أخر الأخبار

.

من بيع (اللنكات) في الباب الشرقي إلى نائب سوقي



من بيع (اللنكات) في الباب الشرقي إلى نائب سوقي!


عراق العروبة
هارون محمد




ينقل عن الدكتور جمال الكربولي، وهو يتابع خفة شقيقه الأصغر النائب محمد، وانحدار أخلاقه، أن الأخير، صار جمرة متوهجة في فمه، إذا بلعها قرحت معدته، وإذا لفظها خسر أخاه، وهكذا يُبقيها في مكانها، ويتحمل عذاباتها، في صمت وحسرة، وآلام كبرى، وأقسى ما يواجهه الآن، أن محمد الحلبوسي، الذي تناسى أفضاله، التي رفعته من الحضيض، إلى رئاسة البرلمان، بات يسخّر الشقيق العاق، للإساءة الى الكرابلة، بعد ان صار واحداً، من جوقة ابن ريكان.

ولأن الأخوّة، قانون الزامي مفروض، لا يستطيع أحد الهروب من تبعاته، ولا يقدر على مغادرته، فإن جمالاً لا يجد، ازاء غلطته، التي يعترف بها، على رؤوس الأشهاد، بزج شقيقه في المعترك السياسي، قاصداً انتشاله من صعلكة متدنية، وحرفة بيع (اللنكات) في الباب الشرقي، وما يرافقها، من نصب واحتيالات، وعراك ومشاجرات، لا يجد غير أن يكظم غيظه، ويضرب رأسه، والكربولي لمن لا يعرفه، شخص ليس من النوع الذي يسكت، على من يسيء اليه، ويُشهّر به، وقد لاحظنا كيف دخل في معارك مع صاحب (الشرقية) وحيدّه، وكيف قلب الحلبوسي على (البطانة) واستخدم مفردات الأحداث والصبيان والمراهقين، في وصفه، وكاد أن يصيبه بمسّ من الجنون، وأجبره على رفع الراية البيضاء، راجياً هدنة، لأنه يمر في محنة، وهو يواجه معركة ليست هينّة، تستهدف دحرجته من فوق المنصة، بدفعة وقرصة، وهما مقبلتان، وفي أقرب فرصة.

ومشكلة محمد الكربولي، انه أهوج، وعصي على التعلم، والغباء متأصل فيه، وما زال أسير ثقافة (درابين) الباب الشرقي، حيث كان يعمل، ويحنّ إلى أجوائها، ويعشق طقوسها، وما تحمله، من ترقب وخوف، وشغل موتور، وحذر ومحذور، ولم يستطع التخلص من هوايات انخرط فيها، وعادات تشبث بها، برغم أنه يعرف، أنها انحرافات صبيانية، وأفعال شيطانية، ولكنه لا يعرف العيب، ويتمسك بالمعيب.

وعندما يقف الكربولي الصغير، ويعمل بالضد من شقيقه الكبير، فإنه لا ينطلق من إيثار وتضحية، أو من دوافع وطنية، وهو الذي يفهم أن الوطن مجرد سفرة طعام منصوبة، وأموال منهوبة، وعقود مصفوفة، بلا حائط ولا (طوفة)، وكل من لا يشارك فيها فهو حمار، أما من يستحوذ عليها، فهو بطل مغوار، وهذا طريقه الذي عليه سار، وتمسك به في اصرار.

محمد الكربولي، مُهّرج راقص في سيرك الحلبوسي، مُضحّك مقابل أموال، لا يُحسن غير القفز على الحبال، على طريقة القرود، وهو بالفعل (شادي) مصاب بالجرب والحّكة، ومعوق الفكر والحركة، ولا يرتاح إلا بالشّد والدربكة، وقد وضع نفسه خادماً، في حضرة ابن ريكان، يفديه بالروح والدم والعشيرة (كمان)، حتى يحصل على فتات الموائد، ويستحوذ على بعض الفوائد، ويجبي شيئاً من العوائد، وهذه صفات الصغار، وعلامات الذل والاحتقار، ولا ندري كيف صبر عليه اخوانه؟ وتركوه يتمرغ في المهانة، وهو يستحق الرجم، برصاص بنادق الصجم، لقتل سره، وغسل عُهره.

محمد الكربولي طفيلي أبله، باع اخوته وأهله، من أجل أن يرضى الحلبوسي عنه، ويحشره معه، في جوقة الدجل والرياء، والكذب والافتراء، والكربولي الصغير، رخيص وحقير، وهو ليس نائباً شرعياً، وثمة كتاب رسمي من مفوضية الانتخابات إلى رئاسة مجلس النواب، يؤكد أن المرشحة، زينب الهيتي، هي المؤهلة قانونياً وانتخابياً، لشغل عضوية البرلمان، وليس الكربولي المزور الفلتان، ولكن الحلبوسي أخفى الكتاب، وطالب الهيتي أن تدفع له، ثلاثة ملايين دولار (كاش)، حتى يُعيد حقها (المسلوب)، ويتخلى عن صديقه المحبوب، وتواطأ مع نائبه الصدري، حسن الكعبي، أن يسكت عن الفضيحة، مقابل (طقم) من الماس الثمين، للسيدة حرمه، لا تقدم على شرائه غير الشيخات والاميرات، حملته زوجة الكربولي، من سوق الذهب في دبي، المعروفة بنفائس المجوهرات والحلي، هدية معتبرة، ومكافأة موقرة، وصمت الكعبي وغلّس، ومن (الشغلة) تملص.

إنها مأساة أن يكون بائع (اللنكة) النشال، نائباً بالتزوير والاحتيال، وانتقل من حال إلى حال، وأصبح صاحب صوت عال، استمد نبرته، من أيام كان يصيح في الأزقة الخلفية بالباب الشرقي: يا شباب تعالوا، سلعتنا شيء راقي، فهي أخو الجديد، وتُلبس في أيام العيد، ولكنها في الحقيقة (بالة)، وفيها عث، وآثار زبالة، فماذا ننتظر من هكذا (نمونة) ؟، إرادته مرهونة، ونفسه مسكونة، بالانحطاط والرعونة.

0 التعليقات: