أخر الأخبار

.

عقد على احتلال العراق ازمات متلاحقة وشحن طائفي واقتصاد منهار والفساد في كل مكان

عقد على احتلال العراق

ازمات متلاحقة وشحن طائفي 

واقتصاد منهار والفساد في كل مكان




عراق العروبة



عقد مرّ على الغزو الأميركي للعراق، والنتيجة: حرب فاشلة وعدت العراقيين بتحقيق حلم الديمقراطية والحرّيّة والاستقرار والتنمية، لكنها حصدت أرواح أبنائهم، وخلّفت تركة ثقيلة من القتل المتفشي والاقتصاد المدمر والاستقطاب المذهبي الحادّ، وبلاداً مشتّتة تواجه مخاطر التقسيم وفساداً ليس مثله فساد، ومن كان يطمح أن تتحسّن حياته ومعيشته بعد سقوط النظام السابق، وجدوا أنفسهم يعيشون في أكثر مناطق الصراع خطراً في العالم.

العراق اليوم، الذي يملك كل الطّاقات التي تؤهّله لأن يكون دولة قويّة ذات شأن سياسي واقتصادي ومحوري في الشرق الأوسط، تدحرج سريعاً الى عداد الدول الفاشلة ولا أحد يستطيع انتشاله: مقتل 190 ألف شخص بينهم 134 ألف مدني (حسب احصائيات الامم المتحدة)، عملية إعادة الاعمار لا يمكن وصفها إلا بـ(النكتة السمجة)، إذ لم تؤد إلى نتائج ملموسة، بل أهدرت عشرات المليارات من الدولارات.
كانوا يقولون ان في العراق ديكتاتور واحد يقوده بقبضة من حديد، اليوم في كل زاوية من العراق ديكتاتورها الصغير، وبغداد مدينة الرشيد صارت مرتعاً للفساد، وصارت الرشوة العملة المهيمنة في بغداد.

حلقة رهيبة من انتهاكات حقوق الإنسان، ومنها الهجمات ضد المدنيّين وتعذيب المعتقلين والمحاكمات الجائرة. وتقول نائبة برنامج الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، حسيبة الحاج صحراوي: «يتمتّع العديد من العراقيين اليوم بحرّيّات أكبر من تلك التي كانوا يتمتّعون بها في ظل نظام حزب البعث، ولكن المكتسبات الأساسية لحقوق الإنسان، التي كان ينبغي تحقيقها خلال العقد الماضي، فشلت فشلاً ذريعاً.

وتتنوّع أزمات العراق، من الخلافات المرتبطة بالمناطق المتنازع عليها بين المركز والأكراد في الشمال، إلى تقسيم عائدات النفط، كما يعاني العراقيون يومياً نقصاً كبيراً في الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه النظيفة، وارتفاع معدّلات البطالة في بلد هو الأغنى في الإقليم. والأخطر أن تركة الحرب على العراق خلّفت نعرات طائفية قسّمت صفّ العراقيين، وأظهرت الوجه الديكتاتوري لنوري المالكي.

هكذا، وبعد سنوات من احتكاره السلطة، أظهر المالكي في العلن ما كان يقال عنه في الخفاء، الكتل السياسية على تنوّع مشاربها المذهبية والإتنية تحذّر من أن الديكتاتورية قامت فعلاً، وها هو رئيس الحكومة نوري المالكي يمارسها عملياً، ويُحكم قبضته على أكثر من مليون جندي وشرطي، ويجمع ثلاث وزارات أمنيّة بيده، الى جانب منصب القائد العام للقوّات المسلّحة، ورئيس جهاز المخابرات بالوكالة، وغيرها من المناصب الأمنيّة، كما يحكم قبضته (الحديد) على الوزارات الأخرى من خلال عشرات المعاونين والمستشارين الذين يقومون بأعمال الوزارات، ويسيطر على أغلب محافظات الجنوب والوسط من خلال أتباعه في الحزب الذين يتسلّمون مناصب رفيعة في المحافظات.

 كما يتّهمهُ الخصوم أيضاً بالانقلاب على الدستور، من خلال ربطه الهيئات المستقلّة بمجلس الوزراء، وحصرياً بمكتبه الخاص الذي يتولاّه مقرّب منه، إضافة الى نجلهِ أحمد المالكي كما يدّعي هؤلاء.

والخوف كل الخوف من أن تؤدّي الازمة السياسية التي يختلقها المالكي مع خصومه، والشحن المذهبي الذي بلغ ذروته، الى كارثة جديدة، وربما سيفجّر عنفاً كبيراً بين مكوّنات الشعب وكأن قدر هذه البلاد الانتقال من حرب الى حرب.

باختصار، العراق بعد عشر سنين من الغزو، الأحلام تتبخّر، وبلاد الرافدين على أكفّ العفاريت لا يعرف أحد الى أين ستأخذ العراقيين مجدّداً .

0 التعليقات: