أخر الأخبار

.

ورطه الصدريون برئاسة مجلس النواب




عدنان الجنابي .. 
ورطه الصدريون برئاسة مجلس النواب لـ(10) دقائق وتخلوا عنه في نهاية الاعتصام البرلماني

عراق العروبة 


في التقييم السياسي بين النائب عن ائتلاف (العراقية) عدنان الجنابي الذي ترأس جلسة الاعتصام البرلماني (الخميس) الماضي، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ترجح كفة الاول باعتباره شخصية معتدلة سياسيا وغير حزبية اضافة الى كونه واحدا من ابرز الخبراء الاقتصاديين وصاحب تجربة غنية ومهنية في الادارات الحكومية على امتداد اكثر من ثلاثين سنة امضى اغلبها في وزارة النفط، في حين لا يملك الجبوري الكفاءة السياسية والاداء الرصين في ادارة الجلسات النيابية اضافة الى افتقاره الى الخبرة المطلوبة وتقيده بضوابط وشروط حزبه الاسلامي الذي يحتل موقع نائب امينه العام اياد السامرائي.

ومعروف عن الجنابي وهو يعد الان شيخ عشيرة الجنابيين في العراق، عزوفه عن المناصب الحكومية بعد تجربة مريرة له عندما اختاره اياد علاوي وزير دولة في حكومته المؤقتة وتعرضه الى اعتداء مهين من قبل جنود امريكيين، فقد اعلن منذ ذلك الوقت نهاية 2004 انصرافه عن العمل الحكومي مع استمراره في التعاون السياسي مع علاوي الذي استغل مكانته العشائرية المرموقة وخبراته الاقتصادية في تعزيز موقعه القيادي سواء في القائمة العراقية في انتخابات عام 2010 وبعدها في انتخابات 2014.

ورغم الهدوء الذي يتسم به الجنابي في طبيعته وعلاقاته وعدم سعيه الى تولي مواقع تشريعية ومناصب وزارية الا انه وقع في فخ نصبه له النواب الصدريون عندما اختاروه ليرأس جلسة البرلمان المؤقتة واوكلوا اليه طرح اقالة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائبيه همام حمودي وارام شيخ محمد في مشهد حماسي ووسط تصفيق وهتافات النواب المعتصمين مع انه سعى الى اضفاء اجواء التهدئة على الجلسة التي وصفت بـ(اليتيمة).

ويقال بهذا الصدد ان الجنابي تردد في الموافقة على رئاسة الجلسة التي تباينت الاراء في شرعية انعقادها ودستوريتها، واعتذر للنواب الصدريين الذين عرضوا عليه رئاستها ووعدوه بتثبيته بديلا للجبوري لاحقا، ولكن تشجيع زميليه في ائتلاف (العراقية) النائبين كاظم الشمري وكريم عبطان الجبوري له وابلاغه بان زعيم القائمة اياد علاوي يؤيد ذلك، اضطره الى الصعود بخطى متثاقلة الى منصة الرئاسة والبدء في اجراءاتها بتوجيهات واضحة للعيان صدرت من النائب الصدري حاكم الزاملي ومقرر البرلمان النائب التركماني الشيعي معمار اوغلو.

ورغم محاولات حثيثة بذلها النواب الصدريون وزملاؤه في ائتلاف (العراقية) لانتخابه رئيساً لمجلس النواب في حالة نجاح الاعتصام البرلماني، الا ان نواب حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون نشطوا في عرقلة ذلك، واتخذوا قرارا بمنعه من تسلم الموقع الرئاسي اذا سارت الامور حسب مخططهم، فهم يعرفون جيدا ان زعيمهم نوري المالكي لا يطيق الجنابي لسببين اولهما انه من انصار خصمه اللدود اياد علاوي، وثانيهما انه ينحدر من منطقة المسيب المجاورة لبلدة طويريج مسقط رأس المالكي، اضافة الى كونه شيخا لابرز عشائر المنطقة التابعة لمحافظة بابل.


وينقل عن الجنابي الذي غادر مبنى البرلمان ساخطا عقب اخفاقه في جمع النصاب القانوني لجلسة السبت التي اعلن عنها بنفسه قبل 24 ساعة وكان مقررا فيها انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب ونائبين له، انه عبر عن ندمه لقبوله رئاسة جلسة برلمانية لم تستغرق غير 10 دقائق وحسبت عليه كمخالفة لسياقات الاداء النيابي الذي كان يحرص شخصيا على تعزيزه من خلال موقعه طيلة السنوات الماضية.    

0 التعليقات: