من المعروف للجميع ان حزب الله العراقي هو احد اذرع الولي الفقيه في العراق والمتهم الأول بقتل واختطاف واغتيال المتظاهرين العراقيين، ومذبحة السنك هو الذي وقف ورائها بإعتراف احد قادته. كيف نفسر كتابة كلمة (الخال) على جدران السنك من قبل القتلة، وكتابة نفس الكلمة على جدران السفارة الامريكية؟ هل عرفتم الطرف الثالث الآن؟ يجب ان لا يغيب هذا الأمر عن ذهن الثوار، غالبا ما تؤدي العواطف المنفلتة الى كوارث لا يحمد عقباها، سيما ان الثورة العراقية لا تزال في طورها الجنيني ولم تكتمل بعد.

ان ضرب القواعد الامريكية من قبل حزب الله كان الغرض منه التأثير والتعتيم على الثورة والإلتفاف عليها وتغيير الأنظار الى زاوية جانبية لا علاقة للثوار بها، ويبدو ان حزب الله حقق هذا المكسب المبيت له، فسرعان ما رفعت اللافتات في ساحات الإعتصام تدين هذا الهجوم بصورة عاطفية، في الوقت الذي كانت محافظة الناصرية تشيع في نفس اليوم ثلاثة من الشهداء الأبرار الشباب قتلتهم ميليشيا حزب الله والعصائب وهم (عقيل الخفاجي) و(علي الحسناوي) و(منتظر علي) وتم إحراق جثثهم في مقر ميليشيا العصائب. بل في 30/12/2019 اغتالت هذه الميليشيات الناشط المدني (علي خالد الخفاجي) في محافظة الناصرية. نأمل من الثوار ان لا ينجروا الى التدخل في هذا الموضوع، ويدخلوا في متاهات تبعدهم عن مطالباتهم الرئيسة، وان لا تدفعهم عواطفهم الى تبني مواقف مؤيدة لميليشيات الحشد الشعبي التي تحصد رقابهم يوميا. كلمة مهمة للثوار الكرام: هل تناسيتم تهديدات رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ونائبه ابو مهدي المهندس لكم؟ 

هل نسيتم ان ميليشيات (حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق والخراساني والنجباء وكتائب علي) هي التي تستهدفكم، وجميعها منضوية تحت جناح الحشد الشعبي؟ 

لاحظوا كيف دخل المتظاهرون من الحشد الشعبي الى داخل المنطقة الخضراء بتسهيل من الحكومة، والقوات الأمنية وعلى رأسهم فالح الفياض، والتفوا حول السفارة الأمريكية وأحرقوا بوابتها، وقارنوا ذلك بالحواجز والقوات الأمنية التي وضعت لتحول دون تقربكم من المنطقة الخضراء! 

لاحظوا الشعارات التي كتبها متظاهرو الحشد الشعبي على جدران السفارة الامريكية (قائدي سليماني)!! وهتافاتهم ( امريكا بره بره، ايران تبقى حرة) و(عاش الخامنئي) و( عاشت الجمهورية الايرانية)،ماذا يعني هذا؟ ترامب يسميكم (المتظاهرين)، والخامنئي يسميكم (مشاغبين ورعاع)!! 

الا يعلم الثوار ان حزب الله قد أخذ موافقة الخامنئي لضرب القواعد الامريكية، وسبقها بأخذ الأوامر منه لتصفية الثورة من خلال عمليات القتل والإغتيال والإختطاف للناشطين؟

لاحظوا كيف تصرف المتظاهرون من الحشد بحرية داخل المنطقة الخضراء دون ان يتعرض لهم أحد، هم ومركباتهم وخيمهم، واشاعوا كذبة بأن القوات الأمنية استهدفتهم بقنابل مسيلة الدموع، اقول هل يجرأ احد ان يقذف المتظاهرين بالقنابل الغازية وبينهم ابو مهدي المهندس وقيس الخزعلي وفالح الفياض وحامد الجزائري وهادي العامري؟ الحقيقة ان حراس السفارة الامريكان هم الذين رموا متظاهري الحشد بقنابل مسيلة مرخص بها وبرؤس اسفنجية حتى لا تجرح المتظاهرين. على العكس من القنابل التي قذفوها عليكم.

الا يعلم الثوار بأن حزب الله العراقي يقلد مرشد الثورة الايرانية ويأتمر بأوامره، فكيف يطالب الثوار بوقف التدخل الايراني بالعراق من جهة، وهم يرفعون لافتات تضامن مع عناصر الحشد الولائي من جهة أخرى؟ اي نوع من التناقض هذا، وهل هذا يخدم الثورة؟

الا يعني هذا كله الى ان نظام الملالي نجح نجاحا تاما بجعل العراق ساحة لتصفية حساباته مع الولايات المتحدة عبر الميليشيات العراقية الولائية؟

هل رأى الثوار رفع أي علم عراقي من قبل متظاهري الحشد امام السفارة الامريكية؟ كانت الأعلام المرفوعة تخص الميليشيات الولائية فقط، وليس العلم العراقي. فماذا يعني هذا؟

ان براءتكم من ما فعله متظاهرو الحشد الشعبي بالسفارة الامريكية لا يبرر لكم رفع لافتات التضامن مع قتلى حزب الله، ولا يعفيكم من رفع لافتات مناصرة الحشد الشعبي في ساحة التحرير. عليكم التبرأ من هذه اللافتات وممن رفعها في ساحة التحرير.

هل عرفتم اليوم من الذي يدير الحكومة العراقية؟ ومن هي الدولة العميقة؟ وهل عرفتم لماذا لم تقبض الحكومة العراقية على أي من الجناة الذين قتلوا اخوانكم المتظاهرين؟

هل لاحظتم كيف انتفضت المرجعية لقتلى حزب الله بسرعة دون إنتظار خطبة يوم الجمعة، وكيف تجاهلت أرواح الشهداء من الثوار الذين زادوا عن (20) ضعف من قتلى حزب الله!!! ولماذا تجاهلت المرجعية تحرشات حزب الله العراقي بالقوات الامريكية ولم تقدم النصح لهم بإعتبارها رشيدة وليست قاصر؟

ايها الثوار نناشدكم بالله أن لا تجعلوا بوصلتكم الوطنية تنحرف عن اتجاهها الصحيح، رفقا بأرواح الشهداء، فدمائهم لم تجف بعد، ودموع الأمهات والأرامل والأيتام تنهمل بغزارة وحراراة لحد الآن. اتركوا الصراع الامريكي الايراني جانبا واتصرفوا لثورتكم فقط، فأمل العراق بكم، ولا تخيبوا الأمل الوحيد.