أخر الأخبار

.

خمسة تساؤلات، وتمنيات خمس، أسوقها أمام الخزعلي والناس



خمسة تساؤلات، وتمنيات خمس، أسوقها أمام الخزعلي والناس



عراق العروبة
د. قحطان الخفاجي




بدءاً أقول ، لو كانت تصريحات قيس الخزعلي، موجه لاتباعه. أو أراء عامه عن أحداثٍ عراقيةٍ أو غير عراقية. أو كانت حوارات عامة . ما علقت عليها مطلقاً لأسباب أحتفظ بها لنفسي. ولكن لأن جانب منها تعلق بالتاريخِ، وبقناعاتٍ وطنيةٍ، رسختها حقائقٌ ووقائعٌ جانب من رواتها قد يكونوا مازالوا أحياء. 


ولأن الحديث ذكر شيئاً غير مألوف، وهو ليس محل تصديق مجرد. بل هو فيه إشارة لا ضرورة بالأساس لذكرها في هذا الظرف العصيب الذي يمر به بلدنا، والذي يحتاج شحذ الهمم، وربط التاريخ المنير بالحاضر المرير، ليستضيء به بإذن الله، وبعزم وحدة صف العراقيين. 

وجدت نفسي أمام ضرورة قول شيئا ، حيال ما سمعنا، من الخزعلي عن الشهيد العراقي الشيخ ضاري المحمود، أقول شيء أحسبه علمي ومنطقي، راجياً من الجميع عدم ربط ما سأقول بأي تخندق طائفي أو فئوي، لأن ما قام به أبطال ثورة العشرين أكبر من أي خندق ضيق. وكانوا كتلة وطنية مجاهدة من شعلان ابو الجون الشيخ خوام، ومن الرميثة والرارنجية والفرات الاوسط وبغداد وصولاً للسليمانية والشيخ محمود الحفيد. كانوا كتلة إيمان وطني وعقائدي تعدي كل المسميات الضيقة، عليه من العيب علينا أن نتصل نحنُ عن منبرهم العالي. ومن المخزي علينا أن نتخندق تحت أي مسمى طائفي أو عرقي، فذاك خيانه لهم وللوطن، وتنصل عما إرادنا الله أن نكون عليه. 

ولكي لاتدخل في سجلات، قد يستثمرها المتصيدون بالمياه العكره، ولأننا نعلم أننا لسنا في ندوة علمية بحثية. ولأن شعبنا بحاجه لتوضيح الأمور. فإني ستتناول الموضوع بطريقة ارسطوا ، إذ ساسوق خمسة اسئله للأخ الخزعلي، واعقبها بتمنيات "ياليت"، علها تفي بالغرض. ولن أخوض بالدفاع عن الشيخ ضاري، فهو أكبر من يدافع عنه شخص متواضع كقحطان الخفاجي. 
والتساؤلات الخمس للأخ الخزعلي هي :- 

* هل الظرف الحالي بحاجة للتشكيك بالتاريخ، خصوصاً ذلك الذي له علاقة مباشر بما نحتاجه اليوم؟! وماذا جني العراقيون من هذا التصريح ؟؟! وماذا سيجني خصومه واعدائه ؟!. 

* هل الخزعلي قال ما قال في محاضرةٍ علمية، في محفلٍ بحثٍ أكاديمي ؟! وهل يمكن أخذ ماقاله الخزعلي على محمل جد وعلمية وتيقن من "حقيقية" كانت مخفية على الناس، من خلال ما ساقه من دلائل كقولِ مهوال؟! أم في الأمرِ شيئٌ آخر ؟! 

* هل ماقام به الشيخ ضاري عندما قتل كبير المحتلين عسكرياً، في زمن علوا كعب بريطانيا عالمياً، كان عملاً بسيطاً، أم أنه موقف وإيمان وقناعة أكبر من يحتويها وصف؟! هل يمكن لأي شخص القيام به؟!. 

* واذا ثبت ما ذهب له الخزعلي، ويثبت ما قد يذهب له شخصا آخر ملئ قلبه قيحٌ لأي سبب كان، من تشويات مغرضة لشخصية أخرى من أبطال ثورة العشرين الكبرى، هل سيفرح ذلك بريطانيا عدوة الإسلام والشعوب حينها، أم سيزعجها ؟! وهل سيصب في صالح شعبنا ووحدته وصموده؟؟ 

* وهل هكذا توجهات وتشويهات لشخوصٍ جهادية وطنية ، ستحسن صورة الذي قالها، بين أبناء الشعب العراقي أكثر، أم لدى بريطانيا، والمتحالفين معها ؟!... ثم ألم يكن التشكيك بالقناعات هو واحد من أهم أساليب داعش الكفر وجماعات التكفير والإقصاء؟! 
وفي التمنيات التي أسواقها للأخ الخزعلي فأقول قبل ذكرها حقيقة يعيها أبسط شخص فينا وهي، إننا اليوم بحاله يمكن إلى حد ما، أن يقال عنها ؛ ما أشبه اليوم بالبارحه، إذ العراق محتل وفيه ثورة شعبية عارمة، وعدو الشعب طافح بظلمه وفساده. ورجال الإمعة تسلقوا زمام أمر العراق في غفلةٍ من الزمن، وبظل تضليل عقائدي ممنهج وقيمي .فإني أتوجه إليك وأقول ؛ 

* ياليتك سيدي، تدلني اليوم على حرامي وقاطع طرق، يملك غيرةً كتلك التي دفعت رجل بسيط فلاح، مثل الشيخ ضاري، لقتل أقوى رجل في العالم وأكثر المحتلين بطشاً وأقسى قلباً . علنا نلوذ إليه اليوم ونرتجيه ليقتل غازياً لبلدنا و محتل. أو يقتل مرابياَ ومزيفاً لمعتقداتنا وقيمنا. أو نضرب به من فرق شعبنا ومزق وحدة ديننا وجعلنا شيعاً وجماعات متناحرة لخدمة هذا المظلل أو ذاك. ليرفع شأنه الواطيء من بيننا ، أو يحمي متاجراً بدماءِ أبنائنا والذي صيرهم تجهيلهم للأسف "مطية" لغرائزه ومآرب أسياده. 

* ياليتك تدين مجاهدي ثورة العشرين وإبطالها وشهدائها، إذ ولم يقفوا منه موقفاً يتماشى مع ينبغي أن ياخذوه من شخص كما وصفته أنت. ولأنهم لم يظهروا لنا ماقلته ، أو يذكره بشكلٍ أو بآخر. وعلينا أن ندين قسم التاريخ بكليات الآداب العراقية، ونسحب منهم شهاداتهم لأنهم لم يدرسوا هذه الجزيئه "المهمة" ولم يقفوا عندها . 

* يا ليتك تحاسب من قال " هز لندا ضاري وبجاها". وبالمناسبة قدمت هذا "الليت"، لأنك إستشهد بكلامك على قول مهوال حينما إنتفض لسرقة الثورة. 

* ياليتك تشطب كل الأفلام السينمائية التي تناولت القضايا الإسلامية والمسلسلات، لانها تناولت جانب محدد من الإسلام وتاريخه ولم تتناول الإسلام بكليته وبشمولية. كما إنتقد حضرتكم فيلم "المسألة الكبرى"، الذي يراه البعض أنه نظره بعين مجتزأه لملحمة ثورة العشرين. وأقول هذا "الليت" لأنك استندت ببحثك على الفيلم وقراءة البعثيين للثورة الخالدة . 

* ياليتك تتكرم علينا بتوضيحٍ عما استفاده الشعب من حديثكم، وبالتحديد موضوع كشف "حقيقة" نوايا الشيخ ضاري في قتله للقائد العسكري المحتل . هل وعي الشعب مما تفضلت به لضرورة عدم قتل المحتل؟! وهل هي دعوة للخروج بمظاهرة لتغير اسم منطقة خان ضاري، إلى خان لجمان "المغدور"؟!. أم هي نصيحة لمن يسعى لفعلٍ مماثل أن يثبت نواياها لدى جهة ما قبل أن ينفذ بطولةً ضد محتل ؟!.

أقول قولي هذا وأوكد أن العالي شأنا بفعلهِ المميز وبشهادة التأريخ وأهله، يرتفع شأنه مع الوقت حتى في حالات الذم . سأكتفي بهذا، وسأترك تقييم الأمور ، والتعليق المباشر ، للناس و للتأريخ، فهما الأصدق والأمضى، من بعد الله سبحانه وتعالى .

0 التعليقات: