أخر الأخبار

.

الجنرال إسماعيل قاآني في بغداد.. لا أهلاً ولا سهلاً



الجنرال إسماعيل قاآني في بغداد.. لا أهلاً ولا سهلاً!


عراق العروبة
هارون محمــد




وصل الجنرال إسماعيل قاآني، خليفة المحروق قاسم سليماني، في قيادة فيلق قدس الايراني، إلى بغداد، حاملاً هراوة غليظة، جلد بها، لحد الآن، ظهور: نوري المالكي وهادي العامري وعمار الحكيم، وقد تمتد إلى مقتدى الصدر، نزيل (الحنانة) في النجف.


ووفقاً لصحيفة (الأخبار) اللبنانية، الممولة من حزب حسن نصرالله، وهي داخلة طولاً وعرضاً، في جسد البيت الشيعي، الذي يواجه التشظي والانقسام، بسبب فساد أقطابه، واختلافهم على اقتسام الغنائم، فإن مهمة آغا قاآني، جاءت لمنع عدنان الزرفي، من (تقديم أوراق اعتماده)، وهذا لا يعد تدخلاً في الشأن العراقي، كما تُلمح الجريدة اللبنانية، لأن الملف الإيراني، ما زال بيد فيلق قدس (حصراً) وهذا يعني، في المفاهيم السياسية، أن (السوط) الإيراني، الذي ارتخى عقب مقتل سليماني، عاد إلى شدّته، وحماوة ضرباته، ولن يسمح لمن يُظهر أو يُضمر عداءً لإيران، أن يتولى موقعاً، أو يتسلم منصباً، وهو أمر لن تتساهل إيران به، فهي كما أثبتت تجارب الماضي القريب، لا تقبل إلا بتابعيها، والطائعين لأوامرها، بغض النظر، عن ضعف شخصياتهم، وحجم فسادهم، وغياب نزاهتهم، فالمهم عندها، أن يكون إيراني الولاء، ولا ضير عندها أن يكون قاتلاً، أو جلاداً، أو لصاً، فهذه السمات شكلية، تؤذي العراقيين، وتخدم الإيرانيين، وتُلحق أضراراً بالعراق وليس إيران، وهذا هو المطلوب، الذي ينشده ويشتغل عليه، أهل الحكم في قم وطهران.

وليس دفاعاً عن عدنان الزرفي، فهو يظل واحداً، من سياسيي الصدفة، وطرفاً في المنظومة الطائفية المتنفذة، التي ظهرت عقب الاحتلال، ومؤخراً غازل إيران انتهازياً، وطالب بتخفيف العقوبات الاقتصادية الأمريكية عليها، الا أنه ليس من الصف الأول الإيراني، وتطغى عليه مسحة أمريكية، اكتسبها من إقامته لأكثر من عشر سنوات، في الولايات المتحدة، وحصوله على جنسيتها، وهذا يعني في الأعراف الإيرانية، أنه شيعي قلق، وسياسي غامض، وهو ما حذر منه الجنرال الإيراني، عندما أعلن رفض بلاده، لـ(تجارب) اختيار شخصيات قد تخدم الأجندة الأمريكية، وفقاً لما ذكرته الصحيفة اللبنانية، التي يتولى القيادي في حزب الله، الشيخ محمد كوثراني، المقيم في بغداد دائماً، تزويدها بآخر الأخبار، وأحدث المعلومات عما يحصل في العراق، وفي البيت الشيعي تحديداً.

إن إرسال إيران، قائد فيلق قدسها، إلى بغداد، في محاولة لترميم البيت الشيعي المتصدع، وإجبار قادته، على الاتفاق، وتمرير مرشح لرئاسة الحكومة، يعني أن القيادة الإيرانية، خائفة على مصالحها أولاً، وجزعة من تفرق أتباعها، واختلاف الموالين لها ثانياً، وهي تسعى إلى لملمتهم من جديد، وتُنسّق في ما بينهم، والزيارة تأتي، أيضاً، لسد الفجوات، التي عجز الادميرال على شمخاني، الأمين العام لمجلس الأمن الإيراني في ردمها، عند زيارته إلى بغداد، مطلع آذار الماضي، وإخفاقه في رأب الشرخ، بين المالكي والعبادي، ومقتدى والعامري، وعمار وهمام حمودي، وبقية الجماعات والمليشيات الشيعية.

وعموماً.. فإن زيارة قاآني إلى بغداد، وفي هذا الوقت بالذات، الذي ينحسر فيه، البيت الشيعي، ويختل توازنه، لن تسفر إلا عن نتائج واهنة وكسيحة، حتى لو نجح في جمع قادته، على مرشح معين، لتشكيل الحكومة المقبلة، لأن المزاج العراقي، بات مناهضاً لإيران، ومعارضاً لكل أشكال تدخلاتها، وصار الشارع العراقي، في حالة ثورة على أتباعها، وتالياً، فان من الصعب، دفع واحد منهم إلى تسلم رئاسة الحكومة، لأنه سيسقط، قبل أن يُكلف، بصفته من ماركة (صُنع في إيران) واختارته هراوة ابن قاآن، كـ(اسم) وعنوان.

0 التعليقات: