أخر الأخبار

.

داعش يتمدد والحشد الولائي يُسهّل المدد



داعش يتمدد والحشد الولائي يُسهّل المدد!


عراق العروبة
هارون محمد




لا أحد يجرؤ في داخل العراق، على قول الحقيقة، عما يجري على تخوم سامراء، الحاضرة العربية والإسلامية، وعاصمة الإمبراطورية العباسية الثانية، بعد دار السلام بغداد، وأكبر قضاء عراقي ، مساحة وسكاناً، ولا مسؤولاً عسكرياً أو أمنياً حكومياً، يقدر على الإفصاح، عن الأسباب المغيبة تدبيراً، أو المعتمة عمداً (لا فرق)، التي تقف وراء اندفاعة تنظيم الدولة (داعش) الجديدة، وخصوصاً في أطراف سامراء، المدينة، التي كتب على أهلها ومناطقها وعشائرها ونُخبها، أن يعيشوا بين نارين، ارهاب الفصائل الحشدية، وتهديدات المليشيات الداعشية، وكلاهما وجهان لعمالة واحدة، لا تريد للعراق ان ينهض ويستقر.

ولعل ما يوجع النفس، ويُدمي القلب، على مستقبل سامراء، ومصيرها المحفوف بالمخاطر، أنها، منذ الاحتلال الأمريكي البغيض، في نيسان 2003، وهي تتعرض إلى مؤامرات وأطماع، تقودها مليشيات الحشد الولائية، ونظيرتها سرايا السلام الصدرية، وكل واحدة منها، لها أجندتها ومشاريعها، قد تتباعد قليلاً، وقد تتناغم حيناً، والضحية دائماً، المدينة، التي شاء قدرها، ان تكون سنية عربية خالصة، وبيئة قومية مخلصة، وحاضنة وفية لمرقدي الإمامين العسكريين، على الهادي والحسن العسكري، عليهما السلام، والأخيرة الحاضنة، كانت سبباً، وما يزال، يثير نقمة الأطراف الشيعية الطائفية، على تاريخ المدينة، وأمجادها، والسعي إلى استقطاعها، وتغيير هوية سكانها، ومحاولات ديوان الوقف الشيعي، للاستحواذ عليها، وإصرار المليشيات على احتلالها، والتحكم في إدارتها وشؤونها، أدلة صارخة، تكشف ما يُضمر، لسر من رأي، وما يُخطط لها من إجراءات وخطى.

ولأننا لسنا عسكريين، ولا نريد الخوض في قضايا، الهجوم والدفاع والانتشار السوقي والدعم اللوجستي، ولكننا نسأل: كيف أمكن لمجموعات صغيرة من مسلحي داعش ـ باعتراف الأجهزة الحكومية ـ ان تقود هجمات منظمة، وتحدد أهدافاً مختارة، وتنجح في الانسحاب مرتاحة، مع ان المنطقة، هي معسكر كبير، فيه ثكنات وقواعد ومقرات، لقيادات عمليات عسكرية، وألوية حشدية، مهمتها، كما تدعّي، التصدي لمسلحي داعش، ومنعهم من التحرك وشن الهجمات؟

ثم مع كثرة هذه القوات المتجحفلة، وأسلحتها المتنوعة، واستخباراتها المنتشرة، كيف لنا أن نُصّدق، نجاح قوات داعشية قليلة، من إحداث اختراق أمني، واسع وكبير، واختيار الوقت المناسب لشن هجمات على أهداف، يفترض انها حصينة ومنيعة؟.

إنها مؤامرة تشترك فيها، فصائل حشدية، وقوات داعشية، الأولى تتساهل، وتغض الطرف، وتتلقى الرشى، والثانية تتقدم وتضرب، بحرية مُدهشة، في حين تتخذ القوات العسكرية الأمنية الحكومية، الخائفة من المليشيات، والخاضعة لقراراتها، موقف المتفرج على ما يحدث، ثم تتدخل، في الوقت الضائع، بعد ان ينسحب الدواعش، آمنين سالمين، وسط اطلاقات نارية حشدية، تحمل إشارات تحذيرية، أن المهمة انتهت، وخلاص انسحبوا.

ولعلها من مهازل الطبقة الشيعية الحاكمة، أن يظهر نائب مليشياوي، يدعى كريم عليوي جاهوش صوينخ، وتمعنوا جيداً في اسمي جديه الأول والثاني، وابحثوا في المعاجم العربية عن معناهما، ويصرح بلسان ملتو، وصوت رخو، (إن تنظيم داعش، استغل الأصوات المنادية بانسحاب الحشد الشعبي من المناطق والمحافظات السنية، ونفذ عملياته الإرهابية)، ولا يحتاج المرء إلى جهد، لكشف ضحالة هذا التصريح الوقح، وما ينطوي عليه من تهديدات سافرة للسنة العرب، الذين يتطلعون إلى التخلص من ممارسات المليشيات المحتلة، ووقف انصرافها الى السرقة والنهب والإثراء، وجباية الرسوم والضرائب المجحفة، ومنع تخادمها مع الدواعش، بعد ان صار واضحاً وعلناً، وخصوصاً في معابر الحدود مع سوريا، ان المليشيات، التي تفرض سيطرتها، من اليعربية شمالاً، إلى القائم والرطبة والنخيب جنوباً، باتت تتلقى أموالاً، بالدولار الأمريكي، من الدواعش الراغبين بالانتقال من الأراضي السورية الى العراق.

ان حفيد جاهوش صوينخ، يكذب على طريقة العجم، ويُرسل كلامه، بلا علم أو فهم، وهو المزور لشهادته الدراسية، والحاصل على (بكالوريوس) مغشوشة، مع انه وبشهادة رفاقه، الذين قاتلوا معه في صفوف الجيش الإيراني والحرس الثوري وفيلق قدس، ضد العراق، فشل في إكمال دراسته الابتدائية، وأخفق في النحاج من مدرسة طالقاني الطهرانية، لتخريج خُدام الحسينيات، ومؤذني المساجد، ولكن ماذا نقول لمفوضية الانتخابات الفاسدة، التي قبلت أوراق ترشحه للانتخابات، كحاصل على شهادة جامعية في العلوم الدينية، ونتحداه ان يقرأ بصوت عال ومسموع، سورة الفاتحة، على قصرها، من دون أخطاء لغوية أو نحوية.

لقد بات واضحاً، ان المليشيات الولائية، التي رفضت اقتراحاً من فصائل المرجعية لتولى حماية العتبة العسكرية في سامراء، كون المرجعية هي المسؤولة عن جميع العتبات الشيعية في العراق، تسعى إلى التشبث بمواقعها، ومواصلة ابتزازها، والاستمرار في قمعها واضطهادها، وفرض أتاواتها وخاواتها، وهي تنّسق مع خلايا داعش النائمة والصاحية، على شن هجمات، ورسم ضربات، في نواحي سامراء، بينما تُوعز هذه المليشيات إلى فروعها في الأنبار وديالى والموصل وكركوك وشمالي بابل، بإدامة سطوتها عليها، واختلاق عمليات داعشية فيها، ومؤخراً، ضبط الجيش عجلة مسلحة تعطلت بين الرطبة والقائم، عقب هجمة داعشية، كما كان يُعتقد، وتبين انها تابعة لمليشيات حامد الجزائري، الذي هدد المسؤولين الحكوميين والأمنيين في الأنبار، بالويل والثبور، إذا تحدثوا بالحقيقة، كما ان سيارة تقل عناصر من كتائب حزب الله في جرف الصخر، انقلبت وجرح ثلاثة من ركابها (السكارى) أو الحشاشين، قرب المسيب، وطلع بيان حشدي يتهم الدواعش بانقلابها، برغم ان هذه المنطقة، باتت محمية إيرانية مقفلة.

ان المخطط الإيراني لابتلاع المحافظات والمناطق السنية العربية، اخطبوط له أذرع، تمثلها المليشيات الولائية، التي تحولت إلى سلطة أقوى من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، وأكبر من رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة، وباتت لا تخشى محاسبة أو مراقبة لأنشطتها العدوانية، وأخطرها التخادم مع تنظيم داعش، في تقديم المعلومات، وتحديد الوجهات، والتعاون في الواجبات، وانتظروا عمليات جديدة، وغزوات سريعة.

0 التعليقات: