أخر الأخبار

.

سها العلي ومثنى وإقبال وتميم.. رباعي ملوث بـ(تربية) الفساد



سها العلي ومثنى وإقبال وتميم.. رباعي ملوث بـ(تربية) الفساد! 



عراق العروبة
هارون محمد




تأخر القضاء في العراق كثيراً، كعادته، في التحقيق مع وزيرة التربية سها العلي، التي نسب إليها اتخاذ قرارات، وتوقيع صفقات، مخالفة للقانون، مستغلة غياب الرقابة، وضعف حكومة تصريف الأعمال، التي هي عضو فيها، من دون ان تنتبه، إلى أن التجاوزات والمخالفات، التي أقدمت عليها، لا تسقط بتقادم الزمن، ولابد من حسمها، عاجلاً أم آجلاً، إظهاراً للحق، وهزيمة الباطل.


وليس دفاعاً عن سها العلي، ولا انتقاصاً منها، وهي سيدة تربوية كانت ناجحة، قبل ان يختل توازنها، وتفقد صوابها، وتصبح من شلة محمد إقبال الصيدلي، الذي قدمها إلى رفيقه في الفساد، مثنى السامرائي، والأخير، كما هو معروف عنه، شخص لا يقنع، وبطن لا تشبع، وقد صعد ونزل، وتنحنح وسعل، وفتح خرجه، ورش ملايين دولارية منه، رشى وهدايا، حتى يوصلها إلى وزارة فيها (خبزة) وفيرة، وامتيازات كثيرة، وخصوصاً في ميدان طبع الكتب المدرسية، التي لها ميزانية كبيرة، كان مثنى صاحبها، بلا منازع أو منافس، منذ أيام محمد تميم، الذي تدنو نفسه، على الدولار والدولارين، وصولاً إلى أعوام محمد إقبال، الذي يسرق الكحل من العين، من دون أن تشعر به، لخفة في يديه، تعلمها من خلال اشتغاله (بار تايم) في صيدلية والده (الاخوانجي) يرحمه الله، ويغفر له تلاعبه، في أسعار الادوية، وأقيام (روتشتات) الفقراء.

وصحيح، أن توزير سها العلي، لا يختلف في طريقة الاختيار والتعيين، عن زملائها الوزراء الآخرين، في حكومة عادل عبدالمهدي، وجميعهم وصلوا إلى مواقعهم، بالمحاصصات البغيضة، أو على طريقة (شيلني وأشيلك) وما تتضمنه، من انحرافات أخلاقية، وأساليب انتفاعية، ولكن من سوء حظ هذه السيدة الموصلية، انها ارتضت لنفسها، ان تكون وزيرة بالاسم فقط، تعدد أياماً وتقبض رواتباً، وعمولات ومخصصات، بينما الوزير الفعلي والحقيقي، هو مثنى، يساعده محمد اقبال، ومحمد تميم، بالتنسيق مع أبو جهاد الهاشمي، مدير المكتب الخاص لعبدالمهدي، الذي يصدر الاوامر الديوانية، والكتب الرسمية، لتمرير العقود والمقاولات، وهو شخص يقول من عرفوه، انه يصاب بالدوار، ويتمرغل على الأرض صرعاً، اذا رأى شدة دولارية، لان نفسه لعبت من (التومان)، الذي كان يقبضه من أسياده في إيران، ولأن السامرائي، ابن (كار) بمعنى الصنعة، فقد عرف، كيفية الوصول إلى كتف أبي جهاد، الذي لا يحتاج إلى مسح أو تبويس، وإنما إلى هز وتنفيس، بشيك تعددت الآراء في قيمته، ولكنه لا يقل عن ثلاثين مليون دولار، وانتهت اللعبة بتعيين سها، وسط تواطؤ البرلمان، ورضا رئيسه محمد الحلبوسي، الذي تعهد لمثنى، قائلاً: خذها مني يا ابن عبدالصمد.. التربية لن يأخذها غيرك أحد، هي لك شرط ألا تنسى، رنّة مطرقتي، وبحّة صوتي، وكانت النتيجة، أن مثنى، وعد في أول الأمر، وتعهد بحفظ السر، ولكن بعد أن صارت مرشحته وزيرة، واستوت على الكرسي، بسعادة مشوبة بالحيرة، انتفض على الحلبوسي، وقال له (باي باي) عزيزي، فقد سعيت ووفيت، وللصداقة حفظت وكفيّت، شكراً لك ما قصرت، عاونتني وساعدت.

ولم يكتف الحوت المكتنز باللحم والشحم، بالخروج من تحالف القوى الحلبوسية، وإنشاء دكانة (جيبي أولا)، وإنما سحب معه محمد إقبال، بعد أن أعطاه منصب مدير عام تربية نينوى، يتصرف به كما يشاء، بالبيع والشراء، وهكذا صار، ومشى الخيار، وبقى الحلبوسي يتوجع، لا ينام ولا يهجع، فقد لعب عليه الاثنان، وتركوه يعاني الخيبة والخُسران.

وصحيح، أن سها تنعمت بالمنصب، وانتعشت بالمخصصات والمرتب، ولكنها ستدفع ما حصلت عليه، غداً أو بعد غد، ولن يُفيدها عشقها للـ(العشت)، حتى وصل بها الأمر، إلى أنها استغلت، وجود موظف في وزارتها، خلال زيارتها الأخيرة، للعاصمة الأردنية، استعانت به، واستخدمت سيارته، في جولات تسوقية، ورحلات سياحية، ذلك كله بـ(بلاش)، برغم أن حقيبة سفرها، تمتلئ بحزم الدولارات، ولكنها ترى أن الدولار الأخضر، ينفع في يوم قد يحضر، يتخلى عنها مثنى العراب، ومثله محمد إقبال السلاب.

واذا صحا القضاء في العراق من غفوته، وغادر فساده، وعاد الضمير إلى قضاته، فان المطلوب منه، فتح ملف وزارة التربية، منذ الاحتلال، حيث تولاها عبد فلاح السوداني وخضير الخزاعي ومحمد تميم ومحمد إقبال، وصولاً إلى سها العلي، وعندها ستسود وجوه، وتتساقط أقنعة، وتتهاوى رؤوس، فهذه الوزارة وهي صاحبة مآثر وتحولات، ومفاخر وانجازات، في تاريخ العراق المعاصر، تعرضت إلى الظلم والتهميش عن عمد، عقب الاحتلال، عندما اختاروا لها وزراء، من المتخلفين والاغبياء، واللصوص والسفهاء، عاثوا فيها فساداً، وسرقة وتخريباً، والوثائق والوقائع تثبت ذلك.

وعودة إلى الماضي الجميل في العراق، نستذكر قصة اعتذار الدكتور عبدالعزيز الدوري، المفكر والمؤرخ والتربوي الكبير، عن شغل وزارة المعارف، قبل ان يتحول اسمها الى التربية، عقب حركة 18 تشرين الثاني 1963، وعندما سأله الرئيس الراحل عبدالسلام عارف، عن سبب اعتذاره، رد بصراحته المعهودة، وشجاعته المعروفة، أنا غير مؤهل لها، فأنا مكاني في القاعات، ألقي دروساً ومحاضرات، ولا أصلح للوزارات.

وانهض يا عبدالعزيز، حتى ترى (شعيط ومعيط وجرار الخيط) يُصبح وزيراً لوزارة، اعتذرت عن شغلها، وأنت المعلم والمربي لعديد سنوات، وعميد كليات، ورئيس جامعات، انه زمن مر، يصير فيه اللصوص والملالي والسراق، وزراء، يتركون بصماتهم على (قاصات) وزاراتهم فقط، ويتقاسمون ميزانياتها، مع السماسرة، وآخرهم مثنى السامرائي، وتابعه محمد إقبال، وثالثهما محمد تميم.

0 التعليقات: