أخر الأخبار

.

هل الإسلام دين تطرف و إرهاب كما يزعمون .. سؤال يتبادر للذهن



هل الإسلام دين تطرف و إرهاب كما يزعمون .. سؤال يتبادر للذهن ؟


عراق العروبة
د . حميد العسكر





لماذا دعاة العلمانية ودعاة الحداثة واللبررة من العرب ومريدي حظائر حكام العرب من توصيفهم للإسلام و المسلمين بالمتشددين و الأصوليين والراديكاليين والمنغلقين على أنفسهم ويجب المراجعة والإنفتاح على الآخر مهما كان معتقده و فكره وأن الإسلام جاء بحد السيف و فرضه على الجميع دون مراعاة الآخر في الفكر و المعتقد .


تناسى أو تجاهل هؤلاء بأن رسالة الإسلام هي رسالة سلام و محبة و تسامح و شرامة و تكوير الإنسان في بنيته الحياتية و المجتمعية وتهذيب النفس و إحترام الآخر و التراحم و التعاطف بين بني البشر وأنه لا فرق بين هذا وذاك إلا بالعمل الصالح الهادف الذي يخدم الإنسانية .

الجماعات الراديكالية المتشددة " القاعدة، داعش ، النصرة ، الإخوان " والتي هم من صنعها وأوجدها ، فهي لا تمثل الإسلام ولا بأي شكل من الأشكال و هي التي شوهت الوجه الحضاري و الإنساني للإسلام و خدمت هؤلاء قبل غيرهم و هنا لست بصدد الدفاع عن الإسلام كونه لايحتاج لدفاعي و دفاع غيري ولكن محاكاة بين العقل والمنطق والذي يتوجب علينا تذاكره ومعرفة لما هؤلاء يشوهون صورة الإسلام و بالتالي تشويه صورة العرب عموما كونهم حملة و ناشري رسالة الإسلام السمح،

الإسلام جاء بالكثير والكثير :

لكم دينكم و لي ديني ، دعا لمكارم الأخلاق ، وحب الإنسان لأخيه الإنسان و نبذ الكراهية و العنصرية و التفرقة و الإيثار و التضحية و مساعدة الغير ......الخ .. من الصفات الإنسانية الراقية ،

وحرر الإنسان ومنع العبودية و الرق و المتاجرة بالبشر وحرم قتل الإنسان أو تعذيبه كما حدث ويحدث وهناك أمثلة كثيرة على مر التاريخ البعيد والقريب،

عوفاديا يوسف الحاخام يقول بالنص في خطبة بثتها الفضائيات الإسرائيلية: {إن اليهودي عندما يقتل مسلما فكأنما قتل ثعبانا أوحشرة ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلاّ من الثعبان أو الحشرة خطر على البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان أمر طبيعي أن يحدث}، ثم عاد الحاخام وظهر على القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي وأعاد كلامه مع تأصيله من وجهة النظر اليهودية، زاعما أن الدين اليهودي يحث على التخلص من كل من يسكن فلسطين، وأنه جاء في التلمود: "إذا دخلت المدينة وملكتها فاحرص على أن تجعل نساءها سبايا لك، ورجالها عبيدا لك أو قتلى مع أطفالهم"

وهذا الحاخام اليهودي "إسحاق شابيرا" أصدر كتاب "توراة الملك"، ودعا خلاله إلى قتل حتى الأطفال الرضع من العرب لأنهم يشكلون خطراً على إسرائيل..

جرائم الأوربيين التي ارتكبوها باسم الرب فهي لم ولن تشوه صورة المسيحية، ولم نقل يوما إن دينهم دين إرهاب لأن تلك التهمة ماركة مسجلة باسمنا فقط نحن المسلمين، فلم يتجرأ أحد أن يذكر ولو همسا بأن القس "لاس كاساس" كان أكبر النَخّاسين فى عصره، وهو الذي كان يقود تُجار الرقيق الذين قاموا بخطف وترحيل ما بين ١٥ إلى ٤٠ مليوناً من الأفارقة حيث تم بيعهم كعبيد، وكان يصاحب كل سـفينة قسيس ليقوم بتنصير العبيد مقابل مبلغ مالى يتقاضاه عن كل رأس...

هل يتجرأ أحد ان يكتب حرفا عن البابا يوجينياس الرابع الذي أعلن رعايته لحملات الاستعباد التى قام بها الملك هنرى فى أفريقيا!! وفى الفترة من ١٤٥٠ حتى ١٤٦٠، عقد البابا نكولا الخامس وكالكاتاس الثالث صفقة لاسترقاق الأفارقة مقابل "تعميد" - تنصير- العبيد ودفع ٣٠٠ (كراون) للكنيسة عن كل رأس، 

وإذا كان الإسلام انتشر بحد السيف (كما زعموا)، فإن المسيحية انتشرت عن طريق الإبادة الجماعية باسم الرب، 

ولم يجرؤ أحد أن يدعي أن ذلك شوه المسيحية....، 

ولكن عندما يصرخ طفل من الجوع يتبارى أهل التحضر المزيف لمحاكمة التراث الإسلامي.

لم تتشوه المسيحية بدعوة بوش الذي وقف وأعلن أنها حرب صليبية، فغزا العراق ليحصد أربعة ملايين ضحية، ولكن إسلامنا يجب أن يُحاكَم ونحرق كتبه لتجفيف منابع التطرف..!!

ولم نتهم المسيحية بالإرهاب يوم وقف البابا أوربان الثاني ليشعل شرارة الحروب الصليبية التي حصدت أرواح الملايين.

والأمثلة كثيرة بالكاد لا تعد ومنها جرائم الصين الشيوعية بحق مسلمي الإيغور ،

وجرائم الهندوس و البوذيين بحق أقلية الروهينجيا المسلمة في ميانمار ،

وجرائم الصرب ضد المسلمين في البوسنة و الهرسك وكوسوفا ،

وقبلها إبادة الهنود الحمر في أمريكا ،

فلم نسمع من هؤلاء تحدث عن تلك المذابح والإبادة ووصفهم بالإجرام والإرهاب ،

ولم نسمع أحدا تحدث عن الهندوس والهندوسية وقد بلغ عدد ضحايا العبودية الحديثة في الهند وحدها الـ ١٤ مليون شخص وفق مؤسسة "ووك فري فاونديشن" ولم نسمع أحدا طالب بتصحيح الهندوسية،

الهوان الذي نعيشه لم يكن نتيجة ضعف ولكن دِياثة بني جلدتنا هي التي جعلت زنادقة الأرض يجتمعون على الأمة كما تجتمع الغربان على جثة ميتة، 

وكما تجتمع الضباع على فريستها ،ولأننا ضعفاء فإن الضعيف عليه أن يدفع الثمن،

الإسلام رسالة السلام .

0 التعليقات: