ثورة تشرين أنجحت مؤتمر المغتربين في اليونان
ثورة تشرين أنجحت مؤتمر المغتربين في اليونان
عراق العروبة
سلام الشماع
لم يكن مؤتمر المغتربين العراقيين ليتميز، في دورته الثانية عشرة، التي عقدت جلساتها في العاصمة اليونانية أثينا في الثاني والثالث من شهر تشرين الثاني – نوفمبر الحالي، عن الدورات السابقة لولا تزامن الدورة الأخيرة مع الحدث العظيم، الذي يعيشه العراق وشعبه وهو ثورة 25 تشرين الأول – اكتوبر العارمة، التي أطلق اسمها على الدورة.
فوجئ منظمو المؤتمر بعدد الحضور الذي قارب الـ400 شخصية عراقية وعربية ودولية كلهم من النخب المرموقة، على غير العادة في الدورات السابقة، يدفعهم شعور بأنهم يجب أن يقدموا شيئاً لثورة العراق وهم في مهاجرهم النائية ما داموا لا يستطيعون الوصول إلى ساحات التحرير في العراق، لذلك فالذي شكك بعدد الحضور وقال إنه 130 شخصاً لا غير، معذور لأنه لم يفطن إلى هذا المتغير.
استطاع المؤتمر أن يوصل صوت الثائرين العراقيين إلى بلاد أرسطو وسقراط وافلاطون مدوياً، فكان أول مؤتمر عراقي يوصل صوت المحتجين العراقيين إلى القارة الأوربية ومنها إلى العالم، وهذا إنجاز كبير بحد ذاته، لكن تبعته إنجازات أخرى كبيرة أيضاً هي أن المؤتمر وجّه رسالة إلى السيد انطونيو غوتيريس، الامين العام للأمم المتحدة في نيويورك عرض فيها مطالب المتظاهرين العراقيين وناشده فيها، بحكم مسؤوليته القانونية والاخلاقية كأمين عام للأمم المتحدة، والشخص الراعي لحفظ حقوق الانسان في العالم، وضمان استقلال الدول واحترام سيادتها، النظر في حالة الشعب العراقي المنتفض ومطالبه، والتدخل الفوري لإنقاذ المتظاهرين سلمياً من القتل المتعمد، الذي تمارسه ضدهم السلطة الحاكمة، طالباً منه فتح تحقيق دولي بحق من أمروا بقتل المتظاهرين العزّل، وهذا من نص الرسالة، التي أصبحت من وثائق المؤتمر.
وأكدت الرسالة أن الأوضاع في العراق بلغت حدوداً قد تكون بالغة الخطورة على السلم والأمن في العراق وإقليمه، طالبة من الأمين العام للأمم المتحدة التوصية عقد جلسة لمجلس الامن الدولى لمناقشة قضية العراق بما يلبّي مطالب الملايين من شعبه المنتفض في بغداد ومعظم المحافظات العراقية.
وشدّ قرار المؤتمر اعتبار نفسه في حالة انعقاد دائم أزر المتظاهرين العراقيين في مدن العراق جميعها، وأشعرهم أنهم ليسوا وحيدين في ساحات الثورة، وأن لهم أخوة يؤازرونهم خارج العراق، وقد وجه المؤتمر تحياته إلى المتظاهرين العراقيين، عبر رسالة حملت مشاعر الصدق والتضامن والتأييد، ورد عليها المتظاهرون بتحية من قلب ساحة التحرير في العراق، عبروا فيها عن فرحهم بجهود المغتربين.
ونفذ المؤتمر قراراً اتخذه في إحدى جلساته بجمع التبرعات لدعم صمود المتظاهرين، فكان أول مؤتمر ينفذ قراراته خلال انعقاد دورته.
وتليت في المؤتمر قصيدتان للشاعرة أخت الشهداء تفاعل معهما الحاضرون بمحبة وحماسة لما حملته من معانٍ وطنية صورت ما يجري بدقة في العراق، كما تليت قصيدة للشاعر العراقي رعد بندر بصوته، خصّ بها المؤتمر أرسلها من دولة الامارات العربية المتحدة، حيث يقيم، تغنت بشجاعة الشباب العراقي واعتبرت ثورة تشرين الحدث الاكبر، الذي جعل العراقيين جميعاً مغمورين بأمل تحرير وطنهم من الفاسدين الذين نصبهم الاحتلال فعاثوا تدميرا وفساداً ونهباً بثروات العراق وإبادة بشعبه.
وألقى عدد من الأساتذة الحاضرين أوراق عمل وكلمات تضمنت رؤاهم لمستقبل العراق والنجاحات التي حققتها الثورة والأشواط البعيدة التي قطعتها في النضال الوطني، فأضافوا بذلك إسهامات مهمة إلى أدبيات ثورة تشرين 2019 العراقية الباسلة.
لا يمكن إغفال الجهود الكبيرة، التي بذلها رئيس المؤتمر رئيس اللجنة التحضيرية له الأستاذ مازن التميمي والأمين العام للمؤتمر الأستاذ عبد المنعم الملا وسائر أعضاء اللجنة التحضيرية في إنجاح المؤتمر ووضعه في خدمة ثورة الشعب العملاقة، التي أظهرت المعدن الأصيل الواضح لشعب العراق، ومع كل ذلك أقول أن دور الثورة في إنجاح المؤتمر كان أكبر من الأدوار المذكورة كلها وهذا مما يشرف المؤتمر ولا ينتقص من جهود القائمين عليه شيئاً.
0 التعليقات: