أخر الأخبار

.

الماجينة..فلكلورخالد



الماجينة..فلكلورخالد


عراق العروبة
مريم لطفي




“ماجينة ياماجينة حل الكيس وانطينا..تنطونا لوننطيكم ..بيت مكة نوديكم”

بهذه الاهزوجة التي يرددها الاطفال والصبيان وهم يقرعون على الطبول في ليلة النصف من شعبان،طمعا بالحلويات بانواعها كالبقلاوة والزلابيا وانواع السكاكر،او الفواكه او المعجنات ،حيث يطوف الصبيان بعد الغروب كل ضمن محلته او الزقاق الذي يسكن فيه يطرقون الابواب ويرددون الاهزوجة المعروفة التي ذكرتها ،ثم يقولون “الله يخلي راعي البيت امين وبجاه الله واسماعيل امين”،ثم ينادى باسم افراد البيت وخصوصا اخر العنقود ليظطر اهل البيت ان يكرموا مجموعة الصبيان ،والطريف بالامر ان يكون من ضمن البيوتات التي يطرقون ابوابها اعضاء في المجموعة،وفي حال عدم استجابة اهل البيت تبدا المجموعة بترديدهذه العبارات:
“يااهل السطوح..تنطونا لونروح”؟

وقد يقوم بعض الاهالي برشق الصبية بالماء من باب المزاح!! او بسبب الالحاح من الصبيان او لكثرة المجموعات التي ترد على نفس البيت،فتقوم ربة البيت برشقهم بالماء من السطح لتفرقهم او لتبعدهم عن الدار وسط كركرات الجمع الغفير والاهالي..

تتهيأ اكثر المحافظات العراقية لطقوس الماجينة لما لها من قدسية تبعث فيهم الفرح والحياة ومنها اشتق الاسم الثاني لها وهو”المحية” اي احياء الليلة،وهذا فولكلور عراقي قديم اعتاد العراقيون عليه منذ قديم الزمان ،حيث يتم احياء هذه الليلة بالذكر وقراءة القران واقامة المراسم الخاصة بهذه المناسبة من طبخ وعمل الحلويات وتوزيعها بين الناس،والتوجه الى مراقد الائمة والاولياء لاحياءها حتى الصباح،حيث تلبس المدن ابهى حلة وتزين الشوارع بالاضوية،وقد يقوم بعض الناس بايقاد الشموع وايداعها في النهر اوالشط كنوع من النذور اواحتفاءً بهذه المناسبة..

ولم يقتصر هذاالفلكلور الاجتماعي والديني على العراق بل ان هناك عددا من الدول العربية تحييه بنفس الكيفية مع اختلاف الاسم فيسمى في دول الخليج “كركيعان”، وفيها يرتدي الصبيان ازياء خاصة بهذه المناسبة،ويسمى في السودان”يوم الحارة” او”الرحمات”وهو ايضا يوم مبارك يحييونه بالفرح والذكر..

ومن الجدير بالذكر ان طقوس الماجينة تشبه الى حد كبير طقوس “الهالوين” التي تقام في اوربا وامريكا،حيث يرتدي الصبيان والشباب ملابس تنكرية ويطوفون يطرقون الابواب يرددون اغان وعبارات كل حسب لغته،يباركون اصحاب الدار ليحصلون على الحلويات والسكاكر،ولابد ان يتهيأ الاهالي لمثل هذه المناسبة فيقومون بتحضير الحلويات بانواعها،ثم تذهب هذه المجاميع لزيارة المقابرليلاو التي تبدو نهارا من كثرة الشموع المضاءة لاحياء الليلة مع الارواح حسب معتقداتهم وايقاد الشموع على المقابر الخاصة والعامة دون تفريق ووضع اكاليل الزهور على المقابر خصوصا المهجورة منها تكريما لاصحابها الذين ربما كانوا محاربين قدامى اوماشابه،فتلبس المقابر حلة مزدانة بالزهور والشموع خصوصا ان المقبرة برمتها قد شيدت وسط غابة مزهرة تكريما للاموات..

هذا التشابه الكبير في عادات وطقوس وفلكلور الشعوب انما يدل عل تشبث الانسان بالحياة وحبه للخير من خلال اقامة الطقوس التكريمية للسلف الصالح لكل شعب من الشعوب..

ويبدو ان فيروس “كورونا”قد القى بضلاله المعتمة على مواسم الفرح في بلادنا فاحجب الناس عن الاحتفال بهذه المناسبة الكريمة التي يقدسها العراقيون ايما تقديس،في ظاهرة لم يسبق لها مثيل منذ قرون،نرجو من الله العفو والعافية وان تمر هذه الازمة بسلام على امتنا والعالم اجمع..

0 التعليقات: