أخر الأخبار

.

انتبهوا مرة أخرى – مسرحية في نينوى


انتبهوا مرة أخرى – مسرحية في نينوى


عراق العروبة
عبدالله جدعان



قدم قسم الفنون المسرحية في معهد الفنون الجميلة للبنات مسرحية بعنوان [ انبهوا مرة أخرى] وفاءاً واستذكاراً لشهداء فاجعة العبارة من تأليف واخراج الفنان الرائد ( راكان العلاف).

المسرحية تبدأ بتعريف مذهب العمل، فقد يخفى على البعض بل على الكل إذا اردنا قول الحقيقة، والحقيقة دائماً تكون مرة اذ لا نعرف ونفهم العمل المسرحي وما هي الرسالة التي يرسلها للمتلقي، هذه المسرحية ليست لها صلة بالمسرح الارسطي التقليدي، وليس بالمسرح الملحمي كما يفهمه البعض من الفنانين، انها واقعة وقعت وسجلها وعرضت ضمن جنس المسرح التسجيلي ،وهذا الجنس من المسرح ظهر في اواخر القرن الماضي وتحديدا في عام 1961 في فرنسا على يد المؤلف المسرحي ( بيتر فايس) وسمي ايضا بمسرح المنبر او مسرح الجرائد.

تحكي المسرحية فاجعة العبارة ووفاءاً منا كان لا بد ان نقدم عملا مسرحيا يليق ويجسد ما حدث، هذا ما بدأ به المخرج المؤلف راكان العلاف بالحديث عن هذا العمل واضاف بالقول:
ــ وخوفا ان لا يتكرر مثل هذه الحوادث، ومن خلال عنوان المسرحية سوف نفهم المعنى من عنوانها، فهي بمثابة تنبيه او جرس انذار كي لا تزلق في متاهة اخرى،والعمل اكد وبشكل مباشر وواقع ما يجري على الساحة السياسية من فساد، وكذلك اكدت ان نبصر مستقبلا وان لا نكون مسالمين، بما يجري وكأننا متفرجين لانحرك ساكن وهذا جاء من خلال الحوار للشخصية التي جسدتها : (الخطر القادم لا يستثني احداً) اي كونوا على يقظة وحذر! دون التسليم بمجريات الاحداث ، فهي ليست عملا خص العبارة فقط بل تشظى الى كل الجهات كي نبصر ونعرف من اي الجهات تأتي الصفعة مرة ثانية؟!

اما عن طريقة الاخراج، فقد قال العلاف: 
راكان العلاف
ـ هي تخص جنس المسرح لتسجيلي وليس معنى نزول الممثلين الى قاعة المتفرجين اصبح العمل ملحمي والقصد من ذلك هو اشراك المتلقي بالحدث ، وان الشخوص للرجل الاول والثاني مختلفان الاول ايجابي والثاني متفرج، لمنه يصبح ايجابيا عندما يغرق ! وهذا هو حال الشعب لا يتحرك الا عندما تحصل مصيبة، كما اكدت على الرجوع الى الزمن القديم من خلال تجسيدي لشخصية الرجل الموصلي بزيه ابان القرن السابع عشر وانطلاقا من مقولة ( الرجال لا تنام على الضيم) كما استخدمت مقاطع حقيقية فديوية عن الحادثة التي ذهب ضحيته اكثر من 200 امراءه وطفل وشاب، لسحب المتفرج الى مكان الحدث، اما الديكور فكان له صلة تعبيرية وليس الرمز كما يفهمه البعض ، لان التعبير هو جزء من الواقع اما الرمز فهو مجرد من الواقعية، حيث ظهر العمل مع قلة الامكانيات المادية لتوفير مستلزمات العمل ، فقد جاءت بجهود العاملين في قسم المسرح م المخرج ومديرة القسم والمدرسين والطالبات.


مجلة الناقد العراقي تتقدم بالتهنئة لكادر العمل الذي استطاع بفضل المؤلف والمخرج ايصال تلك الرسالة عما حصل في تلك الفاجعة.

0 التعليقات: