنبي، وفي ورقته كسيرة ذاتية عن الفقيد الصراف جاء التالي :
السيرة الذاتية للمفكر القومي العربي الأستاذ باقر الصراف

كاتب سياسي وباحث عراقي، وُلِدَ في مدينة كربلاء في العام 1946، لأبوين عراقيين عربيين. عاش ونما في مدينة سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب، ودرس في مدارسها الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية، وأنهى دراسته في معهد إعداد المعلمين بكربلاء في العام الدراسي 1968 ـ 1969، على أمل مواصلة دراسته الجامعية، وذلك بالإعتماد على نفسه لاحقاً، لكنه لم يستطع الخدمة في مدينته القريبة من العاصمة العراقية بغداد .

إنتمى للتيار السياسي القومي العربي في توجهه الناصري، وتم تعيينه في محافظة المثنى في الشهر الأول من عام 1970 وفي أواخر العام 1972 إنتقل إلى محافظة القادسية/قضاء "عفك" عن طريق ما يُعرف بـ "البجايش"، وبقي في صحرائها حتى مغادرته العراق في شهر آب 1979، ملتحقاً بالجبهة الشعبية في الساحة اللبنانية، بناءً على إقتراح السيد المرحوم عباس فرحان: أبو مثنى، مدرس اللغة الإنكليزية في بابل : مسؤوله الحزبي ورائده في العمل السياسي، فجزاه الله خير الجزاء .

وجرّاء الدور الذي لعبه الرفيق المرحوم عبد الحسين الربيعي: أبو سلام، مسؤول فرع حزب العمل الإشتراكي/الفرع العراقي عمل في مجلة "الهدف" اللبنانية: الناطقة بإسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، خلال مرحلة رئاسة السيد بسام أبو شريف في الشهر الحادي عشر من العام 1979، والذي بدوره أطلق عليه إسم طارق أحمد .

وفي بداية العام 1981 إنتقل للعمل في مجلة "الثوري" اللبنانية لسان حال الفرع اللبناني لحزب العمل الإشتراكي العربي الذي كان يرأسه الفقيد المرحوم هاشم علي محسن، رئيس الإتحاد العام لنقابات العمال العراقيين، رئيس الإتحاد الدولي للعمال العرب للسنوات 1964 ـ 1969 .

غادر لبنان بمعية مقاتلي المقاومة الفلسطينية الأبطال عبر البحر الأبيض المتوسط إلى سوريا، وعمل في مجلة "الهدف" ومن ثم إنتقل إلى العمل في حركة "فتح" الإنتفاضة، ومارس دوره الإعلامي في منطقة الشمال اللبناني، في الإذاعة الفلسطينية التي كانت تُبثُّ إرسالها من "مخيم البداوي" وجبل "كربل"، وإلتحق بمجلة "فتح" التي صدرت في سوريا/دمشق بإسم طه أحمد، وشغل مركز سكرتير وكالة "وفا" الفلسطينية، في المرحلة التي لعب السيد محمود اللبدي دور رئاسة الإعلام المركزي لفتح الإنتفاضة، وواصل في الآنْ نفسه عمله الحزبي العربي في بعض الأقطار العربية، لاسيما الفرع الأردني بقيادة المناضل الفقيد أحمد محمود : أبو عيسى .

في أواسط الثمانين من القرن المنصرم شارك بتأسي جمعية العمل الثقافي العراقية، وفي أعقاب العدوان العالمي: الأمريكي/الأطلسي/الخليجي العربي/الإيراني على العراق في 17 كانون الثاني من عام 1991، الذي كان للتحطيم والتدمير الشامل للعراق، شارك في تأسيس منظمة "التحالف الوطني العراقي" الذي رفع شعار الوقوف ضد العدوان الأمريكي والعمل من أجل المصالحة الوطنية العراقية، التي عقدت مؤتمرها الثاني في لندن/العاصمة البريطانية، حيث تمَّ إنتخاب المرحوم الفقيد القائد عبد الجبار سليمان الكبيسي رئيساً لتلك المنظمة، كما أنتخِبَ باقرُ الصراف عضواً في هيئتها المركزية وعضواً قيادياً مركزياً فيها .

وتم تجديد إنتخابه في المؤتمر الثالث الذي تم عقده في باريس/العاصمة الفرنسية في نطاق ذلك الشعار الذي رأى في الدفاع عن الدولة العراقية والعمل على تطبيق شعار المصالحة الوطنية العراقية، المهمة المركزية لعمله السياسي، وفي أعقاب الإحتلال العسكري الأمريكي الذي تمَّ بتنسيق خليجي عربي وإيراني وأنظمة مصر وسوريا الذي تم في 9/4/2003 رأس تحرير صحيفة "نداء المقاومة" التي رفعت شعار: العراق باقٍ والإحتلال إلى زوال"، الورقية ومن ثم الإلكترونية، حتى تخليه عن العمل في ذلك الإطار السياسي بعد رحيل مؤسسه ورئيسه وقائده بتاريخ 13/12/2011م . 

غادر دمشق ـ سوريا بإتجاه هولندا بتاريخ 17/10/1996 عن طريق الأمم المتحدة بعد ضغوطات أمنية ومخابراتية بسبب خط عمل منظمة التحالف الوطني العراقي السياسي، وإستردَّ إسمه الحقيقي بالكتابة في الصحف العربية العلنية وخصوصاً جريدة القدس العربي اللندنية والأسبوع المصرية والعرب اللندنية وغيرهما، ويعمل منذ تك الفترة بالشأن الكتابي الفكري/السياسي منذ تلك الفترة، وأصدر الكتب التالية في نطاق ذلك الشأن والنشاط السياسي .

1ـ الكتاب الأول: "الرؤية السياسية الإيرانية على ضوء التراث والتجربة"، صدر في القاهرة / مصر، عن دار مكتبة مدبولي، في السنة التي نبدأ قراءة هذا الكتاب على ضوء المدة الزمنية التي مضت على صدوره، في هذه السلسلة النقدية، ويتكون من 579 صفحة من قِطع الصفحات الكبيرة .

2ـ أدلاّء إحتلال العراق: كيف أستخدِمَتْ (المعارضة العراقية) أداةً لتدمير العراق، صدر في القاهرة عن مكتبة "جزيرة الورد" عام 2012، 568 من الصفحات الكبيرة . 

3ـ المقاومة الوطنية العراقية: العراق باقٍ والإحتلال إلى زوال، صدر في القاهرة عن مركز الحضارة العربية، عام 2014، 430 صفحة من القطع الكبير .

4ـ العراق بين الرؤية الإستعمارية الغربية وممارسات المعارضة العراقية في الخارج، صدر في بيروت/لبنان، عن الدار العربية للموسوعات، 484 من القطع الكبيرة .

5ـ الحركة الشيوعية في العراق: على ضوء المباديء الوطنية والتاريخ، وهو رصد وتحليل لمواقف الحزب الشيوعي العراقي التابع لموسكو وأتباعه (1934ـ 2003)، ويقع في 432 صفحة من القطع الكبيرة الصفحات، صدر في بيروت/لبنان، عن الدار العربية للموسوعات .

6ـ العراق بين الرؤية الغربية وممارسات معارضة الخارج، بصدد الحول اليساري، وهو مناقشة مستفيضة لبرنامج ما يُسمى بالحركة المشاعية العراقية الذي صدر في 25/12/1996، ويقع في 361 صفحة من القطع الكبيرة، صدر في بيروت / لبنان، عن الدار العربية للموسوعات .

7 ـ الرؤية السياسية الإيرانية في ظل حكم الملالي، بحث معمَّق حول مفهوم "الفارسية الصفوية" وتجلياتها السياسية في العراق، صدر في القاهرة / مصر عن مركز الحضارة العربية للإعلام والنشر والدراسات، عام 2008 ، ويقع في 176 صفحة .

8 ـ ثورة 14 تموز1958: وعدُ لم يتحقق كاملاً، طبعة مصورة يدوياً صدرت عام 2002، وستصدر عن دار دجلة : ناشرون وموزعون قريباً، في عمان / الأردن .

9 ـ هل الخليج عربي أم فارسي؟! مناقشة هادئة لآراء الأستاذ محمد حسنين هيكل، وقضايا أحوازية أخر، صدر في القاهرة عن مكتبة جزيرة الورد، القاهرة/مصر في العام 2012، بالإشتراك مع الأستاذ عادل السويدي، ستصدر طبعته الجديدة والموسعة خلال هذا العام عن دار دجلة : ناشرون وموزعون .

10 ـ تحت الطبع: القضية العربية الأحوازية: ماضي الرؤية وآفاق المستقبل، سيصدر سياسياً عن دار دجلة: ناشرون وموزعون قريباً .

11 ـ قيادة جمال عبد الناصر على ضوء مفهوم الأمـة العربية، ومن أجل تحقيق طموحها السياسي . ودراسة مقارنة لتجربته السياسية مع تجربة حركة الإخوان المسلمين المصرية في الحكم، صدر عن دار دجلة: ناشرون وموزعون . .

12 ـ مخطوطة منشورة في بعض المواقع الإلكترونية بعنوان "العولمة الأمريكية ضد الدولة العراقية، تتكون من خمسة أجزاء، أعمل على إعادة تنقيحها على ضوء التطورات السياسية الراهنة، ومن ثم طباعتها ورقياً، وهناك عشرات البحوث والدراسات و"الكراسات الصغيرة"، التي صدرت في المواقع الإلكترونية العربية، أو التي جرى تصويرها وتوزيعها، والتي من بينها: حوار في "الزمان" النفطي الرديء، كانون الثاني 2002 وهي الطبعة الثانية. والعراق: كيف نراه ؟ ماذا نريد منه ؟ صدرت طبعته الأولى عام 2000. عربستان: الهوية والأعداء بالإشتراك مع المناضل عادل السويدي، صدرت طبعته الأولى عام 2001. والقبج الكردي في قفص "الموفاك"، أي الموساد والسافاك وهي دراسة مكثفة لتجربة حركة مصطفى البارزاني في العام 1975 . . . وغيرها الوفير .

تلتها مشاركة للدكتور وائل الحافظ تطرق بها عن العلاقة بين القضية الأحوازية والقضية السورية اللتان تقاومان الاحتلال الإيراني في سوريا والأحواز، وأكد الحافظ على أهمية استمرار النضال ضد المشروع الفلرسي في المنطقة وضرور وقوف الأمة مع الشعب العربي في الأحواز وسوريا وغيرها من المواضيع المتعلقة بالشأن السوري . 

تبعتها مشاركة السيد حاتم صدام وأسرد فيها السيرة النضالية للشهيد أحمد مولى رئيس ومؤسس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز من بداية نشأته إلى تاريخ استشهاده رحمه الله، جاء في كلمته :

نبذة عن حياة الشهيد أحمد مولى رئيس ومؤسس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز

وُلد الشهيد القائد أحمد مولى رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز عام 1965 في منطقة الشعيبية التابعة لمدينة تُستَر الأحوازية شمالي الأحواز العاصمة . 

وهو الإبن الأكبر للشيخ مولى بن شميل بن حتوت أحد أبرز مشايخ قبيلة مذحج في منطقة الشعيبية . آمن الشهيد القائد في ريعان شبابه بحق الشعب العربي الأحوازي في استعادة سيادته الوطنية على أرضه المغتصبة . 

وكان ذلك الإيمان نابع من تاريخ حافل استسقاه من عائلته التي كان لها دورا بارزا في الدفاع عن إمارة المحمرة قبل احتلالها، حيث كان لجده الشيخ حتوت بن رزيج المذحجي دورا بارزا في حماية إمارة المحمرة من الأخطار التي كانت تواجهها من شمال الأحواز وقد تمكن الشيخ حتوت من قيادة معركة الصباب التي أخذت اسمها من منطقة "الصباب" الواقعة جنوبي منطقة الشعيبية وذلك لمواجهة زحف قبائل "بني لام" بزعامة الشيخ "غضبان البنية" التي تمكنت من إخضاع مناطق شمال الأحواز لسيطرتها فاتجهت نحو مدينة الأحواز، وكان ذلك خطرا حقيقا يهدد كيان إمارة المحمرة ، فحرض الشيخ خزع الكعبي أمير المحمرة أحد أبناء شيخ مريوش المذحجي الذي كان ضمن القوات الخزعلية على ضرورة مواجهة هذا الزحف وتبديد الخطر الذي كان يهدد مدينة الأحواز، فعقدت قبيلة مذحج اجتماعا اختارت خلاله الشيخ حتوت بن رزيج جد الشهيد أحمد مولى لقيادة هذه المعركة، وتمكن الشيخ حتوت من قيادة المعركة حتى تمكن من صد الهجوم وتبديد الخطر الذي كان يداهم إمارة المحمرة في ذلك الوقت . 

إلا أن شاء القدر لتسقط الأحواز من خلال تآمر عالمي تحت إحتلال فارسي بغيض، وكان واقع هذا الاحتلال مرير على شعبنا الأحوازي وخاصة المناطق الشمالية التي عمل الاحتلال على تهجير أبناءها، فقد سلم رضا شاه المغبور مناطق شمال الأحواز لـ"عبدالعظيم خان" وتمكن الأخير من السيطرة وبسط نفوذه في مدينتي القينطرة وبعض مناطق مدينة السوس وشمال منطقة الشعيبية، فختار الشيخ حتوت أسلوب حرب العصابات فهاجم عدة مرات معقل "عبدالعظيم خان" ليتمكن نجله الشيخ شميل بن حتوت في إحدى الهجمات من قتل عبدالعظيم خان ، وبقتله خارت هيبته التي رسمها الاحتلال في أذهان الشعب الأحوازي لتنطلق بعد ذلك مقاومة واسعة من قبل القبائل الأحوازية ضد الخوانين في شمال الأحواز . 

استمر الشيخ حتوت المذحجي في مقاومته للإحتلال بالرغم من الفقر والظروف القاسية التي كان يمر بها شعبنا في تلك الفترة، وقد لجئ إليه أربعة من رفاق الشهيد بإذن الله حاتم الكعبي المعروف بحته الكعبي، حيث فر هؤلاء المناضلين من سجون الاحتلال الفارسي، فطالبت قوات الاحتلال الفارسي الشيخ حتوت بتسليم هؤلاء الفتية فرفض رفضا قاطعا، وبعد ذلك هاجمت قوات الاحتلال الفارسي قرى قبيلة مذحج بالمدافع وقوات من المشآت وحرضت بعض القبائل في منطقة الشعيبية ضد قبيلة مذحج، فأمر الشيخ حتوت المذحجي القبيلة بعدم مواجهة القبائل وذلك تفاديا لحدوث حرب قبلية وإنسحاب القبيلة إلى غابات نهر الدز لتحتمي بها، وبذلك أفشل خطة الاحتلال بحدوث حرب قبلية وبنفس الوقت لم يسلم المناضلين الأحوازيين . 

بعد وفاة الشيخ حتوت تزعم القبيله نجله الشيخ شميل المذحجي ليستمر على نهج والده في الدفاع عن شعبه المغلوب على أمره، فشن الشيخ شميل بن حتوت هجوم مباغت على مقر "مجيد خان" الذي كان قد سيطر على أراضي قبيلة بني تميم المجاورة لقراه، وبهذا الهجوم اضطر الاحتلال الفارسي في نهاية الخمسينيات على رسم خريطة لأراضي وقرى قبيلة مذحج والتوقيع عليها، وكان بموجبها تلتزم قوات الاحتلال بعدم التقرب إلى أراضي وقرى قبيلة مذحج ونقل مقر "مجيد خان" من أراضي أخواله بني تميم . 

وترعرع الشهيد القائد أحمد بن مولى بن شميل بن حتوت المذحجي في كنف هذه العائلة التي خاضت معارك وحروب طاحنة قبل وبعد سقوط الأحواز تحت الإحتلال الفارسي. 

بعث الشيخ مولى بن شميل المذحجي نجله أحمد مولى للدراسة في مدينة الأحواز العاصمة فأكمه دراسته وحصل على شهادة الديبلم في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، شارك الشهيد بالمظاهرات والإحتجاجات، تأثر الشهيد بالفكر القومي من خلال أحد أبناء عمومته المعروف آنذك بـ"مجاهد ..."، حيث تمكن مجاهد بالإلتحاق بالمقاومة الأحوازية آنذاك ثم الانتماء لجيش تحرير الأحواز الذي كان مركز انطلاقته في جمهورية العراق . 

وبسبب الحرب نقل الشيخ مولى نجله أحمد مولى من مدينة الأحواز إلى منطقة الشعيبية فتزوج الشهيد أحمد مولى في عام 1985. 

أكمل أحمد مولى مسيرته النضالية باحث على المناضلين بعد أن إنقطع ارتباطه بشكل كمل مع إبن عمه مجاهد، ولكنه لم ينقطع من الحراك التوعوي والثوري في الأحواز، فأنتهز انطلاق حزب الوفاق في بداية فترة ما تسمى بالإصلاحات في إيران في عام 1997 لينتقل إلى مدينة تُستر الواقعة شمال الأحواز، أسس الشهيد وبعض من رفاقه فرع حزب الوفاق في مدنية تُستر وعمل عدة احتفالات في تلك المدينة الثائرة، تمكن الشهيد من خلق غطاء لعمله الثوري من خلال النشاط الثقافي، شكل الشهيد أحمد مولى مع بعض الرفاق نواة تأسيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في مدينة تستر، واستمر الشهيد ورفاقه في العمل الثوري ونشر التوعية الوطنية في صفوف أبناء شعبه، ومع توسع العمل النضالي للحركة انتقل الشهيد عام 1999 إلى مدينة الأحواز العاصمة ليؤسس في 27 نوفمبر من عام 1999 بشكل رسمي حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، بمعيّة رفاقه الذين كان حب وطنهم وعدالة قضيتهم يجمعهم . 

إستمرت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز بعملها بشكل سرَّي حتى انطلاقتها في عام 2005 عبر استهداف جناحها العسكري، كتائب الشهيد محيي الدين آل ناصر لمراكز حساسة تابعة دولة الإحتلال الفارسي في مناطق متعددة في الأحواز المحتلة . 

وإستمر نشاط الشهيد القائد احمد مولى في داخل الوطن المحتل حتى خروجه إلى المملكة الهولندية عام 2006 بمعية العديد من رفاقه في الحركة، حيث بدأت الحركة مرحلة جديدة من نضالها بخروج الجناح السياسي إلى العلم وبدء تحركه في المؤسسات الأوروبية والعربية .

وقاد القائد الشهيد، الحركة في هذه المرحلة الجديدة من كفاحها عبر إقامة العديد من المؤتمرات والندوات للتعريف بالقضية الأحوازية إلى العالم، كما شارك القائد في مؤتمرات متعددة لمؤسسات حقوق الإنسان في أوروبا والعالم العربي .

بالإضافة إلى جهوده في تعريف القضية الأحوازية اعتبر القائد الشهيد الوحدة الوطنية ركن أساسي في مواجهة شعبنا للمحتل الفارسي. لذلك، سعى إلى تطهير حركة النضال العربي لتحرير الأحواز من المتخاذلين والفسدة بإعلامه ثورة الإصلاح في عام 2015 حين قامت قيادة الحركة بفصل حبيب جبر، كي تعود الحركة لحضن الساحة الأحوازية وتبدأ مرحلة جديدة من العمل المشترك مع القوى الوطنية الأحوازية وتوحيد صفوف التنظيمات الأحوازية في مواجهة المحتل الفارسي . 

وقد شكّل القائد أحمد مولى رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز بعمله الدؤوب في خدمة شعبه وقضيته الأحوازية العادلة خطراً على المحتل الفارسي وعملائه من الخونة والمرتزقة حتى إغتياله يوم الأربعاء الموافق 8 نوفمبر 2017 عن الساعة الخامسة أمام باب منزله في مدينة لاهاي الهولندية . 

وقد شارك حشد غفير من أبناء الشعب العربي الأحوازي والأمة العربية والإسلامية الذين توافدوا من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في مراسم تشييع القائد الشهيد أحمد مولى إلى مثواه الأخير في مقبرة نيو ايكنوينن الإسلامية الواقعة في مدينة لاهاي وسط أهازيج وطنية وهتافات الله أكبر . 

كما أقامت الجاليات الأحوازية في دول متعددة مثل بريطانيا، السويد، أستراليا وألمانيا بإقامة مجالس تأبينية للشهيد ووقفات إحتجاجية أمام سفارات الدولة الإيرانية إحتجاجا على ارتكابها هذه الجريمة النكراء بحق للشعب العربي الأحوازي .

وليست عملية الإغتيال هذه الأولى من نوعها، اذ سبقتها العديد من الإغتيالات التي طالت العديد من الناشطين السياسيين من الشعوب غير الفارسية الذين يطالبون بتحرير أراضيهم مثل عبد الرؤوف ريغي زعيم حركة جيش النصر البلوشي في باكستان أو صادق شرفكندي الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1992، كما لا ننسى إغتيال الشهيد حسين ماضي الأمين العام للجبهة العربية لتحرير الأحواز في العاصمة العراقية بغداد في عام 1991. 

ولا تنتهي سلسلة الإغتيالات السياسية لقادة الشعوب غيرالفارسية في إيران عند هذا الحد فقد تمكنت دولة الإحتلال من اغتيال العشرات منهم في محاولة فاشلة لإيقاف الحراك التحرري لهذه الشعوب .

ثم قرأ عريف الحفل السيد سعد الكعبي على الحضور ورقة التحالف الوطني العراقي حول المناسبتين الأليمتيْن، وجاء فيها :


بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾

رسالة من التحالف الوطني العراقي الى مناضلي الاحواز الغيارى

إن استذكار استشهاد المناضل احمد المولى احيئأ لمسيرته النضالية الصلبة التي ادى فيها دوره التاريخي كمناضل غيورحاملا على كاهله اعباء قضية الاحواز المحتلة سائرا في دروب النضال والتضحية من اجلها وفي مسيرة حركة التحرر العربية في الوقت الذي تتعرض فية الامة العربية لاخطر الهجمات التأمرية على مستقبلها من قبل الامبريالية العالمية وذيولها في طهران وتل ابيب .

لقد جعل الشهيد احمد المولى الرابط الوطني والقومي في نضاله بوصلة عمل من اجل تحرير الاحواز العربية من براثن المحتل الفارسي قابضا على الجمر في سبيل تحقيق امال اهلنا في الاحواز من اجل الانعتاق من الاحتلال الفارسي
إن مسيرة الشهيد المناضل احمد المولى منارة لجيل الثورة العربية الذي يعاني من تدخلات مخابراتية عديدة تسعى لحرف الثورة الاحوازية والعربية عن مسارها الصحيح .

لقد كانت ولاتزال وسبتقى قضية الاحواز العربية وتحررها من الاحتلال الصهيوفارسي من قضايا امتنا العربية التي لم يتوانى المناضلون العرب في نذر انفسهم للقضية الاحوازية وهذا ما كان عليه فقيد الامة الراحل المناضل باقر الصراف ذلك الفارس العربي والمفكر القومي الذي جعل من قضية الاحواز محور نشاطه القومي .

ان تجمعكم هذا وفاء للشهيد احمد المولى والفقيد المناضل الباسل باقر الصراف يعني التزاما نضاليا باحلامهم التي كانت تعبر عن امال الامة في التحرر من الاستعمار ايا كان شكله وعنوانه .

نحن نفتقدهما اليوم والامة تمر باصعب ظروفها حيث تكالبت عليها اشرار العالم شرقا وغربا وهذا يدعونا للعمل بجبهة واحدة واهداف مشتركة وتضحيات لا تقل في قيمتها النضالية عن استشهاد المناضل احمد المولى وتاريخ المناضل والمفكر العربي باقر الصراف ونتاجاته الفكريه .

الخلود في جنات النعيم للشهيد احمد المولى بين الشهداء والصديقيين
الرحمة والغفران لروح المناضل باقر الصراف واسكنه الباري فسيح جناته .
التحالف الوطني العراق
المنسق العام لبيــد الصميدعي
العراق باق والاحتلال ومخلفاته الى زوال
10 تشرين الثاني 2018

وفي القسم الأخير من الندوة ساهم الحضور بأسئلة وجهوها للضيوف ، مما أعطى إثراء في النقاش والتعمق في التفاصيل للمواضيع التي طرحها الضيوف من خلال أثاروه في عرض حديثهم خاصةً المتعلق بالقضيتين السورية والأحوازية .




0 التعليقات: