القيادة القومية : تصريح ترامب حول الجولان انتهاك صارخ للشرعية الدولية
القيادة القومية : تصريح ترامب حول الجولان انتهاك صارخ للشرعية الدولية
عراق العروبة
تعليقاً على موقف الرئيس الاميركي حول اعترافه بضم (اسرائيل ) للجولان اصدر الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي ، التصريح التالي ..
ان اعلان الرئيس الاميركي حول الجولان المحتل واعتباره جزءاً من الارض التي يحتلها الكيان الصهيوني لايميط اللثام عن حقيقة الموقف الاميركي القديم- الجديد الداعم بالمطلق لكيان العدو وهو المعروف اصلاً ، بل يقدم ايضاً دليلاً جديداً على عدم التزام اميركا للشرعية الدولية ومواثيقها وقراراتها .
فبعد القرار الاميركي الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني ونقل مقر السفارة اليها ، وتوفير مظلة حماية دولية لهذا الكيان الغاصب عبر توفير كل وسائط الدعم السياسي والمادي والعسكري والاقتصادي، والحؤول دون صدور قرارات دولية بادانة (اسرائيل) على عدوانها واجراءاتها القمعية واغراق الارض المحتلة بالمستوطنات ، ووقف تمويل( الانروا) ،هاهي اليوم عبر اعلان ترامب تعلن عن تأييدها ضم الكيان الصهيوني للجولان الى ارض فلسطين المحتلة بحدودها التاريخية.
ان هذا الاعلان الاميركي الذي يذكرنا بوعد بلفور الذي جري التأسيس عليه لاقامة كيان استعماري استيطاني على ارض فلسطين ، هو تأكيد جديد بأن المشروع الصهيوني لايكتفي بإغتصاب فلسطين وحسب، بل هو مشروع يرمي الى اقامة( اسرائيل) الكبرى مابين الفرات والنيل وبدعم وتأييد من المواقع المقررة في النظام الاستعمار ي والذي يستقر اليوم في ماتجسده من قوة تأثير في السياسة الدولية .ولهذا جاء هذا الاعلان في الوقت الذي يتم فيه الترويج لما يسمى بصفقة القرن والتي تعمل اميركا لتمريرها مستفيدة من الواقع العربي المنشغل في صراعات حادة وتهافت النظام الرسمي على التطبيع مع العدو والتغول الايراني في العمق القومي العربي والذي امعن ويمعن تخربياًفي بنية المجتمعات العربية مباشرة وعبر اذرعه السياسية والعسكرية والامنية والتي ادت الى اضعاف عوامل المناعة العربية وتحويل الوطن العربي الى ساحة مستباحة يعبث بها كل من يضمراً شراً للامة، وهذا ماكان ليحصل لولا الغزو الاميركي للعراق واحتلاله وتمكين النظام الايراني من التغلغل بكل المفاصل السياسية والاقتصادية والاجتماعية لهذا القطر العربي الذي بانكشافه انكشفت الامة .
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تدين الموقف الاميركي حيال الجولان المحتل والذي يتناقض مع قرار مجلس الامن الدولي عام١٩٨١ الذي قضى بعدم شرعية القرار الصهيوني بضم الجولان وتطبيق القانون الصهيوني عليه ، ترى ان هذا الاستهتار الاميركي بقرارات الشرعية والانحياز الكامل (لاسرائيل) بما هي دولة احتلال ماكان ليحصل لو اعتمد خيار المقاومة كسبيل لتحرير الارض المحتلةومنها الجولان وهذه هي احدى النتائج التي ترتبت على اتفاقية فك الارتباط والتي اوجدت واقعاً يحول دون اطلاق فعاليات مقاومة للاحتلال. ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي تعيد التأكيد بان الارض العربيةالمحتلة لاتستعاد وتحرر الا باسلوب الكفاح الشعبي المسلح ترى ان الموقف الاميركي لم يمط اللثام عن حقيقته وهي معروفة بل انه يكشف زيف الشعارات التي يطلقها محور مايسمى محور الممانعة والمقاومة ويبين خواء تلك الشعارات والتي ثبت انها لاتعدو سوى فقاقيع اعلامية هي استمرار لنهج التضليل السياسي الذي يعتمد منذ اتفاقيات فك الارتباط عام ١٩٧٤ وللعب على عواطف الجماهير العربية حيال قضية فلسطين .
ان الرد على الاجراءات الصهيونية في الجولان كما الرد على الموقف الاميركي حيال الجولان وكل ماتطرحه من حلول تصفوية للقضية الفلسطينية هو المقاومة ثم المقاومة وان جماهير شعبنا تملك من الامكانات النضالية مايمكنها من مواجهة الاحتلال الصهيوني وكل القوى الداعمة له ،وان العملية البطولية التي نفذها المناضل الفلسطيني عمر ابوليلى هي واحدة من التعبيرات النضالية التي اتت في سياق تصاعد الانتفاضة واعادة شد الانظار الى جوهر القضية التي تتمحور حول المقاومة والتي تحتاج الى توحيد الموقف الفلسطيني على ارضية موقف واحد يتسع للجميع على قاعدة احترام حق الفصائل لحرية العمل السياسي تحت سقف الشرعية الوطنية التي تتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية .
تحية لمقاومة جماهير فلسطين المحتلة وتحية للشهيد عمر ابو ليلى وكل شهداء المقاومة والرهان يبقى على المقاومة في كل الارض المحتلة ومنها الجولان ولا يظنن احد ان انظمة تتهاتف نحو التطبيع واخرى تمعن في قمع شعبها وتستقوي بقوى معادية للعروبة على جماهيرها هي صادقة في مواجهة الاحتلال وتداعياته وإلا ماكانت اميركا وغيرها اقدمت على اتخاذ مواقف كالتي اتخذتها حيال القدس والجولان وكل مايخدم استراتجية العدو الصهيوني التوسعية.
د . احمد شوتري
الناطق الرسمي بإسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
في24 آذار 2019
0 التعليقات: