أخر الأخبار

.

كتائب حزب الله تخطط لانقلاب ببغداد على غرار (الحوثي) في صنعاء !




كتائب حزب الله تخطط لانقلاب ببغداد على غرار (الحوثي) في صنعاء !


عراق العروبة
هارون محمد




من اطلع على بيان كتائب حزب الله (الخميس) الماضي، وفيه تُحّذر المليشيا الإيرانية، في تأسيسها وتجهيزها وأهدافها، من انقلاب أمريكي في العراق، لا بد وأنه لاحظ أن البيان، صيغ بطريقة جمعت بين التهديد والترهيب، وكُتب بعنجهية وتسرّع، وكأن الانقلاب، بات في طوره الأخير، ولم يبق غير إعلان البيان رقم واحد، وتنتهي الحفلة.

ومما فضح مضمون البيان، وكشف عن مقاصده الخفية، أنه جاء قبل يوم واحد، من إعلان الكتائب، بأنها أجرت مناورات تعبوية، بالذخيرة الحية، تحت شعار (صيد الغربان) تركزت على صد هجمات قد يشنها (الأعداء)، وتضمنت أربعة اشتباكات: إنزال جوي، وتعرض بري، وقتال شوارع، ومعارك غابات وأحراش، وشارك فيها الآلاف من (المجاهدين).

ولعل أبرز ما جاء في بيان الكتائب، أنها هددت بتصفية، من سمته (أي طرف عراقي تسول له نفسه، المشاركة في المخطط الأمريكي التآمري، وسيعامل كعدو) والمقصود هنا، ثلاث جهات، متهمة بالعلاقة مع واشنطن، وهي: قيادات كردية، وجماعات سنية، وتحالف حيدر العبادي وعدنان الزرفي، في حين اتهم إعلان المناورات، جهازاً عسكرياً، وجهة أمنية، بالمشاركة في الانقلاب الأمريكي (المتوقع)، والمراقب لا يحتاج إلى عناءٍ، في معرفة أنهما، جهاز مكافحة الإرهاب، بقيادة الفريق طالب شغاتي، والمخابرات برئاسة مصطفى الكاظمي، والاثنان مصنفان، لدى المليشيات الإيرانية، أنهما من المعسكر الأمريكي، وسبق لها واتهمت الثاني، بالضلوع في اغتيال سليماني والمهندس.

إن أي قراءة موضوعية، لبيان كتائب حزب الله، وإعلانها عن مناوراتها العسكرية، وفي هذا الوقت بالذات، توحي أن الكتائب، وقد أسفرت عن وجهها الإيراني من دون (تقية) أو مواربة، قد تقدم على تنفيذ واحدة من أكبر حماقاتها، وأخطر خطاياه في العراق، وفقاً لدوائر أمريكية وبريطانية وفرنسية، تتابع استعداداتها عن قرب، وتراقب تحركاتها عن كثب، لتنفيذ انقلاب عسكري في بغداد، والاستيلاء على السلطة، على غرار الانقلاب (الحوثي) في صنعاء اليمن، الذي استكمل فصوله في حزيران 2015.

ومن اطلع على صحيفة (نيويوك تايمز) في عددها أمس (السبت) لا بد وأنه لاحظ ما نشرته عن :(حملة عسكرية أمريكية جديدة في العراق، للرد على تهديدات المليشيات التابعة لإيران)، وهذا يعني ان الأمريكان ليسوا بعيدين، عن أجواء الانقلاب الإيراني الكتائبي، ولن يتركوه يأخذ راحته، ويحقق أجندته.

وعلى الصعيد المحلي، فإن المعلومات، التي توفرت لجهازي مكافحة الإرهاب والمخابرات، اللذين سيكون استهدافهما، الصفحة الأولى من الانقلاب الإيراني، تشير الى ان رئيس الجمهورية برهم صالح، سيكون الهدف التالي، ومن ثم تتلاحق الخطوات، وفقاً للخطة الموضوعة، في السيطرة على بغداد، واحتلال المنطقة الخضراء، مع عدم التحرش بالسفارات الأجنبية، وفي مقدمتها الأمريكية والأوربية، لتفادي استفزازها، وإعطاء انطباع، أن ما يحدث شأن داخلي.

ومما فاقم من مخاوف الجهازين، ضلوع ثلاثة قادة عسكريين، في التواطؤ مع الانقلاب الكتائبي، أحدهم برتبة لواء، مشتبه بأنه قام بمهمة (الدلالة) في عملية الهجوم على معسكر التاجي، في الحادي عشر من آذار الحالي، والاثنان الآخران، يعملان تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة، ويتوليان موقعين حساسين.

والحاصل.. فإن التهويل من انقلاب أمريكي، وبيان كتائب حزب الله، عن خطره، وإجراء مناوراتها العسكرية، للتصدي له، كان وما زال يُخفي وراءه، تحركاً حثيثاً، لاستيلاء الكتائب على بغداد، وفرض الأمر الواقع، في ظل أوضاع سياسية مضطربة، وتعثر الزرفي (الموظف الأمريكي) وفقاً لوصف النائب المليشياوي حامد الموسوي، في مهمته، بالإضافة إلى أجواء الفزع من فيروس (كورونا)، الذي جمّد الحياة في العراق، وهمش الطبقة السياسية، وهدأ التظاهرات الشعبية.

ولكن تبقى مسألة لا بد من الإشارة إليها، بهذا الصدد، وتتمثل في أن القيادة الإيرانية لكتائب حزب الله، الطارئة على الحالة العراقية، والمعزولة عن بيئتها، لم تتحسب لتداعيات انقلابها الموعود، ويبدو أن صلفها، قادها إلى أن نجاحه في متناول اليد، من دون أن تدرك أن العبرة ليست في حصول الانقلاب، وهي عملية سهلة لا تحتاج إلى جهد كبير، لهشاشة الأوضاع في العراق عامة، والعاصمة خاصة، وضعف الجيش، وتلاشي الحكومة، وإنما في نجاحه واستمراره، وهذا غير ممكن، وسط ظروف سياسية شائكة، يرافقها التوتر، واحتقان الشارع، واختلال العلاقات بين أطراف السلطة، وتعدد مراكز القوى، وغياب التوازن الوطني، ووجود استقطابات خارجية، وجميعها عوامل لا تسمح بنجاح انقلاب، يتسم بالمغامرة والغباء، خصوصاً وأن الجهة، التي تتولى قيادته، معروفة أنها مليشيا طائفية، وجزء من القوات الإيرانية، وسجلها مليء، بانحطاط أساليبها، وقذارة عملياتها، يضاف إلى ذلك، أن العراق ليس اليمن، وبغداد ليست صنعاء، وهذا يكفي!.

0 التعليقات: