أخر الأخبار

.

أنظروا بعمق لإستقالة برهم صالح ، ولا تقصروا الأفق


أنظروا بعمق لإستقالة برهم صالح ، ولا تقصروا الأفق


عراق العروبة
د.قحطان الخفاجي




كغيرها من الأحداث، استقالة رئيس الجمهورية برهم صالح، أجتهد بها الجاهل قبل العالم، والمستقل قبل السياسي، وغير المعني قبل المستفيد. وأكثر من تفقه بها وتفيقه هم المتورطون بالعملية السياسية العوجاء النشاز، سواء المرحب بالاستقالة أو المتحفظ عليها او ذاك الذي يراها تنصلاً عن المسؤولية، أو الذي يراها إنحياز للثوار واحراج للسياسيين . بل غالا أحدهم إذ رآها امتطاءً للحراك الشعبي . 

وذهب الآخر مغالٍ بأنحياز عاطفي مع صاحب الاستقاله حين أبصر آيات قرآنية مطلع كتاب الاستقاله، وأستعاره من أقول الإمام علي عليه السلام نهاية الكتاب ، بعد تعاطف مع كلمات وردت في المتن من قبيل حفظ دماء العراقيين، والحرص على البلاد، وكأننا سننسى بهذه الديباجة ان برهم صالح البريطاني الجنسية، هو واحد ممن ساهم بإستقدام الإحتلال الأمريكي عام ٢٠٠٣، وعمل بعمليته السياسية التي وضعها "بول برايمر" سيئ الذكر والصهيوني "نوح فليد مان"

بل هو واحد ممن طَبَل وزَمرَ وشَاركَ بإستفتاء الإنفصال لشمالنا الحبيب

ومن يدري قد يظهر رأي آخر " متطرف"، وقد يذهب إلى شيء آخر بعيد عن هذا ، فيرى الإستقالة هي مؤامرة.


وبغض النظر عن كل ردود الفعل والانطباعات المتولدة، لابد أن نثبت حقيقة واحدة وهي، أن استقالة برهم صالح، حدث صادم للعملية السياسية ورموزها وهي مكسب منتزع لصالح الحراك الوطني ، وثورة الشعب. وهي حدث له دلالات ساطعة تؤشر لحقيقة ما يدور بين كواليس العملية السياسية، ومنها يتلمس الاستراتيجيون ما سيترتب عليها، سواء بضوء ما يقال انها مجرد تلويح باستقاله، أو هي عنصر ضغط، أو هي استقالة بمعنى الكلمة.

واما هذه الاحتمالات نقول :-
اولا : الاستقالة علي صعيد العملية السياسية.

لقد أكدت الاستقالة الحقائق التالية:

١ - الاستقالة أكدت حجم الخلافات بين القوى السياسية.
٢ - المضي بالاستقالة يعني إدخال البلاد بدالة فراغ دستوري اخر إلى جانب الفراغ الذي أحدثه اخفاق تكليف رئيس حكومه خلال ١٥ يوم. ويدخل العملية السياسية بخلافات إضافية لما تعاني، فسوف يتعذر تكليف رئيس جمهورية بديل كما تعذر ترشيح رئيس الحكومه. وستتسع هوة الخلافات أكثر وأكثر صعوبة أطراف العملية السياسية على إعادة ذاتهم وتسويقها.
٣ - بحالة العدول، أو عدم موافقة البرلمان على الاستقالة، فيكون برهم صالح أمام خيارين:-

آ - الرجعة بشروط قاسية على القوى السياسية، وهذا سيؤكد عجز القوى أكثر وأكثر.
ب - الإصرار على الاستقالة، وستتولد مشكلة كبرى تتمثل باستحالة التوافق على البديل.

وبالتالي، ستكون العملية السياسية العوجاء النشاز على حافة الانهيار اذا لم نقل بداية الانهيار الحقيقي.

ثانياً :الاستقالة على صعيد الحراك الوطني.

عموماً هي نصرٌ مضاف اخر لانتصارات شعبنا وحراكه الوطني، وتصب لصالحه، بل الحراك ينتظر صفحة إنتصار ثالثة ستكون نهائية بإذن الله، وذلك وفقا لمايلي :-

١ - الاستقالة عموما تعني إزالة احد الأشخاص الذين يطالب الشعب بازالتهم ومحاسبتهم.
٢ - المضي بالاستقالة تعني للحراك طي صفحة رئاسة الجمهورية، نتيجة لضغوطهم، وبالتالي تشكل الاستقالة عامل دعم لثباتهم وسعيهم لاكمال الأهداف.
٣ - بحالة العدول عن الاستقالة، فهذا يصب لصالح الحراك ايضا، باعتبار ان جانب من دواعي الاستقاله هو تأييد ما ترفضه الجماهير من مرشحي رئاسة الحكومة. 

وبالتالي عودته تعني استمرار تأثير الحراك في قرار قبول الترشيح..

ولكي لانطيل نقول، أن الاستقالة دلت على تناقضات بين أطراف العملية السياسية وصلت لحد التقاطع ، وهذه الحالة ماكانت لتحدث لولا يقظة الشعب وإصراره على الحراك السلمي الذي هدم صوامع قوى عنيفة. والاستقالة بعد تقاطعات بهذا الحجم تدلل على أنه من الصعب بما كان إعادة المياه لمجاريها اذا لم نقل إستحالة ذلك..

وبالختام نقول لأهلنا أيضا وخصوصاً مثقفينا، لا تقصروا النظر، وأنتم تنتظرون للأحداث، حذاري تنطلي عليكم كلمات معسولة في ظرفٍ منهار لاطرافٍ كانت السبب الأساس بدمار بلدنا وتبديد ثرواته وارتهان قراره بقوى خارجية حاقدة ، ونؤكد أن رفض سيئ من سيئين لايزكي أيٍ من السيئين . 

ونقول لرجال البطولة وشباب الفعل المتميز في ساحات العز ببغداد والمحافظات، نقول لهم نبارك لكم وقفتكم واسمحوا لنا نشارككم فرحة النصر النهائي، ببداية التغيير الحقيقي لإعادة بناء عراقنا الواحد الحر الأبي.

0 التعليقات: