أخر الأخبار

.

المؤامرة الحلبوسية لخطف الوقف السني.. انكشفت وسقطت




المؤامرة الحلبوسية لخطف الوقف السني.. انكشفت وسقطت!


عراق العروبة
هارون محمد




واضحٌ، أن محمد الحلبوسي قد خرج عن إطار وظيفته، ولم يعد منضبطاً، وبات لا يحترم الأعراف والقيم، وأصبح فوق القانون، بدليل أنه يحجز في درج مكتبه الخاص، خمسة عشر قراراً، أصدرتها المحكمة الاتحادية، باستبدال خمسة عشر نائباً، ثبت بالأدلة والأسانيد، انهم مزورون، وعلى مدى عامين يقبضون، رواتب ومخصصات ليست من حقهم، في تحدٍ صارخٍ للقضاء، الذي لم يحرك ساكناً، لأن رئيس مجلسه الأعلى، قاض مرتش، وساكت عن الظلم والطغيان، اسمه فائق زيدان.

وآخر فضائح الحلبوسي الصبيانية، انكشاف لعبته العدوانية، على الوقف السني، عندما خوّل معاونه في تحالف القوى المرتقّة، بائع (اللنكات) الممزقّة، محمد الكربولي، بإجراء ترتيبات لتعيين حوت فساد، من الوزن الثقيل في ديوان الوقف السني، يدعى عامر الجنابي، السائق والحارس القديم، لرئيس الوقف الاسبق، أحمد عبدالغفور السامرائي، وربيب رئيسه السابق لطيف هميم، رئيساً للديوان، مقابل تعهد الجنابي، باستقطاع نسبة مئوية من مناقصات وعقود الوقف، لصالح الحلبوسي، وتحويل مليار دينار، اشتراكاً شهرياً، لحزبه (تقدم شيخ شرم)، وهو حزب كارتوني، وغطاء تلفيقي، للتخندق المناطقي، والتعصب العشائري.

ولمن لا يعرفون عامر الجنابي، فإنه عمل في أول الأمر، حارساً في (كراج) ديوان الوقف، ولا عيب في ذلك، ما دامت الوظيفة شريفة، ولكن العجيب في أمر هذا الشخص، حركاته البهلوانية، وقفزاته الطرزانية، في تسلق المناصب، وتولي المراتب، حتى صار مديراً عاماً في ديوان الوقف حالياً، بعد أن تلقى دعماً غير محدود، من رئيس الديوان الأسبق، السامرائي، ولقي احتضاناً ملفتاً، من رئيس الديوان السابق، لطيف هميم، الذي تساوى مع سلفه ابن عبدالغفور، في الشغل بالحرام، وخمط المال العام، لانه صاحب خبرة في هذين المجالين، منذ استيلائه على مبلغ، اثنين وثلاثين مليون دولار، كانت رئاسة النظام السابق، قد أودعته أمانة عنده، خلال الحرب الأمريكية الأخيرة على العراق، في آذار 2003، لتغطية احتياجات (المجاهدين العرب) ضد الغزو الاجنبي، فلا صرف دولاراً، ولا أعان مجاهداً، بالعكس فإنه اشترى بجزء من الفوائد البنكية لهذا المبلغ الكبير، سيارات حديثة، لأولاده، كما اعترف بعظمة لسانه، في لقاء تلفزيوني شهير، وتحتفظ قيادة حزب البعث، بوثائق تُدينه، وتنتظر الظروف المناسبة، لمطالبته، واسترداد الملايين منه، وما ضاع حق وراءه مُطالب.

الحلبوسي كان واضعاً عينيه الاثنتين، على ديوان الوقف السني، منذ سنتين، وسعى في العام الماضي، إلى السطو عليه، ولكن ابن هميم، وكان ما يزال رئيساً للديوان، وهو المتمرس، في التفاهمات السرية، والألاعيب الخفية، نسّق معه وأرضاه، وفقاً للطريقة، التي تفاهم بها، من قبل، مع رئيس مجلس النواب السابق سليم الجبوري، الذي قبض (المقسوم)، وتلقى الأمر المختوم، من الجار المعلوم، مقابل توجيه كتاب بتوقيع منه، إلى رئيس الحكومة، وقتئذ، حيدر العبادي، رشح فيه، صاحب اهزوجة (من عمري على عمرك) في اللقطة التلفزيونية الدراماتيكية، التي جمعته مع الراحل صدام حسين، رئيساً للديوان، لخمس سنوات، كانت مليئة بالفضائح والموبقات، حيث يعكف فريق من الصحفيين والباحثين حالياً، على جمعها، في (كتاب أسود)، معززٍ بالوثائق الرسمية، وقرارات إحالات المشاريع، وتحويلات الاموال، وطباعة المصاحف، وتخصيصات الحج والعمرة، ونفقات كذبة( الاعتدال والوسطية)، ورشوة القنوات الفضائية.

ويبدو أن الحلبوسي، وبعد إخراج هميم من رئاسة ديوان الوقف السني، وخروج وزارة التجارة، من قبضته، نقصت إيراداته، وزادت مصروفاته، وهو يواجه محاولات عزله من رئاسة البرلمان، ويحتاج إلى أموال، لتحييد الكتل النيابية المطالبة بإقالته، خصوصاً كتلة نائبه، حسن الكعبي، فقد تحرك مرتبكاً، وجمع عامر الجنابي، المقامة عليه، حالياً، دعوى نصب واحتيال، في الرمادي، لتلاعبه في تركة المرحوم رشدي العاني، السفير السابق في الرياض، جمعه مع محمد الكربولي، لرسم خطة الاستيلاء على رئاسة الوقف السني، والبداية تكون عبر المجمع الفقهي، ورئيسه الشيخ أحمد الطه السامرائي، الرجل الفاضل، والعالم الجليل، ولكن الخبيثين، يسعيان إلى توريط نجله المتزوج من ابنة أحمد عبدالغفور السامرائي، وتوسيط مقربين من الحزب الإسلامي، محسوبين على المجمع، لترشيح الحارس السابق، رئيساً لديوان الوقف السني.

والسؤال، الذي يطرح نفسه، لماذا اختار ابن ريكان، محمد الكربولي، لتنظيم العلاقة مع عامر الجنابي، وترتيب الاستحواذ على رئاسة الوقف؟

الجواب سهل للغاية، ويتمثل في ان الكربولي الأصغر، المتآمر على أخيه الأكبر، بات محل ثقة لا يباريه أحد، عند الحلبوسي، الذي صار (أخاً لم تلده أمي) ـ هكذا يصفه الكربولي الصغير - تملقاً وتقرباً، وغامزاً بعين مكسورة، الدكتور جمال الكربولي، الذي رباه ورعاه، وهندمه ورقاه، والكربولي محمد، صار اليوم، قمة في التفاهة، وعنواناً للسفاهة، وهو في الأصل، أفّاق ودعيٌّ، وجاهل ونصف أميّ، ولديه استعداد شخصي ونفسي، لخدمة سيده الحلبوسي، والاستجابة لرغباته المزاجية، وتلبية حاجاته، الشُربيّة و(المزاتيّة)، وربما العاطفية.

ولأن المؤامرة الثلاثية، التي قادها المحمدان: الحلبوسي والكربولي وعامر الجنابي،كانت مُفككة البناء مُسبقاُ، ومكشوفة الأغراض سلفاً، فقد تحولت إلى فضيحة مدوية، وهي في مستهل تحركها، وبداية تنفيذها، وهكذا تفلشت وتصدّعت، وتهاوت وسقطت، وأكل الثلاثة (بوريات)، جمع (بوري) من النوع الغليظ.

0 التعليقات: