أخر الأخبار

.

أصداف : في “وادي السليكون”


أصداف : في “وادي السليكون”


عراق العروبة
وليد الزبيدي



أخذتُ بنصيحة بيل جيتس مؤسس وصاحب مايكروسوفت وشاهدت غالبية حلقات المسلسل الذي أنتجته مؤسسة (HBO)، والذي يتحدث عبر مواسمه الخمسة وحلقاته التي اقتربت من الخمسين حلقة عن قضية نشوء وصعود أو انهيار الشركات الرائدة في عالم التقنيات، التي تتخذ من وادي السليكون في الولايات المتحدة مقرات لها.

جاءت نصيحة جيتس ضمن أحد مقالاته التي ينشرها بين فترة وأخرى وبطبيعة الحال تناقش قضايا محددة ضمن تخصصه في عالم البرمجيات والمشاريع التقنية الجديدة، ولأن جيتس رفع شعار تغيير أنماط الحياة البشرية، والتغلب على الكثير من المعوقات التي تواجه الناس وتقف عائقا أمام خطواتهم العلمية والعملية في حياتهم اليومية، فإن ما يقوله لا يأتي من فراغ، فقد حقق نجاحات منقطعة النظير، وبدون شك يقف في مقدمة الشخصيات التي لها الدور الأكبر في الانتقالات المهمة التي شهدتها البشرية منذ الربع الأخير من القرن العشرين وحتى الآن. وعندما يسدي نصيحة مثل قراءة كتب معينة ومشاهدة أعمال فنية تناقش قضايا مرتبطة بالتحولات الهائلة في التقنيات الحديثة، فإنه يعني ذلك، ويدرك أن خلف ذلك فوائد للمعنيين والمهتمين في قطاع التكنولوجيا الجديدة.

يعالج المسلسل ومن خلال مشاهد لا تخلو من الكوميديا العديد من المسائل الجوهرية التي تدخل في عالم شركات التقنيات الجديدة، وبقدر ما تبدو تلك المشاهد خفيفة وعابرة للمشاهدين، إلا أنها في واقع الحال تغوص في أعماق تلك الشركات، وتدور في زوايا غاية في الأهمية، على سبيل المثال، تبرز إشكالية اختيار الاسم المناسب للشركة الناشئة، وإذا كان حال الشركات التقليدية ينحصر في الدائرة المعنية بتسجيل الشركات في جميع الدول، فإن الأمر يختلف في عالم التقنيات، إذ تبدو الأمور وللوهلة الأولى في غاية البساطة، أي لمجرد أن يختار العنوان وينطلق في عالم بناء الشركة، إلا أنه يكتشف وبعد أن بذل جهودا كبيرة في بناء اسم شركته، أنه يحتاج إلى حجز المضيف (الدومين)، ويصطدم هنا بحجزه من قبل آخرين، وفي هذه الحال قد يتعرض للابتزاز، فقد أصبح أمام خيارين، إما أن يتنازل عن الجهود التي بذلها والأموال التي صرفها لتكريس اسمه التجاري، ويبحث عن اسم جديد، أو يقبل بما يفرضه الذي سبق له حجز الاسم في شركات حجز النطاقات ويدفع مبالغ طائلة كما حصل مع العديد من الشركات.

وفي واقع الحال يتعرض هذا المسلسل في حلقاته العديدة إلى مسائل جوهرية في كل حلقة يعرضها، ولا يقتصر على الفكاهة التي قد تبدو بارزة في حلقاته، بل يغوص في رسم الخطوات المطلوب اتباعها من قبل رواد الأعمال الذين يدلفون برغبة عارمة في عالم التقنيات الحديثة. ومن هنا جاءت نصيحة جيتس بمشاهدته خصوصا من قبل المهتمين في هذا العالم .

0 التعليقات: