أخر الأخبار

.

المالكي ارهابي ومجرم حرب.. مطلوب حياً أو ميتاً



المالكي ارهابي ومجرم حرب.. مطلوب حياً أو ميتاً!


عراق العروبة
هارون محمد




لم تعد سراً في الأوساط السياسية والنيابية ببغداد، تحركات رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، للانقضاض على مصطفى الكاظمي واغتياله، وبالتأكيد، فإن الحكومة وأجهزتها الأمنية والمخابراتية، باتت على اطلاع كامل، على سلسلة من الاتصالات، وعديد من الاجتماعات، جمعت بين زعيم حزب الدعوة، وثلاثة قادة كبار في الحشد الولائي، وعسكريين اثنين، أحدهما يتبع العمليات المشتركة، والآخر يقود أقوى فرقة مسلحة في وزارة الداخلية، والغريب أن هذه الاتصالات واللقاءات، تجري علناً، والأطراف المشاركة فيها، تعرف أنها مرصودة وتحت النظر، ولكنها من باب التحدي، أو الثقة بالنفس، أو استعراض القوة، أو ثلاثتها مجتمعة، ماضية في مخططها، الذي يتضمن: إسقاط الحكومة الحالية، وتسلم السلطة، وإعلان حالة الطواريء، وما يترتب عليه، من حل مجلس النواب، وعزل رئيس الجمهورية، برهم صالح، الذي استبق الأحداث، وغيّر مقره الرسمي.


وبرغم أن زيارة الكاظمي إلى المالكي، قبل أيام، وصفت بأنها بروتكولية، مع أنها غير ذلك، إذ طمأنه الكاظمي فيها، على أن مكانه محفوظ في العملية السياسية، إلا أن نوري، منشغل بأشياء أخرى، ومنصرف إلى تنظيم أوراقه المبعثرة، وترتيب أوضاعه المتعثرة، وكيفية تأمين مستقبله السياسي، وسط أنباء، تكاد تكون مؤكدة، تفيد أن جهات دولية وأخرى إقليمية، ليست إيران من ضمنها، ومنظمات إنسانية رصينة، وهيئات حقوقية ضليعة، تستعد، لتقديم ملفه، الجنائي والارهابي والمالي، إلى محكمة الجنايات الدولية، لمحاكمته على أدواره الإجرامية، في أحداث مروعة، وحروب طائفية، ووقائع دموية، ودعم حركات ارهابية، واختلاسات مالية، أنتجت آثاراً كارثية، ليست على مستوى العراق فحسب، وإنما امتدت شظاياها، إلى كثير من دول المنطقة والعالم. 
  

ومن اطلع على البيان، الذي أصدره المالكي باسم ائتلاف دولة القانون يوم (الجمعة) الماضي، لا بد وأنه لاحظ العبارات القلقة، والنبرة الخائفة فيه، وهو يُلمّح إلى التحركات الدولية وفعاليات الهيئات القانونية، والمنظمات الإنسانية، لمحاكمته كارهابي ومجرم حرب، عندما يقول: (لقد بدأت، في الآونة الأخيرة، بعض دوائر الشر، بدعم خارجي، لتنفيذ برنامج خبيث، مهمته إعادة البعث الصدامي إلى الحياة السياسية)، وواضح أنه أقحم حزب البعث، في بيانه المرتجف، لتخويف دول مثل إيران، ومليشيات وفصائل طائفية تتبعها، في استجداء رخيص، ولغة مهزومة.


وواضح، أيضاً، أن المالكي، قد اختل توازنه السياسي، وهو يواجه مرحلة عصيبة، يعرف أنها مقبلة عليه، ولن يفلت من نتائجها وتداعياتها، عندما يدعو إلى منع، ما سماه: (تكرار تلك المجازر، وذلك الاستبداد، عبر شخصيات جديدة، وبمسميات مختلفة، وصيغ إعلامية متباينة، وتلميع صورة البعث ـ المجرم ـ وتدوير نفاياته، مرة أخرى) ولا يحتاج المرء إلى كثير جهد، وعميق تفكير، لمعرفة أن هذا (الشبح) الفائض عن الحاجة، لم يعد قادراً، على استيعاب حركة الشعب العراقي، وتطلعاته إلى الأمن والسلم، والحياة الحرة الكريمة، وما زال يعيش بعقلية المعارض الرث، في زقاق (الحجيرة) بحي السيدة زينب، ولم تزده سنوات التسلط، وأعوام التحكم بمصير العراقيين، غير الرغبة، في المزيد من اضطهاد الملايين، وسرقة الأموال، والانتفاع من الامتيازات، التي حصل عليها، من دون وجه حق، أما على الصعيد الآدمي، والفكر الإنساني، فإنه ما زال ذلك العميل الإيراني الذليل، المستعد لحرق العراق، والإجهاز على شعبه، إشباعاً لدونيته المخزية، التي لا تفارقه، واتساقاً مع عقده،المخزّنة في أعماق نفسه، ومثله لا يصلح للحياة، وغير مؤهل للبقاء، وتنطبق عليه المقولة التاريخية (من القصر إلى القبر)، لأنه لا يحمل معياراً واحداً، من الأخلاق والقيم والمروءة، فهو كما أثبتت الأحداث، ثعلب صغير، يتمسكن حتى يتمكن، وضبع كبير، يأكل الجيف، حتى لو تحللت، وخيمت عليها، غابة ذباب، وهو، أصلاً، وسخ في طباعه، وقذر في مساره، وحقير في تصرفاته.


إن (بنادقه)، التي يهدد المالكي، أنها ما تزال معه، كما قال في بيانه المليء بالأكاذيب والمغالطات، والمزاعم والادعاءات، لم تقتل في السابق، غير الشرفاء والأخيار والمقاومين، في محافظات بغداد والانبار والموصل وديالى وصلاح الدين وكركوك وشمالي بابل، ولم تستقر رصاصاتها الغادرة، في الحاضر، إلا في رؤوس المتظاهرين السلميين، في العاصمة والنجف والبصرة والناصرية والحلة وكربلاء والعمارة والكوت والسماوة والديوانية، وقد لاحظها العراقيون، كيف (زنجرت) في مواجهة داعش، وألقيت في الشوارع والطرقات، عندما أصدر أوامره إلى جنرالاته، في الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، بالانسحاب من الموصل و تكريت وبيجي والشرقاط وسبايكر وغربي الانبار، والفرار من أمام عشرات من مسلحي أبو بكر البغدادي، في صفقة (تخادم) سياسي، فاحت رائحتها، وانكشفت أغراضها، وعرف العراقيون خفاياها، التي حاول أبو (ما ننطيها) إسدال الستار عليها، طوال السنوات السابقة، فلا نجح في دجله، ولا أحد صدقّه. 
  

المالكي يتعاون، الآن، وهذه ليست استنتاجات وتحليلات، وإنما وقائع ومعلومات، مع عبدالعزيز المحمداوي (ابو فدك)، الذي يتولى، حالياً، رئاسة أركان الحشد الشعبي، خلفاً لـ(أبو مهدي المهندس) وقد اختاره لهذا المنصب فيلق قدس الإيراني، ولم يصدر، أمر حكومي، أو قرار ديواني، بتثبيته في منصبه، الذي أدى إلى اعتراض أربعة فصائل، تابعة للمرجعية، وانسحابها من الحشد احتجاجاً على تابعيته لإيران، وتقليده ولي الفقيه القمي، علي خامنئي، ويجتمع، أيضاً، مع أبو زينب اللامي، رئيس دائرة الأمن والاستخبارات في قيادة الحشد، واسمه الحقيقي، حسين فالح اللامي، كما أنه استدعى لمرتين، في الأسبوع الماضي، أبو علي البصري، واسمه الأصلي، عدنان إبراهيم محسن، أو محسني، كما كان يسمى في إيران، والتقى، مرة، في الأسبوع ذاته، مع أبو منتظر الحسيني (تحسين عبد مطر العبودي) مستشار عادل عبدالمهدي العسكري السابق، وقائد الفرقة الخاصة بحماية المنطقة الخضراء، وأوفد زوج ابنته، ياسر عبد صخيل، و(تسامر) مع ثامر محمد إسماعيل (أبو تراب الحسيني)، الذي يقود، حالياً، فرقة التدخل السريع في وزارة الداخلية، و ليست مصادفة، أن خمستهم، خونة منحرفون، وعملاء مأجورون، هربوا إلى إيران، في النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي، والتحقوا بفيلق بدر، إيراني التأسيس والتسليح، وقاتلوا ضد الجيش العراقي، في صفوف الحرس الثوري، وقوات فيلق قدس، وجميعهم يعدون أنفسهم، تلامذة المحروق في الدنيا قبل الآخرة، قاسم سليماني، وقد عملوا في خدمته، سنوات طوالاً.


وليس دفاعاً عن مصطفى الكاظمي، ولكن انطلاقاً من مسؤوليتنا، كمواطنين ومثقفين، نُحب شعبنا، ونحرص على بلدنا، فاننا نحذر، رئيس الحكومة، ونشير عليه، أن بيان المالكي، في التحريض على البعثيين، وهم بعيدون عن العملية السياسية، ومعارضون لسياقاتها ومخرجاتها، إنما المقصود هو نفسه وحكومته وحزمة إصلاحاته، التي وعد العراقيين بها، لأن نوري وعصابته، أسرى تخلف وظلامية، وأرباب دعارة طائفية، يتطيرون من التقدم والتحولات، ولا يرغبون في حل الأزمات، ويسعون إلى أن يظل العراق، يترنح في خضم المشكلات، ويتدحرج بين الفوضى والانتهاكات، ويتعايش مع جرائم المليشيات، وأن يبقى تابعاً لإيران، وملعباً لها، تمارس فيه دور اللص والجلاد، في وقت واحد.

0 التعليقات: