أخر الأخبار

.

وصاية الامم المتحدة على العراق ربما تكون حلا!



وصاية الامم المتحدة على العراق

ربما تكون حلا!




عراق العروبة 
هارون محمد




هل هي غيرة وطنية صعدت فجأة في رؤس نواب تحولوا بين ليلة وضحاها من اصحاب ملفات فساد ضخمة الى دعاة اصلاح جذري وتغيير ثوري، أم انها افك ونفاق درج عليهما وتطبع بهما اعضاء برلمان المنطقة الخضراء ؟

المسألة لا تحتاج الى كثير عناء في تفسير حالة اعتصام عدد من النواب اكثرهم من حزب الدعوة والتيار الصدري واقلهم من سنة المالكي وربع اياد علاوي، فالمشكلة اساسا تتمحور في كيفية الخروج من المأزق الذي ضرب البيت الشيعي المهيمن على المشهد السياسي منذ احتلال العراق في نيسان (ابريل) 2003 الى يومنا الراهن، بعد ان وصلت العملية السياسية التي قادتها الاحزاب الشيعية وساهمت فيها الكتل الكردية والشلل السنية، الى نفق مظلم واثبتت سنوات التخمة المحرمة والفساد المستشري في جميع مفاصل العراق، ان هذه الاحزاب واغلب قادتها يدعي التدين ويزعم انه من التقاة والعفة والنزاهة ، لا تصلح لحكم بلد مثل العراق لم يشهد عبر تاريخه الطويل كوارث ونكبات ونكسات كما في الاعوام الـ(13) الاخيرة المليئة بالانتهاكات والسرقات، حتى يخيل لمن يتابع ما جرى ويجري في هذا البلد وكأن حكام ما بعد مرحلة صدام مصرون على تدمير البقية الباقية من البنى التي شادها العراقيون بالدم والتضحيات عبر  تاريخهم المعاصر، وتخريب القلة المتبقية من القيم الوطنية والقومية والانسانية التي كانت سمة العراقيين على مر العصور والازمان الماضية.

ومع الاعتراف بان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري (السني) ونائبيه الشيعي همام حمودي والكردي آرام شيخ محمد، يستحقون اكثر من الطرد من مناصبهم المهزوزة التي احتلوها بفضل المحاصصة الطائفية والعرقية ، الا ان الذين تعاضدوا على اقالتهم  يستحقون هم ايضا تحطيم مقاعدهم  النيابية وجمعهم مع الثلاثة خلف القضبان جزاء ما ارتكبوه من آثام طائفية وما اقترفوه من ذنوب ولصوصية، والا كيف يصبح مشعان الجبوري واولاد عمومته قتيبة واحمد وبدر الفحل الجبوريين وتابعهم شعلان الكريم اصحاب صوت عال في الاصلاح وعلى كل واحد منهم اضابير نهب منظم ودعاوى في القضاء وسجلات الشرطة، شطب عليها نوري المالكي بجرة من قلمه الذي يقطر حناناً على اتباعه وسماً على خصومه ؟

وكيف نصدق ان يتحول عتاة الطائفية حسن السنيد وعدنان الاسدي وخلف عبدالصمد وحنان الفتلاوي والاخيرة صاحبة نظرية (7 في 7) الشهيرة، الى رواد اخوة وطنية، وينبذون شيعيتهم التي هي بضاعتهم الوحيدة في تعاملهم مع الاخرين ؟

وهل من المعقول ان يصبح حاكم الزاملي ورفاقه من بقايا جيش المهدي مصلحين يتحزمون بالفضيلة وينادون بالتغيير الوطني وهم اكثر المنتفعين من العقود والصفقات المريبة وأضحوا اباطرة في جمع المال وشراء القصور، وكان اكبر رأس فيهم يبيع بطاقات الهاتف النقال في زاوية لندنية قبل الاحتلال ؟ .

كيف نهضم صيحات اياد علاوي الى المصالحة الوطنية وهو الذي لا يشتغل الا وفق (البزنس) وانشاء الشركات والبنوك والالحاح على تأسيس مركز للسياسات الاستراتيجية له توازي سلطاته المالية صلاحيات رئيس الوزراء ؟

ان النواب المعتصمين ونظرائهم المخالفين لهم من طينة واحدة وان اختلفوا في طروحاتهم، وكلا الطرفين من نتاج مرحلة سوداء ضاع فيها العراق وانقسم الى مكونات، وقد تضامنوا جميعا بشيعتهم وسنتهم واكرادهم وتركمانهم وحتى ألاقليات، على ايذاء شعبه وذبح ابنائه ودفعه الى أسفل قوائم الدول الفاشلة والفاسدة رغم انه يبيع قرابة اربعة ملايين برميل نفط يوميا تذهب ايرادتها الى جيوب الحيتان والمافيات سواء كانت شركات اجنبية او احزابا اسلامية او كتلا سياسية .

ولعلها من المفارقات ان تتحد واشنطن وطهران في التباكي على الشرعية والتمسك بالدستور، وهما من ساهما في تدمير العراق  وايصاله الى ما هو عليه الان من انحطاط وفتنة وانهيار، وكل منهما يكمل الثاني في تنفيذ أجندته، بعد ان صار لهما اتباع واحزاب وجماعات ومرجعيات وعشائر ورؤساء ووزراء ونواب وقادة قوات واجهزة، ولا تصدقوا هتافات سحقاً سحقا للامريكان التي يرفعها الصدريون، وتباً تبا لايران التي يتغنى بها احمد المساري وظافر العاني، فانها من لزوم الشغل والضحك على الذقون.

ان الخروج من الازمات المتلاحقة التي يعيش تحت وطأتها العراق، ولا فكاك منها حاضرا ومستقبلا، يستدعي استقدام الامم المتحدة كما فعلت دول وحكومات شارفت على حافة الهاوية واقتربت من الانهيار، لتتولى الوصاية على البلاد، وتشرف على حكومة جديدة لا تشترك فيها احزاب وكتل المحاصصات بكل انواعها، ولا يشارك فيها من شغل منصبا او موقعا او وظيفة رفيعة طيلة السنوات السابقة، وتجميد العمل بالدستور، لتتولى هذه الحكومة الانقاذية بالاعتماد على المجتمع الدولي وعساكره من ذوي القبعات الزرق والحمر والخضر، تنظيف البلاد من داعش والمليشيات وجيش اللصوص والمخربين، وتمنح العراقيين فرصة لالتقاط انفاسهم وتوقف مساسل الاختلاسات وتسترد المال العام من سراقه وخصوصا اصحاب الجنسيات المزدوجة عبر الشرطة الجنائية (الانتربول) التابعة للمنظمة الاممية .


ونعرف مسبّقاً ان اصواتا ستحتج على وصاية المنظمة الدولية، وستخرج تظاهرات المسيرين بفتاوى الفتنة استنكارا، وينظم المنقادون للدجل سلسلة من الاعتصامات الصاخبة، وسيصطف المالكي والعبادي والجعفري وشهرستاني ومقتدى وآل الحكيم وسليم الجبوري والنجيفي والمطلك واياد علاوي في جبهة متراصة حفاظا على مصالحهم وامتيازاتهم وسيزعل اكراد فؤاد معصوم على الغاء منصبه الرئاسي، ولكن يبقى هذا هو الحل الوحيد على علاته والاخطاء التي سترافقه، بعد خفوت اطراف المعارضة الوطنية وتلاشي الامل فيها، والا فان البلد ذاهب لا محالة الى 18 ولاية هشة او جمهورية موز رخوة على عدد محافظاته، حتى نظام الاقاليم لم يعد مجدياً بعد ان شاع ظلم الاحزاب وطغيان قادتها، وانتهى العدل محبوساً في محاكم مدحت المحمود .



0 التعليقات: