جرح غائر في نفوس العراقيين.. 10 أعوام على غزو بغداد
جرح غائر في نفوس العراقيين.. 10 أعوام على غزو بغداد
العباسية نيوز
بينما تمر اليوم الثلاثاء الذكرى العاشرة لدخول قوات الغزو الأميركية إلى بغداد، معلنة إنهاء حكم حزب البعث في العراق، الذي استمر لأكثر من ثلاثة عقود، ما يزال الجدل يسود الشارع العراقي إزاء الوضع الراهن، وما إذا كان شرع في بناء مؤسسات الدولة أم مازال في رحى الصراع .
كان ذلك يوماً اسود في تأريخ العراق والامة العربية، انتهت فيه أساسيات الدولة العراقية، عبر حل الامريكان والمتعاونين معهم، من الاحزاب الشيعية والكردية، للجيش والشرطة وباقي الأجهزة الأمنية، إضافة إلى وزارة الإعلام ومؤسسات مهمة أخرى في الدولة، وحرموا ملايين العراقيين من مصدر عيشهم، وألقوا بهم في الشارع، بحجة عملهم في تلك المؤسسات المنحلة آنذاك، والتي اعتبروها موالية للنظام السابق .
ويقول الكاتب والمحلل السياسي هارون محمد ان اكثر ما آلمه في ذلك اليوم التاسع من نيسان 2003 هو توقف الدبابات الاميركية في شارع السعدون وصولا الى ساحة الجندي المجهول التي سميت "الفردوس" وسط العاصمة العراقية بغداد .
ويضيف، لقد شعرت بغصة ولفني الحزن والهم رغم اني كنت واحدا من المعارضين لنظام صدام حسين، لكن الوطن شيء والسلطة شيء اخر، فالوطن خالد والسلطات والانظمة تاتي وترحل.. ومن هنا فانه من العبث ان نطلق على هذا اليوم صفات التحرير والخلاص خاصة وانه من المعيب تاريخيا وسياسيا وانسانيا ان تسمى قوة اجنبية مثل الولايات المتحدة بسجلها المعادي لتطلعات الامم والشعوب والتزامها للطغاة والدكتاتوريين بانها دولة محررة او صديقة .
ويؤكد هارون محمد، صحيح ان اميركا بقوتها العسكرية الهائلة قد اسقطت النظام العراقي السابق ولكن الصحيح ايضا انها دمرت بلدا عريقا في حضارته وتاريخه وثقافته وابداعاته وقوضت دولة بناها العراقيون بالدم والتضحيات واستعمرت شعبا عرف بوثباته وانتفاضاته وثوراته على الظلم والطغيان .
ويشير هارون محمد، الى ان ماقامت به هذه الدولة وقواتها واجهزتها في العراق منذ اليوم الاول للاحتلال، يؤكد حقيقة اجندتها ومشاريعها القائمة على تفتيت ارادة العراقيين الوطنية والقومية وزرع الفتنة في صفوفهم والسعي الى تقسيم وفرقة كلمتهم وتشتيت اهدافهم حيث اتضح ذلك جليا من خلال ترويج طروحات المحاصصات العرقية والطائفية والفئوية وتشريعها في صيغ وقوانين وقرارات فرضتها على الشعب العراقي بالقوة والاكراه .
ويوضح هارون محمد انه بغظ النظر عن الموقف من نظام صدام حسين تاييدا او معارضة فان التاسع من نيسان 2003 يظل جرحا غائرا في نفوس العراقيين لن يلتئم الا بخلاص العراق من عملاء الاحتلال وانهاء الاحتلال المستتر، وبناء دولة القانون والمؤسسات التي تضمن الحرية وتشيع الديمقراطية والتعددية وتكفل حقوق الانسان بلا تمييز او استثناء.. والى ان يحين ذلك اليوم وتتحقق طموحات العراقيين وتبدا المسيرة الوطنية فان التاسع من نيسان سيصبح من الماضي وتطوى صفحته ولا يتذكره العراقيون الا للعبرة واستلهام الدروس والتجارب بما ينفع العراق ونهوضه وعودته الى اسرته العربية وحاضنته الانسانية وانطلاقته نحو البناء والتنمية وتعزيز دوره الحضاري الخلاق في خدمة شعبه وامته والبشرية جمعاء .
0 التعليقات: