أخر الأخبار

.

سمراءُ غُصنُ الزَّيزفون قوامُهـا


سمراءُ غُصنُ الزَّيزفون قوامُهـا


عراق العروبة
د . عادل الشرقي



سمراءُ غُصنُ الزَّيزفون قوامُهـا
**************************
جاءتْ بِوَجــهٍ ضاحِـــكٍ مُتهلـِّل ِ
ومشتْ بِقُربِ حَبيبهــــــــا بِتَدلُّل ِ
وقفتْ وفوقَ شفاهِها اشتعلَ النَّدى
فأضاءَ ليــلَ العاشـــــقِ المُتبتـِّـــل
ورَنَتْ قليــــــــــــلاً نحوهُ بتـــودُّدٍ
فهَوى صَريعاً كالفتى المُتجنـــــدل ِ
ثم انثنتْ تَغفـــــــــو على أهدابِــــهِ
حُلما ً لتوقظَ فيــــــه ما لم يُعقــــل ِ
ونأتْ فسارَ على أصابــــــعِ قلبِـــهِ
يَمشي إليهـــــا مَشيـــــــــةَ المُتعلل ِ
ضَحِكتْ ففاضَ العطرُ من وجَناتِها
وانداحَ عِطرُ الياسميـــــن المَخملي
فكأنَّها الحَسُّــــــــون فـي وكناتِــــهِ
ملأ الحقولَ بصوتِــــــهِ المُتسربل ِ
سَمراءُ غصنُ الزيزفـون قوامُهـــا
أمّا الرَّحيــــــق فمثل عِطرِ قرنفل ِ
عامتْ طيورُ الماء في أحداقِهـــــا
وغَفتْ بِغابـةِ شَعرِهــــا المُتهــدِّل ِ
أقعى فلم يُدرك أكانــتْ قُربَـــــــهُ
حقَّاً وأوغلَ في المَــدى المُتخيَّــل ِ
وإذا به يغــدو لفــــرط جُنونـــــهِ
مُترنـِّـــما يشدو كطيـــرٍ أخيـَـــل ِ
لم يدرِ هل يَعدو بهالــــةِ حُلمــــهِ
ويهيمُ عشقاً بالقَـــــوامِ الأخطل ِ ؟
وصحا فأدركَ أنَّــــهُ في غابــــةٍ
خضراءَ ليسَ لحدِّهـــا من مَوئِــل ِ
وهنـــاكَ أبصرَ نفسَــــــهُ مُتوحدا ً
مع قلبهِ كالرّاهـــــبِ المُتزمِّـــــل ِ

0 التعليقات: