أخر الأخبار

.

مهدي الصميدعي قوّاد على رأسه عمامة !


مهدي الصميدعي قوّاد على رأسه عمامة !


عراق العروبة
هارون محمد




القوادون، في كل زمان ومكان، يتسترون على أفعالهم ويتكتمون على أعمالهم، خوفاً من التشهير بهم، أو الاعتداء عليهم، إلا مهدي الصميدعي، فهو قواد بكل ما تحمله هذه المفردة البغيضة، ويتباهي علناً بمهنته الوضيعة، بل تصل حقارته إلى حد أنه لم يكتف باحتلال بيت من بيوت الله، جامع أم الطبول، بالتواطؤ مع تافه من صنفه، لطيف هميم، وإنما حوّل هذا البيت الطاهر، الذي يذكرنا بامجاد وتضحيات رموزنا الوطنية والقومية، التي سقت بدمائها الزكية تراب ارضه العطرة، إلى مكان ملوث بأنفاس العجمي القاتل قاسم سليماني وجزمة المليشياوي السافل أبو مهدي المهندس، يستقبلهما بالأحضان ويودعهما بالقبل، وهو يعلم علم اليقين أنهما ذبحا الآلاف من أحرار العراق وسوريا، ولكنه قواد لا يعرف العيب ولا يستحي من (شغلته)، التي درّت عليه أموالا وأرصدة، وقصوراً وعقارات ومواكب سيارات وحمايات .

مهدي الصميدعي واحد من زبالة السنة، عُرف بدجله وانحراف أخلاقه، منذ كان يدير دكانا في حي الدورة لبيع الاعشاب، وقد استغل الفوضى، التي رافقت الاحتلال، وحاول الاستيلاء على جامع أم الطبول باسم السلفية، التي يعتنقها كذباً وبهتاناً، ولكنه أخفق، بعد أن ضبطه جمع من المصلين متلبساً باعتناق (فقه الهزيمة) وهو فقه منحط يبرر الاحتلال الأجنبي ويسوغ التعاون مع أعداء العروبة والإسلام، وقد عبّر عن ذلك مؤخراً، خلال استقباله لسليماني والمهندس عندما تذلل لهما، وأعلن أن مذهبه يُلزم أتباعه بطاعة أولي الأمر، وهو يعني بوضوح وصراحة، طاعة علي خامنئي، الذي يتخذه الملالي والمتخلفون إماماً لهم وولياً لأمرهم .

ولأن الأمريكان أغبياء وحمقى، فقد توهموا أن الصميدعي ضدهم، واعتقلوه في سجن (بوكا) وراقبوا تصرفاته مع المعتقلين الآخرين، الذين قاطعوه ورفضوا الصلاة معه، بعد أن اكتشفوا شذوذ أفكاره وسوء دعواته، حيث استأنس المحققون المحتلون بما يطرحه، ورعوه رعاية خاصة وخصصوا له خيمة لوحده ووفروا طعاماً ومستلزمات لراحته، حتى أنهم عاقبوا معتقلين امتنعوا عن السلام عليه أو الاجتماع به، وعندما أفرجوا عنه لعدم ثبوت (تهمة المقاومة) عليه وأيضا لحسن سلوكه في المعتقل وتعاونه (العاقل) معهم، لم يجد معتقلاً واحداً يودعه، ولجأ إلى حارس أمريكي يساعده في حمل حقيبته وإيصاله بحفاوة إلى السيارة (الجمسي)، التي أستأجرها الأمريكان لسفره إلى الحدود السورية، لأنه كان يخشى البقاء في العراق بعد أن تناقل المعتقلون، المفرج عنهم، أخباره ونشاطاته في المعتقل وتعاونه مع لجان التحقيق الأمريكية .

وفي دمشق حيث كانت الأجهزة السورية على علم بسيرة الصميدعي الرخيصة، وعارفة أنه أفّاقٌ ودعيٌّ، فاحتضنته ونسبته للعمل في جهاز الأمن الوطني (أقوى الأجهزة الاستخبارية السورية) وبات بعهدة ورعاية على المملوك، الذي كان الصميدعي يناديه تحبباً وميانة (أبو أيهم) حتى أن أحد أقارب مهدي كان في زيارته، ذات يوم، وهو عقيد سابق في الجيش وسمعه يردد هذا اللقب في الهاتف وسأله عقب فراغه من المكالمة من هو هذا أبو أيهم هذا، الذي تتحدث معه بألفة وحميمية؟ فقال له إنه اللواء على المملوك، فصمت العقيد واجماً وخرج من منزل الصميدعي مذهولاً، وأقسم أن لا يلتقيه مرة أخرى .

ولما لاحظ الصميدعي انقطاع العقيد عن زيارته، اتصل به مرات عدة للقاء به، واعتذر الرجل متذرعاً بانشغاله بشؤون عائلته، لكن العقيد فوجيء في ليلة سوداء بالأمن السوري يداهم شقته المتواضعة في حي (جرمانا) ويعتقله ويقوده إلى مبنى بعيد وتبدأ عملية التحقيق معه عن علاقته بـ(القاعدة) وارتباطه بحزب عزة الدوري ـ هكذا قالوا له ـ ولما نفى التهمتين، سألوه عن الشيخ مهدي الصميدعي، وهنا فطن العقيد إلى اللعبة، فأشاد به وامتدحه، فقالوا له: إذا كان هذا رأيك فيه فلماذا تقاطعه، إذن، ولا تذهب إليه؟ فأبلغهم أن مشاغل عائلية منعته من زيارة (الشيخ) وتعهد لهم أنه سيلازمه إذا أطلق سراحه، وبالفعل زاره عندما أطلق سراحه واستقبله الصميدعي ساخراً قائلاً له: هذه جرة إذن! وبعد مدة قصيرة نجح العقيد في الخروج من سوريا وهو يعيش حالياً في تركيا ويلعن الصميدعي صباح مساء .

لقد أمضى الصميدعي السنوات، التي اقام فيها بدمشق، جاسوساً على العراقيين وكان عددهم قد ارتفع في الشام، يزود على المملوك وأجهزته بمعلومات عن خلفياتهم السياسية ووظائفهم السابقة، وجعل من محله الجديد لبيع الأعشاب في حي (بليلة) محطة لتقديم الأخبار والتقارير عنهم، وكان عدد من المخدوعين به يذهبون إليه ويلتقونه أو يلتقون ابنه، الذي افتتح محلاً هو الآخر (لوندري) حديث إلى جوار والده .

وعندما بدأت الأحداث في سوريا عام 2011 تتصاعد بدأ العراقيون يرحلون إلى خارجها، كان الصميدعي يشتم كل عراقي يسمع أنه غادر إلى أربيل أو تركيا، وحاول تجنيد مجموعة عراقية للقتال مع (الشبيحة) السوريين ضد فصائل المعارضة، ولكنه أخفق تماماً، حتى أن ثلاثة من أبناء شقيقاته، كانوا يعملون في دكانه ومحل ابنه، فارقوه وهربوا إلى خارج سوريا يتوعدون بأنهم (سيغسلون عاره) بأيديهم إذا تمكنوا منه .

ولما عاد الصميدعي إلى بغداد مطلع العام 2012 بوساطة سورية إيرانية مع نوري المالكي، كان أول عمل نفذه هو الانضواء تحت عباءة قيس الخزعلي، الذي اقترح على المالكي استحداث وظيفة له تحت عنوان (مفتى السنة)، وهي وظيفة غير حكومية كان علماء السنة في ما مضى يتشاورون في ما بينهم لاختيار أعلمهم مفتياً للديار العراقية، لذلك لم يعترف به أحد لحد هذا اليوم، باستثناء إيران، التي تدعوه للمشاركة في مؤتمراتها الطائفية والأحزاب الشيعية، التي تعدّه واحداً من منتسبيها .

فيا أهل السنة في بغداد، امتنعوا عن الذهاب إلى جامع أم الطبول، ما دام مغتصباً من الصميدعي، ولا تصلوّا وراءه لأنه رجس من عمل الشيطان، كما فعل أخوانكم في جامع النداء مع العفن خالد الملا، ولا تسلموا عليه لأن السلام عليه إثم ومقاطعته ثواب ، لأنه قواد كبير وجاسوس إيراني خطر .

0 التعليقات: