أخر الأخبار

.

العمائم عميمة والشرور وخيمة




العمائم عميمة والشرور وخيمة!!


عراق العروبة
د . صادق السامرائي




من الظواهر المتكررة التي تحتاج إلى دراسة مستفيضة , أن العمائم كلما إنتشرت تزايد الفساد والجهل والظلم والعدوان على البشر , فالعلاقة طردية واضحة , وتتقاطع تماما مع ما يجب أن تكون عليه الأحوال إذا كانت العمائم فعلا تعبر عن الدين.


أي أن زيادة اعداد العمائم يتناسب طرديا مع العدوان على الدين وأهله , وتحويل الدين إلى وباء لنشر الكراهية والأحقاد والإنتقام بين الناس , وبث الرعب وإقتراف الآثام والخطايا وإعلاء الباطل وأهله وقتل الحق بأهله.

وبتنامي دور العمائم في المجتمع ودخولها الميدان السياسي فأن البلاء يتفاقم والجهل يتعاظم , وتسيطر على الناس الأضاليل والخرافات وأمّارات الدجل والنقمة , ويتحقق الإستثمار في الإستغفال والعمل على حث الناس للنيل من بعضها.

قد يقول قائل أن الكلام متحامل ولا يستند إلى أدلة موضوعية , وأن الكثير من المعممين مساكين ومن الذين يتقربون إلى ربهم على حسب قدراتهم المعرفية ودرجاتهم الإيمانية , لكن المشكلة الكبرى أن العمائم بلا ضوابط , والمتاجرون بالدين صاروا أكثر عددا من العاملين بالدين , فتشوشت الصورة واختلطت المعاني والتوجهات.

كما أن العمائم تدّعي أنها ترمز للدين بقولها وبفعلها , وهي ليست كذلك , فهناك مَن يرى أن وضع العمامة على الرأس مهنة أو حرفة يجني منها مالا ويرتزق وفقا لمهاراته في الدجل والضحك على عقول الناس , وقدراته في اللعب بعواطفهم وتدجينهم ليكونوا تابعين خانعين لإرادته المعبرة عن السوء المطمور فيه.

وهذا يفسرما يجري في المجتمعات التي تكاثرت فيها العمائم وتسلطنت , وصارت ذات طوابير مسلحة تؤدي واجبات التقديس ومناهج السمع والطاعة , لمعمم مأفون تُضفى عليها مسميات وتوصيفات وعناوين لا يعرفها ولا تعرفه , لكنها تهيمن على وعي الناس وتقودهم إلى سقر بإرادتهم المرهونة به.

والعجيب في الأمر أن العديد من العمائم قد تكرسنت , أي تمسكت بالكرسي وصار ربها ودينها , وبموجب ذلك فأنها تأوثنت أي صارت تدعو لعبادة الأوثان بأنواعها , بعد أن تُلبسها أقنعة الدجل والبهتان الذي يفعل فعله في البشر المغلوب على أمره.

فهل من قدرة على إعادة العمائم المنحرفة إلى رشدها؟
وهل لها أن ترعوي وتعرف ربها؟

وتحية إحترام وتقدير للعمائم المنوّرة السامية النقية الغيورة على الدين , التي تذود عن العباد بما تستطيعه من قدرات التوعية والتبصير.

0 التعليقات: