دور السياق وأثره في علم الدلالة
دور السياق وأثره في علم الدلالة
عراق العروبة
عبد العزيز عيادة الوكاع
للسياق أثر بالغ في تحديد دلالة اللفظ في اللغة العربية . فاللفظة بمفردتها، قد لا تكفي في الدلالة على المقصود منها بالشكل المطلوب .
ومن هنا تنشأ الحاجة إلى السياق كله، لاستجلاء المعنى المراد . إذ أن السياق يظل هو الحكم في توجيه دلالة المفردة اللغوية ،
وتحديدها بالشكل المقصود، وذلك بتعاضد جميع مفردات السياق، وتآزرها، لتكون كاشفة عن المعنى المراد للمفردة، ومعرفته تحديدا .
لذلك نجد ان اللغويين، يصفون المعنى المعجمي للكلمة، بأنه متعدد، ويحتمل أكثر من معنى واحد، في حين يصفون معنى السياق لها، بأنه واحد، ولا يحتمل غير معنى واحد .
وتجدر الإشارة إلى أنه قد يفهم من معنى السياق أمران مرتبطان بعضهما ببعض، إذ يكمل أحدهما الاخر .
الأول : أن معنى اللفظ يرتبط بالسباق اللغوي، وهو جزء من معنى السياق الذي يرد فيه .
والثاني : أن السياق لا يكون الا بوجود نصوص وأن معرفة معناه يقوم على أساس معرفة معاني الألفاظ التي تربطها علاقات قوية ويجمعها بناء متماسك موحد .
ومن هنا يتضح ان المقارنة بين معنى اللفظة معجميا، ومعناها سياقيا، يفضي إلى أن اللفظة اتخذت في سياقها دلالات مشرقة، من خلال موقعها، وخاصة في نسيج النص القرآني .
وهكذا احتل السياق بدوره المركزي في علم الدلالة، أهمية استثنائية في الدراسات اللغوية ، التقليدية منها، والمعاصرة، على حد سواء، ليكون فضاء رحبا في الدراسات والبحوث اللغوية .
0 التعليقات: