أخر الأخبار

.

بماذا نختلف عن الشعب الفرنسي ؟!!


بماذا نختلف عن الشعب الفرنسي ؟!!



عراق العروبة
صادق السامرائي



قال: بماذا نختلف عن الشعب الفرنسي؟
قلت: السلوك البشري متشابه !!
قال: لكنهم يفعلون ما لا نفعله , ويحققون ما لا نحققه!!
قلت: الفرق في الحكومات .
قال: كيف ؟
قلت: إن حكوماتهم وطنية , أي تستمد شرعيتها من الشعب.
قال: وحكوماتنا ؟
قلت: معظمها غير وطنية لأنها تستمد شرعيتها من أسيادها !!

والحقيقة أن الفرق الجوهري بين الشعب العربي وشعوب الدنيا قاطبة يتلخص بذلك , فالحكومات الوطنية تخاف الشعب وتهابه وتسعى جاهدة لخدمته وتلبية مطالبه , والحكومات الغير وطنية تحتقر الشعب وتهينه وتقهره وتنكل به , وتصادر حقوقه الإنسانية وتسيطر عليه بالحرمان من الحاجات , وتفرض عليه قوانين تعسفية تهينه وتستنزفه , وتجبره على الإذعان والخنوع , والتبعية والجمود , وإذا تظاهر تقتل منه المئات بدم بارد ولا تتحمل أي مسؤولية , بل تتهم المتظاهرين بأنهم من المتآمرين والمندسين والإرهابيين وغير ذلك من التسميات التي تبيح قتلهم بالجملة وبالمفرد .

فالحكومات اللاوطنية تستمد قوتها من القِوى التي وضعتها في مراكز السيطرة على الشعب , لتأمين مصالحها وأجنداتها , ولا يمكنها أن تكون مع الشعب , وإنما يجب عليها أن تكون عليه وبقسوة فائقة .

ولهذا رأينا الرئيس الفرنسي يعترف بتحمل بعض المسؤولية , ويؤكد أنه يستمد شرعيته من المواطنين فقط , وليس من حزب أو أية قوة أخرى , فهو يقف أمام الشعب الذي منحه الثقة ويحاول التعبير عن قدرته على تحمل آمانة القيادة والعمل على خدمة المواطنين .

وفي مجتمعاتنا لا يمكن لمسيطر على كرسي السلطة أن ينطق إلا بالتهديد والوعيد , وبإتهام المواطنين بما يحلو له من توصيفات العدوان ويطلق عليهم أعوانه ويرديهم في أماكنهم , لأنهم طلبوا منه أن يعمل على تحقيق ما يتوجب عليه إنجازه لرفاهيتهم وتذليل صعوباتهم .

والأمثلة في الواقع العربي تتكرر بين حين وآخر , وما إستطاع المواطنون أن يفرضوا إرادتهم على الكراسي , بل يواجههم القمع والإضطهاد والتنكيل والتقتيل , فيزدادوا خوفا ورعبا , ولا يجدون أمامهم حلا أفضل من هجرة الأوطان , ولهذا فأن النسبة العظمى من المهاجرين في العالم هم من العرب .

والعجيب في الأمر أن الناس تولي عليها مَن يضطهدها ويذلها , ولا تثور لكرامتها وعزتها وحقوقها المهضومة , وكأنها تتلذذ بقاهريها !!

فهل سنتمكن من إقامة حكومات وطنية تستمد شرعيتها من المواطنين , لكي نتساءل عن حقوقنا ودورنا في بناء الحاضر والمستقبل !!

0 التعليقات: