أخر الأخبار

.

الأقلام العاطفية



الأقلام العاطفية!!



عراق العروبة
د . صادق السامرائي




القلم أمانة ومسؤولية وعليه أن يتقي ضميره ويحترم عقله , والقارئ الذي يقدم له ما يجود به على السطور , فليس من الصائب أن يرشف القلم من مداد الإنفعال والعواطف السلبية , التي تعمي البصيرة وتنفي دور العقل والمعنى النبيل للكتابة.

فالنسبة السائدة من المنشور لا يتوافق مع العصر بمحتواه وتطلعاته , ولا يقترب من العقل بطرحه وتناوله للموضوعات , والكثير مما يُنشر لا يستحق القراءة والنظر , لأنه عبارة عن هدير إنفعالات سيئة وتعبير عن غضب , وترجمة لدوافع عدوانية حامية ذات طيش شديد.

فلماذا تكتب هذه الأقلام؟
هل لكي تفضفض عما فيها , أم لكي تتوهم بأنها فعلت شيئا بإظهارها لغيظها المشحون بالكراهية والإنتقامية وسوء التقدير؟

يحتار الذي يقيّم هذه الكتابات في الوصول إلى جواب سديد!!

العديد من المواقع تحوّلت إلى دفاتر شياطين , تقرأ فيها السب والشتم وتزدحم على صفحاتها المفردات السيئة , والعبارات الخطلاء المناوئة للخير والألفة والأخوة الإنسانية.

فلماذا تُنشر هذه الكتابات؟
ولماذا يتحقق تسويقها؟!

فبإسم حرية التعبير عن الرأي صارت المواقع ميادين للتعبير عن الشرور ولبوح النفوس الأمارة بالسوء والبغضاء.

فهل هذه كتابة أم عدوان على الكتابة؟!!

وما يثير الدهشة أن أصحاب المواقع ينشرونها ويحسبون أصحابها من كتاب مواقعهم!!

إن هذا السلوك أفقد الكتابة قيمتها وجرّد الكلمة من معناها ودورها وتأثيرها في الحياة.

فهل من كلمة طيبة يتسامى بأنوارها الناس؟!!

0 التعليقات: