أخر الأخبار

.

عندما تشوّه الحقيقة ويزوّرْ التاريخ ... هل يبقى للأخلاق من معنى ؟؟


عندما تشوّه الحقيقة ويزوّرْ التاريخ ...
هل يبقى للأخلاق من معنى ؟؟


عراق العروبة
د . خضير المرشدي



ربما يكون من حق أمين عام حزب الله اللبناني في أن يمجد ولي نعمته ومصدر قوته ومن كان السبب في أن يكون له دور وحضور وصوت ومكانة كما هو يعلن ويقول ...
ومن حقه أيضاً ، أن يدعو الله في أن يمنح ماتبقى من عمره لعمر سيده الولي الفقيه ، وبدورنا ندعو معه في أن يلبّي الله سبحانه هذا الدعاء وأن يستجيب له في أقرب من حبل الوريد !!! 
ومن حقه كذلك في أن يبالغ في مدح نظام ينتمي اليه فكراً وعقيدة ومنهجاً وسلوكاً وبالطريقة التي يراها مناسبة مهما اختلفنا معه في تقييم هذا النظام الذي لولاه لما انتشرت الطائفية ونشأت قوى الإرهاب والفساد والانقسام والتجهيل والتخلّف والشعوذة والخرافة والإفقار في عدد من الدول العربية وفي مقدمتها العراق

لكنه عندما يتحدث في السياسة ويفتح ملفات تاريخية ليست بعيدة ولها علاقة بطبيعة الصراع القائم ، وعندما يتهم قوى وطنية وعربية مهمة بالانحياز للمشروع الامريكي الصهيوني ، ويشتم رموز وقادة الامة وزعماءها الأحياء منهم والشهداء وبطريقة هستيرية مسعورة ، فعليه أن يتذكر مبدأً أساسياً وهو إذا كان بيتك من زجاج فلاترمي بيوت الآخرين بالحجر ... وأن يضع في حسبانه ثلاث حقائق مهمة لها علاقة بمسيرة وليِّهِ الفقيه ودوره المرسوم لنشر الطائفية ودعم قوى الفساد والإرهاب وتكشف النزعة التوسعية لهذا النظام الدموي من جهة ، وتفضح ارتباطاته المشبوهة التي تفسر ما يجري في العراق والمنطقة منذ أن تسلّم الحكم في ايران وحتى هذه اللحظة من جهة ثانية .

- فعندما تحدّث عن دور ( الخميني ) في مرحلة التحشيد والتحريض على الثورة في إيران وبالغ في مدحه وجعل منه بمستوى الانبياء والقديسين ، وأثنى على خصاله و (بطولاته) و( نبل أخلاقه) و (تسامحه ) المزعوم (وطيب سريرته) ، وفي الوقت ذاته يتهجم على قيادة البعث الوطنية العروبية الشجاعة ، عليه أن يعترف بفضل البعث وقيادته ونظامه الوطني في دعم ( الخميني ) وإسناده شخصياً وتكوين صيرورته ، عندما احتضنه العراق لعقد ونصف من السنين ، وتحديداً منذ عام ١٩٦٥ وحتى عام ١٩٧٩ ، عاش فيه معززاً مكرّماً وكان محط رعاية تامة من قيادة البعث التي لولا دعمها واسنادها المادي والمعنوي والسياسي والاعلامي واللوجستي وغيره ، لما تمكن من التواصل مع مؤيديه في داخل ايران ، ولما استطاع من تحريك وتعبئة الشعب الايراني ضد نظام الشاه الإمبراطوري المستبد ...

أما عملية التغيير التي حصلت بعد ذلك وأسقطت نظام الشاه فإن العالم كله يتذكر تلك الطريقة المثيرة للجدل التي نُقلَ فيها الخميني إلى ايران بعدما غادر العراق الى فرنسا عام ١٩٧٩ ؟؟ 
وبدلاً من أن يكون هذا ( السفّاح ) وفياً للبلد الذي آواه وأكرمه واعطاه فإنه وجه سهامه الغادرة منذ اليوم الاول لتسلمه السلطة مستهدفاً عراق العروبة بالاحتلال وداعياً لاسقاط نظام البعث وثورته التي ساندته وحمته من اجهزة الشاه . وما سياسته في مايسمى تصدير الثورة ، وتهديده بتشكيل جيش لإحتلال العراق الاّ دليلاً على عدوانيته ونكرانه الجميل وحقده وعنجهيته ورغبته في التوسع والانتقام ، وليعلم أمين عام حزب الله ، إنه كان من شروط اتفاقية الجزائر هو تسليم الخميني لنظام الشاه ، الأمر الذي رفضته القيادة العراقية التي تشتمها رفضاً قاطعاً التزاماً منها بكرم الضيافة العربية وشرف الموقف رغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها العراق ، تماماً مثلما هو العرض الذي قدمه سيدكم ( الخامنئي ) قبل الاحتلال عندما عرض على القيادة العراقية استعداده لتسليم مايسمى المعارضة العراقية التي تحكم بغداد الآن ، مقابل أن يقوم العراق بتسليم مجاهدي خلق الايرانية ، والذي رفضه العراق أيضاً انطلاقا من الموقف ذاته وللاسباب نفسها .

- وعندما يريد أمين عام حزب الله أن يزوّر التاريخ القريب ويشوّه الحقيقة ويتهم قيادة العراق الوطنية كذباً وإفتراءً بما ليس فيها ، ويتهجم على رمز من رموز الامة بطريقة حاقدة جبانة ، تعكس الطبيعة العدوانية وتعبّر عن مستوى اللغة التي يتحدث بها خريجو منظومة الولي الفقيه المشبوهة ، ولعلّه الاسلوب نفسه في السب والشتم والإساءة للخصوم سواءً من الأحياء أو ألأموات ، نقول عندما يتهم هذا التابع قيادات عربية شريفة في تجمع شعبي كبير وينعتها بما لايليق بها ، ويقود حملة علاقات عامة في محاولة لتجميل وجه سيده القبيح القابع في قم وطهران ... عليه أن يتذكر جيداً الفضيحة الكبرى التي كانت وستبقى وصمة عار في جبين ( الخميني ) ونظامه الفاسد المستبد ، تلك هي فضيحة ( إيران - كونترا ) ، ولعله يعرف جيداً تفاصيل هذه الفضيحة التي كشفت العلاقة بين نظام الخميني واسرائيل ، وتفسر بشكل جلي مايجري الآن من صراعات ونزاعات وتحالفات مشبوهة في المنطقة ... ولمن لايعلم فإن ( الخميني ) قد اشترى السلاح من ( اسرائيل ) خلال الحرب ضد العراق وباشراف مباشر من المخابرات المركزية الامريكية أثناء ادارة الرئيس ريغان ، بهدف إطالة امد الحرب التي بدأها وأصر على استمرارها رغم كل الوساطات والقرارات الدولية التي قبلها العراق منذ الاسبوع الاول للحرب ، وظل الخميني مصرّاً على رفضها الى أن تجرع سم الهزيمة في ٨ اب ١٩٨٨ على أيدي رجال العراق ، وقد بلغت مبيعات السلاح ( الاسرئيلي ) لإيران ستة مليارات دولار في ذلك الوقت . 

وبعضنا يعلم أيضاً أن المؤامرة والحملة الدولية التي قادتها أمريكا وحلفاؤها على العراق ومنهم ايران ، هو إن حزب الله اللبناني كان احد الأدوات الرخيصة لهذه المؤامرة ، حينما قام بإختطاف عدد من الرعايا الامريكان عام ١٩٨٨ أو قبلها ، ولم يتم اطلاق سراحهم إلا بفضيحة أخرى وصفقة لا أخلاقية عقدتها ايران مع امريكا لتحميل العراق مسؤولية بدء الحرب ، مقابل اطلاق سراح الرهائن ، ولمن يريد أن يعرف أكثر عن تفاصيل هذه الفضيحة عليه أن يراجع مذكرات السيد جيادومينكو بيكو مساعد الامين العام للأمم المتحدة آنذاك تحت عنوان ( رجال بلا سلاح ) .

- عندما يتهم قيادة البعث والثورة في العراق بطريقة لا أخلاقية ، ويصفها بإنها كانت أداة بيد الولايات المتحدة الامريكية لمحاربة ايران ، فإنه قد تناسى وتجاهل بعنجهية ورعونة ، إن العراق في ظل نظام البعث كان دولة قوية مهابة تتمتع بعلاقات متوازنة مع جميع دول العالم الغربية والشرقية ومنها أميركا ، على اساس الند للند وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والمصالح المشتركة ، وحفظ السيادة والكرامة والشرف الوطني والقومي ، وليس كما هو حال العراق الآن في ظل حكم حلفاء ورفاق وأحبة أمين عام حزب الله اللبناني من الجواسيس والعملاء والمرتزقة والحرامية والفاسدين الذين لولا أميركا والكيان الصهيوني لما استطاعوا أن يدنسوا أرض العراق ... ومتجاهلاً حقيقة مهمة أخرى وهي لولا الامريكان والصهاينة وبرضاهم والتنسيق معهم لما استطاعت ايران من ان تحتل العراق وتدير العملية السياسية اللصوصية التجسسية التي أنشأها الامريكان أنموذجا لمشروعهم في مايسمى الشرق الأوسط الكبير .

0 التعليقات: