أخر الأخبار

.

حسن الكعبي مريض بالتخلف ومصاب بالجرب



حسن الكعبي مريض بالتخلف ومصاب بالجرب !


عراق العروبة
هارون محمد




يبدو أن القيادي الصدري، ونائب الحلبوسي البرلماني، حسن شمخي الكعبي، لم يشبع من اللطم على (هريسة) الحسين، ولم يكتف بلثم شبابيك الأضرحة، والتبرك بالمقامات المنسوبة إلى الأئمة، بلا أدلة، ولا مصادر تاريخية رصينة، وساءه أن يكتشف العراقيون المسلمون، شيعتهم قبل سنتهم، دجل الملالي، وأكاذيب المعممين، فتوجه إلى السعودية وطالبها بإعادة قبور الائمة ـ من دون تسميتهم ـ في البقيع، ومعالجة الكارثة الكبرى، التي تمثلت بهدم أضرحتهم الطاهرة، داعياً في الوقت نفسه، الحكومة العراقية، إلى ضرورة السعي الجاد للتحرك بهذا الصدد، كما جاء في تغريدة له، الأسبوع الماضي، تنضح طائفية، وتعكس عُقداً ودونية.

وإذا كان الكعبي، الذي يعده الصدريون، واحداً من أفضل المتحدثين عندهم، بعد (سماحة) قائدهم، هذه ثقافته، ومستوى تفكيره، فإن الحق في هذه الحالة، مع القطيع المنفلت، الذي تُظهر مقاطع فيديوية، يتم تداولها، عبر صفحات التواصل والمنصات الإعلامية، أعضاء من التيار، وعناصر من مليشياته (سرايا السلام) يلقون القبض على أناس أبرياء، ويجلدونهم بوحشية، ويشتمون كل من لا ينصاع لهم، وأحدهم يُعلن، بخسة غير معهودة، أنه مستعد لتطليق زوجته وأم أولاده، إذا أمر (السيد) بذلك، وآخر يحمل مدفعاً رشاشاً، ويذكر اسمه ومنطقته، ويتعهد بقتل كل من ينتقد (القائد) أو يمسه بكلمة، في حين تذهب امرأة، واضح انها من (اياهن) إلى أم شهيد نجفية، قنص الصدريون ابنها الشاب، وقتلوه غيلة وغدراً، وتهددها إذا فتحت فمها، والنماذج كثيرة، لا يسع المقال، لذكر القليل القليل منها، وهي تكشف عن سلوكيات منحدرة، وسقوط أخلاقي، واعتداء على الناس، وتحدٍ للقوانين، واستفزاز للمجتمع.

وليس دفاعاً عن السعودية، التي يريد الكعبي لها أن تتشيع، ويلبس شعبها الدشاديش والغترات واليشاميغ السود، أربعين يوماً، ابتداء من مقتل الإمام الحسين، إلى عودة رأسه إلى كربلاء، في رواية يدحضها الباحثون والمؤرخون المصريون، ويؤكدون أن الرأس الشريف مدفون في القاهرة، منذ أول عام تسلم فيه الملك الفاطمي، المعز بالله حكم مصر، والمصريون، كما هو معروف، أفضل من كتب عن أهل البيت المحمدي، وتفوقوا على ما كتبه الشيعة في إيران والعراق ولبنان، وما نشروه من غلو ولغو، وغيبيات وخرافات، وما تزال مؤلفات طه حسين والعقاد وعبد الفتاح عبد المقصود وبنت الشاطئ وعبدالرحمن الشرقاوي، مصادر علمية رصينة، يعود إليها الباحثون العرب والأجانب، لصواب ما جاء فيها، ودقة معلوماتها، ولكن أن يطلب الكعبي من السعوديين، بلهجة آمرة، تفتقر إلى اللياقة في الحديث، أن ينقلبوا على عقيدتهم الدينية، ويغيروا أعرافهم وتقاليدهم وطقوسهم، فمسألة فيها ازدراء طائفي لشعب عربي، وكراهية لبلد إسلامي، يحتضن، منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة، أطهر حرمين شريفين، كعبة الله، وقبر الرسول الاعظم.

وتستحق السعودية، هذا التهجم عليها، والتشنيع بها، من قبل أحد معاوني مقتدى الصدر، وهي التي استقبلت الأخير، في نهاية تموز 2017، وخصصت وزيراً في حكومتها، ثامر السبهان، لمرافقته طيلة أيام زيارته، ومنحته مائتي مليون دولار، لتمويل حملته لانتخابات 2018، على أساس ان التيار الصدري (عروبي)، كما وصفه ابن السبهان، الذي حذف تغريدة له ضد إيران، في أول يوم لوصول مقتدى إلى الرياض، ترحيباً به، ودفعاً لإحراجه، الأمر الذي استحسنه الصدر، وأشاد به، مع أنه لم يعترف بالدعم المالي له، ولكنه وصف الملايين الممنوحة له، بأنها صناديق (بخور)!!

وفي هذا الصدد، فان أحد مرافقي مقتدى، في الزيارة، نقل إليه، أن طاقم طائرته الخاصة، يخشى من ثقل صناديق (البخور) على أمن الطائرة وحركتها، عند تحليقها، فما كان من سماحة القائد، (حفظه الله)، إلا أن يرّد عليه ضاحكاً : (سهلة.. عود نرمي كم واحد منكم من الطائرة، لتخفيف الوزن فيها) وتحسبون شهداء عند ربكم ترزقون.

ثم ما علاقة الحكومة العراقية، التي دعاها الكعبي، إلى (السعي الجاد للتحرك بهذا الاتجاه)، في مثل هكذا قضايا، وهل يقبل هو نفسه، أن يطلع رئيس مجلس الشورى السعودي، أو نائبه أو عضو فيه، ويقترح ـ مجرد اقتراح ـ على الحكومة العراقية، إلغاء تعطيل اثنين وخمسين يوماً، يستذكرها أو يحزن فيها، الشيعة الإمامية، وتتضمن مناسبات ولادة الائمة الاثني عشر، وزواجهم، وجُرح بعضهم، وتواريخ وفاتهم، وهي حالات تعدّها السعودية، وأكثر الدول الاسلامية، بدعاً وضلالات؟

إنها واحدة من مهازل الطبقة السياسية المتنفذة في العراق، عندما يتناسى من يسمي نفسه، قائداً سياسياً، ويشغل منصباً تشريعياً رفيعاً، المشكلات، التي يعاني منها العراقيون، والأزمات، التي يمر بها بلده، ويتدخل في شؤون دولة عربية إسلامية وجارة، ويهددها، بـ(ضرورة معالجة كارثتها الكبرى، في هدم أضرحة الأئمة في منطقة البقيع)، يا لبؤسه، ويا لوقاحة صوته، وقبح رأيه.

0 التعليقات: