أخر الأخبار

.

المليشياوي (أبو فدك) يهزم الكاظمي بالتهديد والإفك!



المليشياوي (أبو فدك) يهزم الكاظمي بالتهديد والإفك!


عراق العروبة
هارون محمد




انزوى أنصار الحكومة الحالية، وتفرقوا يدارون خيبتهم، وربّما خوفهم، من مليشياوي عجمي الانتماء والولاء، اسمه عبدالعزيز المحمداوي، ويلقب (أبو فدك)، وهم كثر، فيهم مستشارون سياسيون وباحثون وإعلاميون، وآخر من عُيّن، من الفئة الأخيرة، لسانه متر في التسقيط والابتزاز، ولكنه، مثل نظرائه أو رفاقه في ديوان رئيس مجلس الوزراء ومكتب القائد العام للقوات المسلحة، التزم الصمت، خلال الأيام القليلة الماضية، التي أعقبت (الجمعة) الماضية، وهو يوم كان فجره مُبهجاً، عندما تم الاعلان عن مداهمة وكر (الدورّة) الصاروخي، والقبض على أربعة عشر قاتلاً، من كتائب حزب الله، من ضمنهم خبير إيراني، في تصنيع الصواريخ وتوجيهها، ولكن غروبه كان مُكتئباً، بعد أن نجحت الفصائل الولائية، في إجبار مصطفى الكاظمي، على الإفراج عنهم، ونقلهم إلى دار ضيافة الحشد، مكرمين معززين، ويتمايلون فرحاً وانتصاراً، ويشتمون (قائدهم)، كما يفترض، ويدوسون على صوره، ويتوعدونه بالويل والثبور، وعظائم الأمور.


ولأول مرة في تاريخ الشعوب والأمم والدول الحديثة، تنتصر مليشيات منفلتة ومارقة، وخارجة على القانون، تضم (لملوماً) من السفلة والموتورين، واللصوص والجواسيس المأجورين، على حكومة قائمة، رئيسها، هو القائد العام للقوات المسلحة، من جيش وشرطة واستخبارات وأجهزة أمنية ومكافحة الارهاب، وهي قضية خطرة، تترتب عليها، نتائج كارثية، عندما يُصبح الملشياويون، أصحاب إرادة وقرار، ويتحكمون في مصير بلد، يعادون شعبه، ويقتلون شبابه، ويسرقون موارده، ويتحدّون مراجع طائفتهم، الذين سهلوا لهم، مهماتهم، وأسبغوا، بفتاواهم، الشرعية على انتهاكاتهم، ويسخرون من رئيس حكومتهم، الذي أجمع قادتهم، على اختياره وتكليفه، في مشهد صاخب، يعكس حجم الاحتلال الإيراني، ومدى تحكمه ونفوذه في العراق.


وعندما يتمكن (أبو فدك)، الذي يقبض رواتبه، ويحصل على امتيازاته، من حكومة لا يعترف بها، ويرفض الخضوع لقوانينها، ويتوعد رئيسها ووزراءها، بل يصل به الأمر إلى اتهام الكاظمي، بخطف عناصره، وكأنهم كانوا يسبحون في الشط، أو يقومون بنزهة استجمام فقط، مع أن الداني والقاصي، صار مطلعاً على ما كانوا يزمعون القيام به، من تخريب وارهاب، وهم أنفسهم، اعترفوا بتورطهم في التحقيقات الأولية، فإن ذلك يعني، أن العراق مقبل، على انهيار كامل، لن يوقفه حتى المهدي المنتظر لو ظهر، كما في العقيدة الشيعية، وهو الذي أعلن المحمداوي، أنه الوحيد، الذي له حق حصر سلاحه المنفلت واحصائه وتسلمه، وهو السلاح نفسه، الذي ما تزال دماء الأبرياء، تقطر من فوهات بنادقه، وآثار الدمار، في أكثر من مكان، شاهدة على انفجار صواريخه، وبالتأكيد فأن (أبو فدك) قال ذلك، ليس من باب الالتزام الديني أو الفقهي، وإنما تهكماً على الكاظمي، وانتقاصاً من منصبه وسلطاته وصلاحياته.


ولاحظوا كيف وصف نوري المالكي، صبية وكر (الدورة)، بأنهم عنوان نصر وقوة، ودعا إلى احترامهم وحفظ هيبتهم، وعدم جواز الاعتداء عليهم، أو الانتقاص منهم، برغم أنهم ضُبطوا، والأسلحة والصواريخ بحوزتهم، وألقي القبض عليهم، وهم متحفزون للشروع في مهمتهم الغادرة، وقد نتفهم طروحات أبو (ما ينطيها)، لان آخر المعلومات عنه، تفيد أنه مصاب بالـ(زهايمر) في دماغه، والاسهال في بطنه، ولكن لاحظوا، أيضاً، ما قاله ذلك الغلام العصائبي، قيس الخزعلي، إن صواريخهم (ذكية) من تحت إلى فوق، وليس فيها عيب أو عوق، تكتشف العراقي فتحيد عنه، وتلاحق الأمريكي وتفتك به، وهذه صناعة لم يصل إلى تقنيتها، لا المرحوم الاتحاد السوفييتي، ولا أمريكا من عهد جورج واشنطن الى ترمب، ونتمنى حقيقة، أن يكون الخزعلي صادقاً، ويسوّق هذه البضاعة العظيمة، إلى دول العالم، في قابل الأيام، لتعود عليه وعلى ربعه، بثروات خرافية، عسى أن يشبعوا ويكفّوا عن فرض الإتاوات على المواطنين، ويتجنبوا اغتيال الأبرياء والآمنين، ويتفادوا قتل المتظاهرين السلميين. 
  

لقد أخطأ مصطفى الكاظمي، مرتين، في غضون أربع وعشرين ساعة، فهو أمر بمهاجمة وكر خلية (الدورة) الصاروخية، من دون ان يتحسب مسبقاً، لردود فعل الفصائل الولائية لإيران، وفي مقدمتها كتائب حزب الله، التي باتت فوق القانون، ومرجعيتها، وهي لا تُنكر ذلك، قم وطهران، واقترف خطأً ثانياً، عندما رضخ لتهديدات (أبو فدك) وعصاباته، وأطلق سراح المجرمين، وهذا، إن دلّ على شيء، فانه يُظهره بمظهر العاجز عن تطبيق القانون بعدالة، ويكشف، أيضاً، أن مناصبه وسلطاته وصلاحياته، السياسية والتنفيذية والعسكرية والأمنية، أسيرة، في قبضة المليشيات الإيرانية، وعليه أن يكفّ عن حديثه، الذي صدّع الرؤوس به، عن سيادة الدولة، واحترام القانون، والمواطنين سواسية، في الحقوق، فقد هُزم في أول مواجهة، مع قوى، هي في الحقيقة، لا تمتلك غير الثرثرة واللغو، والتهديد والغلو، ولأنها جبانة وغادرة، فهي لن تكتفي بما أحرزته من انتصار غير متعوب عليه، وإنما ستطارده، وتطوقه وتحاصره وتكتم أنفاسه، إلا إذا شمر عن ذراعيه، وأزال الخوف عن نفسه، وقبل التحدي، ويخوضها على طريقة (يا قاتل يا مقتول) وعندها سيجد فصائل خامنئي، بين مختبئ وشارد، ومستسلم جامد، وأولهم أبو فدك، والذيول الملتفون حوله، بمن فيهم، رأس الجريمة والبلاء، الخبل نوري المالكي.


0 التعليقات: