أخر الأخبار

.

فعل وفاعل ومفعول به بين ملا طلال والكربولي


فعل وفاعل ومفعول به بين ملا طلال والكربولي !

عراق العروبة
هارون محمد



في المدة، التي سبقت انتخابات 2010، تمنى عليّ عدد من مسؤولي القائمة العراقية، أن أتصل بشخصية عراقية وطنية واجتماعية وأكاديمية، لا أحد في القائمة يعرفها شخصياً، وإنما سمعوا بها، للترشيح الى الانتخابات النيابية ضمن القائمة، وخابرت الاستاذ الدكتور، وكان يعمل في جامعة إماراتية، لكي يوافق على ترشيح نفسه إلى عضوية مجلس النواب عن محافظة ديالى، وكانت المؤشرات والمعطيات لدى القائمة، تؤكد أنه سيحصل على أصوات تؤهله للفوز بمقعد نيابي بسهولة ومن دون عناء أو دعايات، لما يتمتع به الرجل، من منزلة محترمة في المحافظة وحضور شعبي، خصوصاً وأنه من أصول شيعية عربية، وسليل أسرة كريمة،
وعرضت عليه رغبة القائمة، في مسألة ترشيحه، وإذا به يعتذر ويقول لي كلمة، كبّرته في عيني، وما زالت ترن في أذني إلى يومنا الراهن : (استحي)، قالها بهدوء وإصرار، وأكملها بأدب وتهذيب قائلاً: مع احترامي للجماعة، أنا لا أصلح أن أصير جزءاً من مسرحية؟

تذكرت مفردة (استحي)، التي قالها صديقي الدكتور المغترب، وما تحمله من دلالات وطنية، وقيم أخلاقية، وأنا أشاهد النائب محمد الكربولي، وهو في ضيافة برنامج بـ(الحرف الواحد)، الذي يقدمه من قناة الشرقية الإعلامي أحمد ملا طلال، وتذكرت أيضاً مقطعاً مثيراً للأخير، ما زال يحتل مساحة كبيرة في شبكة (يوتيوب) عن فعلٍ وفاعلٍ ومفعولٍ به في جمهورية بلاروسيا، والحكاية معروفة.

ولسنا، هنا، في معرض تقييم الحوار، الذي دار بين مقدمه ملا طلال وضيفه الكربولي، برغم أن التوجس كان واضحاً على الاثنين، ولم تنفع الابتسامات المتبادلة بينهما، في تبديد قصة بلاروسيا، وما تضمنته من ايحاءات واضحة المعنى، وتهديدات وتحديات، ولكن يبقى السؤال: كيف لمقدم برنامج سياسي أن يستضيف شخصاً، قال عنه وبالفم الملآن، إنه طرف في فضيحة (فعل وفاعل ومفعول به) مع تشديده على الأخيرة، أن يحاوره من جديد، من دون إشارة، مجرد إشارة ولو عن بُعد، إلى تلك الحكاية، وصورها وأفلامها، التي هدد بها، وقال إنها بحوزته؟.

هل كانت الحكاية مفتعلة، وصاح ملا طلال بها، يومذاك، بتأثير من أولي الأمر، ورب العمل؟ أم إنها كانت صحيحة بالفعل، ولكن جاء زمان يستدعي القفز عليها، وطيّ صفحتها، وفي كلتا الحالتين، فإنها تُسجل عليه مهنياً، في الأقل، خطيئة لا تغتفر .

وفي المقابل، كيف سمح محمد الكربولي لنفسه، وهو المعني الأساس في قضية بلاروسيا، أن يذهب برجليه إلى ملاقاة ومصافحة، مقدم برامج، ألقى عليه حجارة من الوزن الثقيل، أدمت رأسه وجرحت رجولته؟

نعلم مسبقاً، أن الأداء السياسي والإعلامي في العراق، وصل إلى درجة من الانحطاط، بحيث اختلطت الأوراق، وتشابكت المصالح، وضاعت الحقائق، وزوّرت الوقائع، ولم يعد للمصداقية مكان، في بيئة فاسدة من فوق إلى تحت، وأبرز طبعتها الجديدة، أن يبلع الإعلامي كلامه في الأمس القريب، ويشرب عليه أكواب القهوة والشاي مع قطعتين من البقلاوة، لتسهيل هضم الحكاية إياها، في معدته الصائمة.

وواضح أيضاً، أن محمد الكربولي، بات غائباً عن الوعي، بحيث هانت عليه الشتائم وسهل على شخصه التجريح، وأصبح ينسى أو يتغافل عن الإساءات الموجهة إليه، حتى تلك، التي لامست شرفه، ومست عرضه، وهي حالة يصفها علماء النفس، بأنها مرض، ينخر العقل ويُضعف القلب، ويصادر الإرادة ويُخرّب الوجدان، ويُحيل المصاب به، إلى حطام وشبه رجل، منزوع الغيرة، يقبل بكل شيء ويرضى بأي شيء.

إنها مرحلة (اشتمني وأشتمك) تضاف إلى طريقة (شيلني وأشيلك) المعمول بها منذ سنوات، ولا تستغربوا إذا ما شاهدتم محمد الحلبوسي في أحد برامج (الشرقية) وهو في حالة استرخاء، يُكيل إليها المديح ويُثني على خطابها الوطني، ويُمّجد صاحبها الأستاذ سعد البزاز، ويلحس (زلة لسانه ) السابقة، عندما اتهم البزاز، بانه استضافه في قصره العبدوني بعمان، واختلى به على جنب، وحرضه على تأجيج الفتنة الطائفية، والعمل على تدمير العراق ! وبالتأكيد فان ابا الطيب، صاحب (قلب كبير)، يصفح عن المسيئين إليه، ويغفر سبابهم عليه، إذا جاءوا إليه نادمين، ومعهم حمولة الترضية راكضين، فيها شي؟ لا ما فيها..!

0 التعليقات: