أيتها المؤتمرات الثلاث مازال شعب العراق ينتظر دعمكم
أيتها المؤتمرات الثلاث مازال شعب العراق ينتظر دعمكم
عراق العروبة
صلاح المختار
وجه الرفيق الدكتور خضير المرشدي ممثل البعث رسالة مهمة جدا الى امناء المؤتمرات الثلاثة ( امين عام المؤتمر القومي العربي والمنسق العام للمؤتمر القومي الاسلامي وللامين العام لمؤتمر الاحزاب العربية ) يطالبهم فيها بتحديد موقف صريح وواضح من الانتفاضة الوطنية العراقية التي دخلت شهرها الثالث ، لان هذه المؤتمرات الثلاثة تتعامل معها وكانها غير موجودة ! في ايحاء لاتخطئه العين بوجود عناصر مؤثرة ترفض دعم انتفاضة شعب العراق ضد الديكتاتورية والاستبداد والتبعية والتي تمارسها فلول الاحتلال الامريكي – ايراني في العراق . ويشرح الرفيق خضير في رسالته الحالة العراقية بوضوح وموضوعية ويعبر عن دهشته لعدم صدور اي بيان دعم او تأييد للانتفاضة العراقية رغم دخولها الشهر الثالث ورغم سقوط شهداء وجرحى واعتقال المئات من المتظاهرين .
ومرت فترة ثلاثة ايام على تلك الرسالة ولم يصدر اي بيان حول العراق من هذه المؤتمرات وكأن نداء الرفيق خضير لم يحصل ، تماما مثلما عوملت الانتفاضة العراقية كأنها غير موجودة . لذلك من حقنا وحق كل عربي مناضل من اجل التحرر من الاحتلال ومن اجل الديمقراطية وانهاء كل اشكال الفساد والاستبداد التساؤل عن ( اسرار ) صمت هذه المؤتمرات الثلاثة عما يجري في العراق رغم وضوحه الكامل وتحدد طبيعته اضافة الى وجود اعداد كبيرة فيها تدعم الانتفاضة العراقية وكان يجب احترام رأيها اذا كانت هذه المؤتمرات تلتزم بالديمقراطية حقا .
ودهشتنا ودهشة كل مناضل تعود لوجود حقيقة معروفة لاعضاء هذه المؤتمرات وهي انها كانت دائما تصدر بيانات ادانة قوية عندما يعتقل عضو في واحد منها او اي مناضل اخر غير عضو فيها ، كما انها كانت تصدر بيانات حول اي تحرك جماهيري ضد الديكتاتورية والفساد وتدعمه ، وسجل هذه المؤتمرات يشهد على ذلك ، لكن مع الاسف الشديد عندما يأتي الامر الى العراق فانها تتخذ مواقف اقل ما توصف به هو انها مجاملات اكثر منها مواقف حقيقية ! وهذه الظاهرة سجلت وطرحت اسئلة حولها في الاعلام بل وحتى اثناء انعقاد جلسات هذه المؤتمرات ، ولكن دون جدوى وكان الرد هو اما التهرب منه او تقديم جواب هو تهرب كامل بصيغة الفاظ غامضه تعتم اكثر مما توضح .
والان هناك انتفاضة عراقية حقيقية يشارك فيها ملايين العراقيين وليس الالاف فقط وهي اكبر انتفاضة جماهيرية ملايينية بعد انتفاضة مصر واستمرت طوال الشهور الثلاثة الماضية ، والاهم انها انتفاضة سلمية منظمة ومنضبطة باهدافها وشعاراتها وممارسات المشاركين فيها ، وهي لا تمثل حزبا او جماعة او مكون واحد بل هي انتفاضة كل العراقيين من الفاو في الجنوب الى زاخو في شمال العراق ، اهدافها انهاء الظلم والتمييز والفساد والاضطهاد الذي شمل النساء والشيوخ والاطفال وبصورة عشوائية وانتقامية وطائفية في حالات كثيرة . وكان اغتصاب الرجال الشيوخ وليس النساء فقط احد اهم وقائعه الموثقة ، بالاضافة الى التطهير العنصري والطائفي لمئات الالاف من العراقيين . فهل هذه الجرائم عادية ولا تستحق دعمها ؟ ام انها اخطر ظواهر الوضع العربي ؟ هل اساليب الكيان الصهيوني تجاه شعبنا الفلسطيني اقسى واخطر من اساليب فلول الاحتلال في العراق ؟
ان نظرة سريعة لما يجري في العراق تؤكد بدون اي شك بان ما يجري في العراق ليس مجرد اضطهاد ملايين العراقيين بل ان الاخطر منه هو انه عمليات منظمة لتقسيم العراق في اطار مخطط صهيوني غربي ايراني مشترك ، فمنذ الاحتلال في عام 2003 فرض دستور وضعه نوح فيلدمان الصهيوني الامريكي على اسس المحاصصات الطائفية العرقية واقيم نظام حكم يطبق ذلك الدستور فقسم العراق الى ( اعراق واديان وطوائف ) وبدأت العاب اشعال الفتن الطائفية فيه والتي ادت الى تهجير اكثر من 7 ملايين عراقي من ديارهم او من وطنهم هربا من التطهير العرقي الطائفي العلني !
وفي هذه الاحداث فان عروبة العراق هي المستهدفة اولا وقبل كل شيء ، فالعراق العربي الواحد يتعرض الى عمليات منظمة لاجل تقسيمه وتمت عمليات ابادة وتصفيات للعلماء والضباط والاكاديميين ووثقت ذلك منظمات دولية ، وسرقت ثروة تقدر باكثر من 700 مليار دولار منذ عام 2005 وحتى الان ، والمبلغ اكبر بكثير لكن هذا الرقم هو المجموع الرسمي لميزانية الحكومة في تلك السنوات ولكن لم يحصل اي تغيير بعد الخراب الشامل الذي اصاب العراق نتيجة تنفيذ خطة الاحتلال وهي تدمير العراق والبدء بمحو بنيته التحتية وتدمير معامله ومؤسساته ونهب ثرواته وتعريض شعبه لعذابات مقصودة متعمدة . فهل هذه المعاناة اقل خطورة مما يتعرض له شعبنا الفلسطيني ؟ بالتأكيد كلا فالعراق هو فلسطين الثانية الان ، وما لم ينتبه العرب خصوصا نخبهم فان العراق لن يكون اخر فلسطين بل ستتبعه كل الاقطار العربية واحدا بعد الاخر بالتقسيم والشرذمة وتدمير مقومات الحياة الطبيعية فيه .
بالاضافة لما تقدم من كوارث لم يسبق لاي قطر عربي ان تعرض لمثلها حتى الشعب الفلسطيني ، فان عدد شهداء العراق فاق شهداء كل الاقطار العربية مجتمعة بما فيها شهداء فلسطين ، فقد تم توثيق استشهاد اكثر من مليوني عراقي فقط بعد الغزو ، يضاف اليهم مليونان اخران في الفترة بين عام 1991 و2003 قتلهم الحصار ووثقت الامم المتحدة ذلك فيكون مجموع شهداء العراق اربعة ملايين شهيد وسبعة ملايين مهجر وملايين المعوقين جسديا ونفسيا . ومع ذلك فان هذه المؤتمرات الثلاثة تعاملت مع العراق وكارثته وكأنها ثانوية قياسا باهتمامها باحداث اخرى اقل اهمية وخطورة مما يجري في العراق وربما يكون دعمها يتسبب باضرار فادحة للامن القومي العربي مثل الاصرار على دعم المشروع النووي الايراني في بيانات المؤتمرات الثلاثة حتى لو لم يطرح احد ذلك الموضوع !!!
لذلك لم نفاجأ بالموقف السلبي لهذه المؤتمرات من الانتفاضة العراقية الحالية والتي استقطبت انتباه اوساط كثيرة في العالم وحركته رغم جهله وبعده عن العراق ولكن الاخوة والرفاق في المؤتمرات الثلاثة بقوا لا يتحركون ولا تهز مشاعرهم كوارث العراق ، وان انتبهوا يسقطون فرض باصدار بيانات خجولة او ضعيفة تتضمن امتداح احد الجلادين الكبار للشعب العراق وهو النظام الايراني !
والان يتكرر نفس الشيء فهذه المؤتمرات التي اعلنت نفسها ممثلا للجماهير العربية وتطلعاتها للحرية والتقدم والديمقراطية نجدها الان تصمت صمتا نترك وصفه لمن يشاء تجاه انتفاضة شعب العراق مع انها امتداد طبيعي وعضوي لجهاد المقاومة العراقية ضد الاحتلال ، فبعد ان هزمت هذه المقاومة الباسلة الاحتلال الامريكي واجبرت قواته على الانسحاب فان فلوله التي بقيت تحكم العراق وسلمتها امريكا العراق قبل الانسحاب تمارس قمعا اسوأ من قمع الاحتلال ، وبدلا من ابو غريب امريكا نجد الان عشرات ابو غريب ومئات السجون السرية ، وبدلا من التعذيب المبرمج والمنضبط الذي كانت تمارسه القوات الامريكية فان تعذيب الحكومة الحالية منفلت من اي قيد لذلك يقتل المعتقلون وتغتصب النساء والرجال والصبيان واحيانا امام عوائلهم وابناء حارتهم ، وتسرق اموال العراق علنا ويصبح العراق في مقدمة الدول الفاسدة والمستبدة ، وتنهار بقوة التخريب المتعمد كل الخدمات ولا تصلح رغم تخصيص 700 مليار دورلا لاصلاحها وتوفير الخدمات والغذاء والدواء للعراقيين . اما البطالة فقد بلغت اكثر من 40% من مجموع الشعب العراقي ، والامن مفقود وفرق الموت تتربص بكل عراقي وعراقية . فهل يوجد قطر عربي يواجه ما نواجهه في العراق باستثناء كوارث سوريا التي تفجرت منذ عامين ؟
الا يكفي هذا لاقناع المؤتمرات الثلاثة بان العراق وشعبه يستحق منها الاهتمام المناسب والموقف الملائم لطبيعة ما يواجهه شعب العراق ؟ مع الاسف مرة اخرى تصمت هذه المؤتمرات وتتجاهل انتفاضة شعب العراق من اجل الحرية والتحرر من فلول الاحتلال ، وتمر ثلاثة ايام على توجيه الرفيق خضير رسالته دون رد او بيان يوضح موقف هذه المؤتمرات مما يجري في العراق رغم خطورته الشديدة سواء كان دعما للانتفاضة او وقوفا على الحياد او تاييدا للمالكي ! لماذا ؟ هل العراق قطر عربي ام انه قطر ينتمي لكوكب المريخ ؟ وهل الرفيق خضير المرشدي مجرد عضو في المؤتمر القومي ام انه عضو الامانة العامة فيه ومع ذلك لم يستنكر المؤتمر القومي اعتقاله في لبنان والتحقيق معه نتيجة تهمة كيدية من حكومة المالكي ؟ لم اصدر المؤتمر القومي عدة بيانات ادانة لاعتقال اعضاء اخرين لكنه تجنب ادانة اعتقال الرفيق المرشدي ؟ هل هناك معايير مزدوجة داخل المؤتمر القومي ؟
نحن نعرف الجواب اليقيني الذي يفسر كل تلك المواقف لكننا نريد من الجماهير العربية ونخبها ، خصوصا المنتمين لهذه المؤتمرات ، ان تعرف ما يجري وان تشخص مواقف الافراد والفئات والتجمعات في هذه اللحظة التاريخية الخطيرة التي تمر بها امتنا العربية ، وقبل هذا وذاك نريد تجنيب هذه المؤتمرات توجيه اي اتهام لها لا تستحقه . ان ما يجري في العراق ليس خطأ في الترجمة في مؤتمر بل هو تهديد للعراق وهويته ووجوده القومي والوطني ، وما يجري تحديدا ، وتذكيرا ايضا ، هو بدء عمليه اكمال تحرير العراق من فلول الاحتلال بعد نجاح المقاومة في الحاق الهزيمة بامريكا ، فهل ذلك وضع يمكن تجاهله ؟ وماذا يعني هذا التجاهل وما هي نتائجه على هذه المؤتمرات التي تراقبها الجماهير لترى كم هي منسجمة في ممارساتها ومواقفها مع ما علنته في برامجها وخططها والمصالح القومية العربية ؟
والان توجد لدى كل اعضاء هذه المؤتمرات الثلاثة ادلة ووثائق ومواقف تؤكد ان ما يتعرض له العراق هو جزء من المخطط الاقليمي المعادي للامة العربية ، فهل يمكن الصمت على صمت هذه المؤتمرات الثلاثة ؟ هل يمكن لمن انتمى اليها على افتراض انها تمثل تيارا للنخب العربية المتوافقة على مواقف مشتركة تتمحور حول حماية الوجود العربي والدفاع عن الامة العربية وقضاياها العادلة ان لا يرى ان هذه المؤتمرات الثلاثة لا تقوم بواجبها المفترض القيام به ؟ وهل يمكن لاي عضو فيها ان لا ينتبه للمعايير المزدوجة فيها والتي تهتم بمشروع ايران النووي وتدعمه لكنها تهمل مصير العراق وانتفاضته ؟ هل هذه المواقف تنسجم مع اسم المؤتمر القومي العربي ؟ واين الدليل على انه مؤتمر قومي وهو يمارس الصمت الغريب تجاه العراق وانتفاضته وما يجري فيه بينما يفتخر بدعم ايران ؟
لذا ولاجل انقاذ سمعة المؤتمرات الثلاثة والمساعدة على منع وصمها بمصطلحات تتواقف مع بعض المواقف ندعو كافة اعضاءها الى رفع اصواتهم ومناقشة هذه المواقف والعمل الجاد لحسم الامر وانهاء حالة التعتيم والازدواجية في المواقف تجاه قضايا الامة . وندعو الاعضاء لاتخاذ هذا الموقف الان وليس غدا لاجل ان نميز الخيط الابيض عن الخيط الاسود الان في مرحلة حسم الصراع ، فغدا لن تنفع التبريرات ولا نقد الذات لان الثمن هو الاف الضحايا وربما الملايين من ابناء العراق والامة العربية .
كما ندعو انصار المقاومة العراقية وكافة المثقفين الثوريين العرب من كافة الاتجاهات الوطنية والقومية والاسلامية لتسليط الضوء الكاشف على مواقف المؤتمرات الثلاثة من العراق وقضيته وكشف تناقضاتها ومعانيها ونتائجها ، دون تجريح او اتهامات عاطفية بل بالتحليل المنطقي الموثق وهو كاف لتحديد اوجه التقصير لهذه المؤتمرات الثلاثة . وقبل هذا وذاك نتمنى من هذه المؤتمرات ان تحل الاشكالية من تلقاء نفسها قبل ان تحل عبر جدل وحوارات قد لا تكون كلها ودية .
يا اعضاء المؤتمرات الثلاثة العاديين، ويا ( مفاتيحها السرية ) تذكروا احزان شعب العراق الحالية ومأسيه كي يتذكركم ويذكركم بالخير غدا بعد تحرير العراق .
قد لا نتذكر من يشاركنا افراحنا ولكننا نتذكر من يشاركنا احزاننا
مارتن لوثر كنج
وجه الرفيق الدكتور خضير المرشدي ممثل البعث رسالة مهمة جدا الى امناء المؤتمرات الثلاثة ( امين عام المؤتمر القومي العربي والمنسق العام للمؤتمر القومي الاسلامي وللامين العام لمؤتمر الاحزاب العربية ) يطالبهم فيها بتحديد موقف صريح وواضح من الانتفاضة الوطنية العراقية التي دخلت شهرها الثالث ، لان هذه المؤتمرات الثلاثة تتعامل معها وكانها غير موجودة ! في ايحاء لاتخطئه العين بوجود عناصر مؤثرة ترفض دعم انتفاضة شعب العراق ضد الديكتاتورية والاستبداد والتبعية والتي تمارسها فلول الاحتلال الامريكي – ايراني في العراق . ويشرح الرفيق خضير في رسالته الحالة العراقية بوضوح وموضوعية ويعبر عن دهشته لعدم صدور اي بيان دعم او تأييد للانتفاضة العراقية رغم دخولها الشهر الثالث ورغم سقوط شهداء وجرحى واعتقال المئات من المتظاهرين .
ومرت فترة ثلاثة ايام على تلك الرسالة ولم يصدر اي بيان حول العراق من هذه المؤتمرات وكأن نداء الرفيق خضير لم يحصل ، تماما مثلما عوملت الانتفاضة العراقية كأنها غير موجودة . لذلك من حقنا وحق كل عربي مناضل من اجل التحرر من الاحتلال ومن اجل الديمقراطية وانهاء كل اشكال الفساد والاستبداد التساؤل عن ( اسرار ) صمت هذه المؤتمرات الثلاثة عما يجري في العراق رغم وضوحه الكامل وتحدد طبيعته اضافة الى وجود اعداد كبيرة فيها تدعم الانتفاضة العراقية وكان يجب احترام رأيها اذا كانت هذه المؤتمرات تلتزم بالديمقراطية حقا .
ودهشتنا ودهشة كل مناضل تعود لوجود حقيقة معروفة لاعضاء هذه المؤتمرات وهي انها كانت دائما تصدر بيانات ادانة قوية عندما يعتقل عضو في واحد منها او اي مناضل اخر غير عضو فيها ، كما انها كانت تصدر بيانات حول اي تحرك جماهيري ضد الديكتاتورية والفساد وتدعمه ، وسجل هذه المؤتمرات يشهد على ذلك ، لكن مع الاسف الشديد عندما يأتي الامر الى العراق فانها تتخذ مواقف اقل ما توصف به هو انها مجاملات اكثر منها مواقف حقيقية ! وهذه الظاهرة سجلت وطرحت اسئلة حولها في الاعلام بل وحتى اثناء انعقاد جلسات هذه المؤتمرات ، ولكن دون جدوى وكان الرد هو اما التهرب منه او تقديم جواب هو تهرب كامل بصيغة الفاظ غامضه تعتم اكثر مما توضح .
والان هناك انتفاضة عراقية حقيقية يشارك فيها ملايين العراقيين وليس الالاف فقط وهي اكبر انتفاضة جماهيرية ملايينية بعد انتفاضة مصر واستمرت طوال الشهور الثلاثة الماضية ، والاهم انها انتفاضة سلمية منظمة ومنضبطة باهدافها وشعاراتها وممارسات المشاركين فيها ، وهي لا تمثل حزبا او جماعة او مكون واحد بل هي انتفاضة كل العراقيين من الفاو في الجنوب الى زاخو في شمال العراق ، اهدافها انهاء الظلم والتمييز والفساد والاضطهاد الذي شمل النساء والشيوخ والاطفال وبصورة عشوائية وانتقامية وطائفية في حالات كثيرة . وكان اغتصاب الرجال الشيوخ وليس النساء فقط احد اهم وقائعه الموثقة ، بالاضافة الى التطهير العنصري والطائفي لمئات الالاف من العراقيين . فهل هذه الجرائم عادية ولا تستحق دعمها ؟ ام انها اخطر ظواهر الوضع العربي ؟ هل اساليب الكيان الصهيوني تجاه شعبنا الفلسطيني اقسى واخطر من اساليب فلول الاحتلال في العراق ؟
ان نظرة سريعة لما يجري في العراق تؤكد بدون اي شك بان ما يجري في العراق ليس مجرد اضطهاد ملايين العراقيين بل ان الاخطر منه هو انه عمليات منظمة لتقسيم العراق في اطار مخطط صهيوني غربي ايراني مشترك ، فمنذ الاحتلال في عام 2003 فرض دستور وضعه نوح فيلدمان الصهيوني الامريكي على اسس المحاصصات الطائفية العرقية واقيم نظام حكم يطبق ذلك الدستور فقسم العراق الى ( اعراق واديان وطوائف ) وبدأت العاب اشعال الفتن الطائفية فيه والتي ادت الى تهجير اكثر من 7 ملايين عراقي من ديارهم او من وطنهم هربا من التطهير العرقي الطائفي العلني !
وفي هذه الاحداث فان عروبة العراق هي المستهدفة اولا وقبل كل شيء ، فالعراق العربي الواحد يتعرض الى عمليات منظمة لاجل تقسيمه وتمت عمليات ابادة وتصفيات للعلماء والضباط والاكاديميين ووثقت ذلك منظمات دولية ، وسرقت ثروة تقدر باكثر من 700 مليار دولار منذ عام 2005 وحتى الان ، والمبلغ اكبر بكثير لكن هذا الرقم هو المجموع الرسمي لميزانية الحكومة في تلك السنوات ولكن لم يحصل اي تغيير بعد الخراب الشامل الذي اصاب العراق نتيجة تنفيذ خطة الاحتلال وهي تدمير العراق والبدء بمحو بنيته التحتية وتدمير معامله ومؤسساته ونهب ثرواته وتعريض شعبه لعذابات مقصودة متعمدة . فهل هذه المعاناة اقل خطورة مما يتعرض له شعبنا الفلسطيني ؟ بالتأكيد كلا فالعراق هو فلسطين الثانية الان ، وما لم ينتبه العرب خصوصا نخبهم فان العراق لن يكون اخر فلسطين بل ستتبعه كل الاقطار العربية واحدا بعد الاخر بالتقسيم والشرذمة وتدمير مقومات الحياة الطبيعية فيه .
بالاضافة لما تقدم من كوارث لم يسبق لاي قطر عربي ان تعرض لمثلها حتى الشعب الفلسطيني ، فان عدد شهداء العراق فاق شهداء كل الاقطار العربية مجتمعة بما فيها شهداء فلسطين ، فقد تم توثيق استشهاد اكثر من مليوني عراقي فقط بعد الغزو ، يضاف اليهم مليونان اخران في الفترة بين عام 1991 و2003 قتلهم الحصار ووثقت الامم المتحدة ذلك فيكون مجموع شهداء العراق اربعة ملايين شهيد وسبعة ملايين مهجر وملايين المعوقين جسديا ونفسيا . ومع ذلك فان هذه المؤتمرات الثلاثة تعاملت مع العراق وكارثته وكأنها ثانوية قياسا باهتمامها باحداث اخرى اقل اهمية وخطورة مما يجري في العراق وربما يكون دعمها يتسبب باضرار فادحة للامن القومي العربي مثل الاصرار على دعم المشروع النووي الايراني في بيانات المؤتمرات الثلاثة حتى لو لم يطرح احد ذلك الموضوع !!!
لذلك لم نفاجأ بالموقف السلبي لهذه المؤتمرات من الانتفاضة العراقية الحالية والتي استقطبت انتباه اوساط كثيرة في العالم وحركته رغم جهله وبعده عن العراق ولكن الاخوة والرفاق في المؤتمرات الثلاثة بقوا لا يتحركون ولا تهز مشاعرهم كوارث العراق ، وان انتبهوا يسقطون فرض باصدار بيانات خجولة او ضعيفة تتضمن امتداح احد الجلادين الكبار للشعب العراق وهو النظام الايراني !
والان يتكرر نفس الشيء فهذه المؤتمرات التي اعلنت نفسها ممثلا للجماهير العربية وتطلعاتها للحرية والتقدم والديمقراطية نجدها الان تصمت صمتا نترك وصفه لمن يشاء تجاه انتفاضة شعب العراق مع انها امتداد طبيعي وعضوي لجهاد المقاومة العراقية ضد الاحتلال ، فبعد ان هزمت هذه المقاومة الباسلة الاحتلال الامريكي واجبرت قواته على الانسحاب فان فلوله التي بقيت تحكم العراق وسلمتها امريكا العراق قبل الانسحاب تمارس قمعا اسوأ من قمع الاحتلال ، وبدلا من ابو غريب امريكا نجد الان عشرات ابو غريب ومئات السجون السرية ، وبدلا من التعذيب المبرمج والمنضبط الذي كانت تمارسه القوات الامريكية فان تعذيب الحكومة الحالية منفلت من اي قيد لذلك يقتل المعتقلون وتغتصب النساء والرجال والصبيان واحيانا امام عوائلهم وابناء حارتهم ، وتسرق اموال العراق علنا ويصبح العراق في مقدمة الدول الفاسدة والمستبدة ، وتنهار بقوة التخريب المتعمد كل الخدمات ولا تصلح رغم تخصيص 700 مليار دورلا لاصلاحها وتوفير الخدمات والغذاء والدواء للعراقيين . اما البطالة فقد بلغت اكثر من 40% من مجموع الشعب العراقي ، والامن مفقود وفرق الموت تتربص بكل عراقي وعراقية . فهل يوجد قطر عربي يواجه ما نواجهه في العراق باستثناء كوارث سوريا التي تفجرت منذ عامين ؟
الا يكفي هذا لاقناع المؤتمرات الثلاثة بان العراق وشعبه يستحق منها الاهتمام المناسب والموقف الملائم لطبيعة ما يواجهه شعب العراق ؟ مع الاسف مرة اخرى تصمت هذه المؤتمرات وتتجاهل انتفاضة شعب العراق من اجل الحرية والتحرر من فلول الاحتلال ، وتمر ثلاثة ايام على توجيه الرفيق خضير رسالته دون رد او بيان يوضح موقف هذه المؤتمرات مما يجري في العراق رغم خطورته الشديدة سواء كان دعما للانتفاضة او وقوفا على الحياد او تاييدا للمالكي ! لماذا ؟ هل العراق قطر عربي ام انه قطر ينتمي لكوكب المريخ ؟ وهل الرفيق خضير المرشدي مجرد عضو في المؤتمر القومي ام انه عضو الامانة العامة فيه ومع ذلك لم يستنكر المؤتمر القومي اعتقاله في لبنان والتحقيق معه نتيجة تهمة كيدية من حكومة المالكي ؟ لم اصدر المؤتمر القومي عدة بيانات ادانة لاعتقال اعضاء اخرين لكنه تجنب ادانة اعتقال الرفيق المرشدي ؟ هل هناك معايير مزدوجة داخل المؤتمر القومي ؟
نحن نعرف الجواب اليقيني الذي يفسر كل تلك المواقف لكننا نريد من الجماهير العربية ونخبها ، خصوصا المنتمين لهذه المؤتمرات ، ان تعرف ما يجري وان تشخص مواقف الافراد والفئات والتجمعات في هذه اللحظة التاريخية الخطيرة التي تمر بها امتنا العربية ، وقبل هذا وذاك نريد تجنيب هذه المؤتمرات توجيه اي اتهام لها لا تستحقه . ان ما يجري في العراق ليس خطأ في الترجمة في مؤتمر بل هو تهديد للعراق وهويته ووجوده القومي والوطني ، وما يجري تحديدا ، وتذكيرا ايضا ، هو بدء عمليه اكمال تحرير العراق من فلول الاحتلال بعد نجاح المقاومة في الحاق الهزيمة بامريكا ، فهل ذلك وضع يمكن تجاهله ؟ وماذا يعني هذا التجاهل وما هي نتائجه على هذه المؤتمرات التي تراقبها الجماهير لترى كم هي منسجمة في ممارساتها ومواقفها مع ما علنته في برامجها وخططها والمصالح القومية العربية ؟
والان توجد لدى كل اعضاء هذه المؤتمرات الثلاثة ادلة ووثائق ومواقف تؤكد ان ما يتعرض له العراق هو جزء من المخطط الاقليمي المعادي للامة العربية ، فهل يمكن الصمت على صمت هذه المؤتمرات الثلاثة ؟ هل يمكن لمن انتمى اليها على افتراض انها تمثل تيارا للنخب العربية المتوافقة على مواقف مشتركة تتمحور حول حماية الوجود العربي والدفاع عن الامة العربية وقضاياها العادلة ان لا يرى ان هذه المؤتمرات الثلاثة لا تقوم بواجبها المفترض القيام به ؟ وهل يمكن لاي عضو فيها ان لا ينتبه للمعايير المزدوجة فيها والتي تهتم بمشروع ايران النووي وتدعمه لكنها تهمل مصير العراق وانتفاضته ؟ هل هذه المواقف تنسجم مع اسم المؤتمر القومي العربي ؟ واين الدليل على انه مؤتمر قومي وهو يمارس الصمت الغريب تجاه العراق وانتفاضته وما يجري فيه بينما يفتخر بدعم ايران ؟
لذا ولاجل انقاذ سمعة المؤتمرات الثلاثة والمساعدة على منع وصمها بمصطلحات تتواقف مع بعض المواقف ندعو كافة اعضاءها الى رفع اصواتهم ومناقشة هذه المواقف والعمل الجاد لحسم الامر وانهاء حالة التعتيم والازدواجية في المواقف تجاه قضايا الامة . وندعو الاعضاء لاتخاذ هذا الموقف الان وليس غدا لاجل ان نميز الخيط الابيض عن الخيط الاسود الان في مرحلة حسم الصراع ، فغدا لن تنفع التبريرات ولا نقد الذات لان الثمن هو الاف الضحايا وربما الملايين من ابناء العراق والامة العربية .
كما ندعو انصار المقاومة العراقية وكافة المثقفين الثوريين العرب من كافة الاتجاهات الوطنية والقومية والاسلامية لتسليط الضوء الكاشف على مواقف المؤتمرات الثلاثة من العراق وقضيته وكشف تناقضاتها ومعانيها ونتائجها ، دون تجريح او اتهامات عاطفية بل بالتحليل المنطقي الموثق وهو كاف لتحديد اوجه التقصير لهذه المؤتمرات الثلاثة . وقبل هذا وذاك نتمنى من هذه المؤتمرات ان تحل الاشكالية من تلقاء نفسها قبل ان تحل عبر جدل وحوارات قد لا تكون كلها ودية .
يا اعضاء المؤتمرات الثلاثة العاديين، ويا ( مفاتيحها السرية ) تذكروا احزان شعب العراق الحالية ومأسيه كي يتذكركم ويذكركم بالخير غدا بعد تحرير العراق .
رسالة الرفيق خضير المرشدي الى المؤتمرات الثلاثة
http://www.dhiqar.net/Art.php?id=31604
0 التعليقات: