نازحون من الفلوجة : داعش كذبة حكومية والجيش طردنا من المدينة
نازحون من الفلوجة : داعش كذبة حكومية والجيش طردنا من المدينة
عراق العروبة
المدى بريس
أكد نازحون من مدينة الفلوجة (62 كم غرب العاصمة بغداد)، أن القصف العشوائي والمكثف الذي تقوم به قوات الجيش أجبرهم على ترك منازلهم، ونفوا ادعاءات الحكومة بشأن وجود "إرهابيين" في المدينة، مبينين أن من يقاتلون فيها هم من أبناء العشائر وكبار السن الذين يرفضون دخول القوات الأمنية إليها نتيجة ممارساتها التي "تخالف الدين والأخلاق"، وفي حين عدوا أنه كان الأولى برئيس الحكومة، نوري المالكي، إيقاف قصف مدن الأنبار قبل زيارتها، ذكرت وزارة الهجرة والمهجرين أنها سجلت حتى الآن 167 ألف عائلة نازحة من المحافظة .
وقال أبو علي الانباري، من مهجري مدينة الفلوجة،(62 كم غرب العاصمة بغداد)، في حديث إلى (المدى برس)، إن "أغلب أهالي الفلوجة هربوا من منازلهم نتيجة القصف العشوائي للجيش العراقي على المدينة"، مشيراً إلى أن "قوات الجيش تطلق العشرات من قذائف الهاون على الأحياء السكنية في المدينة، مساء كل يوم".
ونفى الانباري، "وجد تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش)، في الفلوجة"، مبيناً أن "المقاتلين بالمدينة هم من أبناء العشائر الشباب، وكبار السن الذين يرفضون دخول الجيش إليها".
وأضاف النازح الفلوجي، أن "ثوار العشائر هم الذين يحمون الفلوجة"، مدللاً على ذلك بـ"عدم حدوث أي عمليات نهب أو سلب للدوائر والمصارف الحكومية".
من جهته قال النازح الفلوجي، أبو مصطفى الجميلي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "منزل العائلة في منطقة الضباط الثانية بمدينة الفلوجة، تعرض للقصف العشوائي الكثيف من قبل الجيش العراقي مما أجبرنا على تركه والنزوح إلى بغداد".
وأضاف الجميلي، أن "القصف العشوائي لقوات الجيش أثار رعب النساء والأطفال مما دفع ذويهم للنزوح إلى بغداد وغيرها من المحافظات"، عاداً أن "ادعاء الحكومة بشأن وجود مسلحين لتنظيم داعش في الفلوجة، يجافي الحقيقة ولا أساس له من الصحة".
وأكد النازح الفلوجي، أن الذين "يقاتلون في الفلوجة هم من أهلها وأبناء العشائر، وقد شاهدتهم بأم عيني"، وتابع أن أولئك "المقاتلين يرفضون دخول الجيش إلى المدينة لأن لديهم تجارب مريرة سابقة معه، كان فيها يستبيح الأعراض ويسفك الدماء ويعتقل الشباب والأبرياء ويفعلون بهم كل ما يجافي الدين والأخلاق".
واتهم الجميلي الحكومة الاتحادية بأنها "تحقد على الفلوجة بنحو كبير من دون أن يعرف الأهالي سبباً لذلك"، مستطرداً "نزحت مع عائلتي إلى منطقة الدورة، جنوبي بغداد، حيث أعاني من وضع مأساوي من جراء عدم تلقي أي مساعدة سواء من الحكومة أم غيرها برغم المزاعم التي نسمعها في الإعلام عن مثل تلك مساعدات لنازحي الأنبار".
إلى ذلك نفى النازح أبو أحمد، في حديث إلى (المدى برس)، "وجود أي تنظيمات إرهابية في الفلوجة كما تدعي الحكومة"، مضيفاً أن "الفلوجة تعاني الأمرين نتيجة القصف العشوائي المبرمج والكثيف الذي يطال العديد من أحيائها من قبل قوات الجيش".
وذكر أبو أحمد، أن "الجيش العراقي دمر مستشفى الفلوجة بنحو كامل لمنع علاج الجرحى"، عاداً أن "ادعاءات الحكومة بشأن تسبب المجاميع المسلحة بنزوح الأهالي من المدينة كاذبة ولا أساس لها".
واتهم النازح الفلوجي، القوات الأمنية بأنها "تضايق النازحين في بعض نقاط التفتيش"، وتابع لقد "اسمعونا كلاماً طائفياً وبذيئاً خاصة في سيطرة الصقور، مما يدلل على استهداف الحكومة المكون السني من وراء العمليات الجارية في الأنبار".
وبشأن انضمام بعض عشائر الأنبار إلى صفوف القوات الأمنية، عد أبو أحمد، أن ذلك "يشكل كذبة حكومية أخرى"، معتبراً أن كل من "تعامل مع الحكومة من شيوخ العشائر، هم عملاء أو من خارج الفلوجة".
ورأى النازح الفلوجي، أن "زيارة رئيس الحكومة، نوري المالكي، إلى الأنبار خسيسة"، مستدركاً كان "الأولى به أن يوقف القصف العشوائي لمدن المحافظة قبل ذهابه إليها".
على صعيد متصل، قال الوكيل الفني لوزارة الهجرة والمهجرين، سلام الخفاجي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الوزارة سجلت حتى الآن 167 ألف عائلة نازحة من الأنبار"، مبيناً أن "عدد النازحين قابل للزيادة أو النقصان حيث تعمل الوزارة الآن على تدقيق الأسماء والتأكد من عدم وجود تكرار فيها".
وذكر الخفاجي، أن "الوزارة وزعت، اليوم الثلاثاء، ضمن مكتبها في الكرخ، منحة مالية قدرها 300 ألف دينار مخصصة للوجبة الأولى من نازحي الأنبار"، وتابع أن "الوزارة تطمح لتقديم مساعدات مالية وغذائية وعينية إلى النازحين ما أن يتم تخصيص المبالغ اللازمة بهذا الشأن".
وكانت جمعية الهلال الأحمر العراقي أكدت في (الـ16 من شباط 2014 الحالي)، أن الفلوجة باتت "شبه خالية" من السكان بسبب استمرار المعارك فيها، مبينة صعوبة ايصال المساعدات الإنسانية لمن بقوا فيها حتى الآن.
وكان مسؤولون في الأنبار، حذروا في (الرابع من كانون الثاني 2014 المنصرم)، من إمكانية حدوث "كارثة" إنسانية في الفلوجة نتيجة نفاذ الغذاء والدواء والوقود والخدمات واضطرار عشرات الآلاف من العوائل فيها النزوح عنها، وفي حين بين مجلس المحافظة أنه "رفض" دخول الجيش إلى المدينة خشية حصول "كارثة إنسانية وتدمير بناها التحتية"، اتهم مواطنون فيها المسؤولين المحليين، بـ"الفرار" إلى بغداد أو إقليم كردستان، وتركهم يواجهون "الحصار"، والقوات الأمنية بقطع منافذ الدخول كافة إلى الأنبار من جانب بغداد وسامراء وبيجي.
وكانت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، قالت في (الـ12 من شباط 2014 الحالي)، إن الأسابيع الستة الماضية، شهدت نزح نحو 300 ألف عراقي من نحو 50 ألف عائلة، من الأنبار بسبب أحداث الفلوجة والرمادي، مبينة أن النازحين العراقيين يقيمون في المدارس والمساجد والأبنية العامة، ويحتاجون لمساعدات عاجلة، وأن الحكومة العراقية تقدر قيمة هذه المساعدات بنحو 35 مليون دولار.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في (الـ24 من كانون الثاني 2014)، أن عدد النازحين من جراء أحداث الأنبار، الذي بلغ 140 ألف شخص حينها، هو "الأسوأ" في البلاد منذ الصراع الطائفي المباشر بين سنتي 2006 و2008.
يذكر أن محافظة الأنبار، مركزها مدينة الرمادي،(110 كم غرب العاصمة بغداد)، تشهد منذ (الـ21 من كانون الأول 2013 المنصرم)، عمليات عسكرية واسعة النطاق، لملاحقة المجاميع المسلحة والتنظيمات "الإرهابية" مما أثر على وضع الأهالي واضطر مئات الآلاف منهم إلى النزوح خارج المحافظة أو داخلها، وخلق توتراً واستقطاباً حاداً في عموم العراق نتيجة ما أوقعته من ضحايا بين صفوف المدنيين والعسكريين فضلاً عن تدمير دور المواطنين والبنى التحتية.
0 التعليقات: